وهم الأكثرية والاساءة للإبداع
وهم الأكثرية والاساءة للإبداع ـ من مكر الصدف أو حسنها تابعت فيلم ماروك لليلي المراكشي عرضا ومناقشة ولن أذهب هنا إلي نقد طروحات الفيلم أو تقييمه فنيا وجماليا، ولأني لست متخصصا سأتوجه للكلام الذي قيل فيه، والذي أعتبره انتهاكا خطيرا للحرية وقمعا مجانيا للإبداع.كيف يصر البعض علي تجميد عقولنا، واستنادا إلي أي مرجعية يصير الإبداع مادة للنبذ والإقصاء؟ أسئلة مقلقة لكن وللأسف لا تزال عقلية القيد والمؤامرة تمارس حجرها علي الحرية، توجه الإبداع وتحتل دور المرشد في الفن والثقافة. ألم نؤمن بعد أن الفن يشكل مشتركا ثقافيا، وأن الإبداع يتسع للتعدد والتنوع. وهو أبعد ما يكون عن وسائط العنف من نفي وإلغاء واستعداء. إن مشكلة ماروك كما يبدو، وكما تابعت في جلسات مناقشة الأفلام علي هامش المهرجان الوطني الثامن للفيلم، ليست في كون الشريط يحمل جملة من الأسئلة والقضايا الشائكة في المجتمع المغربي، بل مشكلته أضحت مع من يجعل نفسه وكيلا عن الإبداع وحارسا للتقاليد. ولأن الفيلم قوي بجرأته وذو مضمون طلائعي وحداثي، صار أكثر قدرة علي الاقتراب من جمهور السينما من الشباب، هذا الجيل الذي يحب دون قيود، يتبني قيم العصر ويلتف علي حقوق الإنسان ولا يفكر كثيرا في التقاليد البالية، لأنه جيل يؤمن بالحرية وبشرطها الأساسي لممارسة الإبداع. فلا شك إذن أن ليلي المراكشي مخرجة شابة ذكية وستكون لها الكلمة في المستقبل القريب.لقد رفض محمد العسلي أن يري ملائكة الحرية تحلق علي مهرجان طنجة، توهم أنه يتزعم الأكثرية، ولم يعلم أن وحدها الأقلية تستطيع تغيير العالم، أراد أن ينتقد فتعثر وهو ذو القيمة والقامة، جاري السينما الشبابية فسقط في فراغ الكلمة، لأن مثل ما قيل لايستