ولائم السيسي الرمضانية ونوم ‘الجزيرة’ في رابعة.. ودلل بقرتك مع خواطر الشقيري

لا يحتاج المشاهد لأدلة تقول له بأن محطة الجزيرة تفرد المساحة الأكبر من روايتها في القصة المصرية لصالح الأخوان المسلمين فذلك أوضح من أي إمكانية لمناقشته أو نفيه.
الجزيرة موقفها واضح بالنسبة للإيقاع المصري وذلك لا يضيرها لان موقفها يمثل عمليا أو يتعاطف معه نصف الشارع العربي على الأقل.
بالتالي لا ضرورة إطلاقا للعبارة المضحكة التي يرددها مذيع الأخبار كلما قرأ خبرا مصريا وهي العبارة التي تحاول إعادة مفردة (الشرعية) لأصحابها وذلك على النحو التالي : ..تجمع الألاف من أنصار ما يقول المتحشدون في ميدان رابعة العدوية بأنه (الشرعية).
لاحظوا العبارة الأخيرة كم هي طويلة ومضجرة والأهم لا مبرر لها.
في أجواء الإنقسام والفصام التي تجتاح الأمة العربية بعد سقوط دمشق في براثن الفتنة وبعدها القاهرة بين يدي المجهول يصبح (المقتضى المهني) مجرد وسيلة لتأكيد عدم الحياد والإنحياز.
لذلك أقترح على الزملاء في الجزيرة التخلص من الإشارة المتكررة التي تحاول ربط مسألة الشرعية بمصر بأصحاب ميدان رابعة العدوية فهو وحده الميدان الذي يوجد فيه للجزيرة كاميرا ثابتة ـ أو نائمة فيه .. أليس كذلك؟

إفطار ضخم

زميلنا الإعلامي شرف أبو رمان لاحظ بأن محطة إم بي سي قطعت دورتها البرامجية خلافا للعادة وتحديدا خلال شهر رمضان لتغطية فعاليات المظاهرات المؤيدة للجنرال السيسي في ميادين القاهرة.
أبو رمان محق: عندما تفعل إم بي سي حصريا ذلك وفي لحظات برامج الذروة في شهر رمضان المبارك يكون القرار قد إتخذ من أعلى المرجعيات السعودية.
حصل ذلك لأن المذيعة الشقراء الهيفاء في إم بي سي مصر كادت تتفلق من فرط الإبتسام وهي تسأل المراسل الميداني الشاب المتلعثم في منطقة الإتحادية عن محتويات وجبة الإفطار التي قدمتها القوات المسلحة والشرطة في الموقع للناس في أضخم إفطار رمضاني جماعي أقيم على شكل مهرجان على أنقاض جثة الصندوق والإنتخابات.
لا أشعر بالغيرة إطلاقا فصحتين وعافية على قلب كل شقيق مصري تناول إفطارا مجانيا وكل ما أتمناه بعد التخلص من الأخوان المسلمين والقضاء عليهم أن يجد المصري البسيط دوما طعاما على مائدته بمعنى تنتعش مصر ويزدهر إقتصادها ولا تضطر لوجبات الميادين السريعة تحت عنوان إسقاط حكم السيسي.

معلبات فضائية على السحور

المضحك المبكي يمكن تناوله كمنقوع سحري على وجبة السحور عند الإستماع للريبورتاج الموحد الذي يثته فضائيات التفويض مثل القاهرة والناس والحياة وسي بي سي فعلى حد علمي زمن هذا النمط من الإعلام والأفلام لم يعد صالحا للإستهلاك البشري .
إليكم القصة بإختصار: فاصل إعلاني بصوت جهوري وموسيقى جنائزية يقول بالخط الأسود (3 مذابح في عهد المعزول محمد مرسي).. لولا ما تبقى من مخافة الله لقال المذيع: ثلاث مذابح إرتكبها المعزول.
المذيع وبمهنية رفيعة يحمل الرئيس المعزول مسؤولية حادثة الإعتداء الإجرامي على جنود أبرياء العام الماضي وتلك قصة قد نأخذ ونعطي معها من باب المسؤولية الأخلاقية والأدبية عن مواجهة الإرهاب وملاحقة مرتكبي هذه الجريمة.
المذبحة الثانية في عهد المعزول حسب المذيع الجهوري كانت هي المسلية فعلا فالحديث عن تصادم قطار بحافلة نقل عام وسقوط 52 قتيلا.. لا أعرف بصورة محددة ما هي علاقة مرسي بهذا الأمر إلا إذا كان المقصود تقديم وجبة إعلامية بائسة وسقيمة وتحريضية من النوع المعلب الذي تمتلئ فيه للأسف فضائيات الأشقاء في مصر .
اللافت أني شاهدت نفس الريبورتاج في عدة محطات مما يعني بان جهة واحدة صنعت هذا البرنامج الرديء جدا في مستواه الفني ولسبب غاية في البساطة فقد تحدث البرنامج عن (مذبحتين) وسقطت الثالثة تماما ولم يتضمنها الشريط… لعله خيرا وعلى الأرجح نام المخرج وقتها.

وجبة شتائم

لكن سهرة السحور مع المستشار سليط اللسان مرتضى منصور على شاشة القاهرة والناس مختلفة تماما فالرجل احد القضاة المعارضين للأخوان المسلمين ويفترض أنه يمثل قوة القانون وهيبة القضاء والروح الرياضية بحكم علاقته بنادي الزمالك.
معجم كامل من الألفاظ الغريبة والإتهامات المعلبة والأمثال الشعبية من الصنف بتاع الجارات قيل على الهواء مباشرة قبل لحظات من إصرار المستشار النجم على أنه بصدد تناول السحور وأداء صلاة الفجر جماعة فيما يكتفي المذيع بإبتسامه صفراء وعبارات مهربة متسللة من طراز (معئول يا سيادة المستشار).
خلال وصلة ردح واحدة فقط أحصيت الإلفاظ والعبارات التالية: إيه يا عم توتو (يقصد احد الزعماء العرب).. الولية ضربته بالخيزرانه على ئفاه (يقصد زوجة زعيم عربي) ..يا واد .. ده تافه .. بحياة أمك .. دول عيال الأخونة (يقصد 75 قاضيا في الجهاز).
.. بإختصار بهذا المستوى من الخطاب لا يمكن التفاؤل بإمكانية أن نرى دولة مدنية في مصر بعد الإنقلاب الأخير وإذا كان خصوم الأخوان المسلمين في الساحة يتمتعون بهذه القدرات (الردحية) فالعملية السياسية لا تحتاج لأعداء.

بعيدا عن الصداع المصري

فجأة تشاهده يشير بأصابعه للبعد الهندسي في تخطيط شوارع كوبنهاجن.. لاحقا تراه في قرية مكسيكية نائية تشغل أهلها في تخزين البيض .. بعد أيام في ماليزيا يساهم في بناء مدرسة إسلامية أو يتجول في مزرعة أبقار في سويسرا ليتحدث عن إحترام ملة الكفر والإلحاد للبقرة مقابل إهانتها عند المسلمين والعرب.
.. إنه الداعية الشاب اللافت للنظر أحمد شقيري نجم محطة إم بي سي وبرنامج (خواطر) أو الفنان الشامل فهو يرقص وينشد ويصفق ويتجول وسط أصقاع الكرة الأرضية ليحدثنا ببساطة عن إستنتاجات قمة في الادهاش تعلي قيمة الإنسان وتتغنى بروعة وإبداع الخالق.
الشقيري كنجم تلفزيوني يتصرف بصورة منتجة لأنه يتحدث بهدوء ونعومة ويوصل فكرته بنجاح فهذه تحية للشقيري في محطة بعيدة نسبيا عن الصداع المصري.

مدير مكتب ‘القدس العربي’ في عمّان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صلاح:

    كلام محترم

  2. يقول الأماني سالم:

    حقاً
    أجزم انك لا تعي مخاطر احرفك ،،
    حذار يا فاضلي
    ربما تؤخذ حروفك بوجه الإتهامات
    !!

  3. يقول فتحي/العجوز:

    ان شاء الله بضل موائد المصريين عامره وربنا يفرج كربهم ,,,على ما ببدو انك ظلمت الاخوان ولم ترى الا وجبة السيسي في ميدان التحرير ولم تذكر الوجبات المقدمه برابعه العدويه على مدار اكتر من شهر ,,, الا ترى سيدي ان رابعه العدويه قد اصبحت (صيره) لتربية خراف العيد وان الجزيره تقوم بفتح شهيتهم كما يفعل صفوت حجازي الذي لم يتوانى عن الكذب المتكرر على ابناء مصر برابعه العدويه حيث وعدهم اكثر من عشرة مرات بان يقطرو مع مرسي بميدان رابعه ؟؟؟

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية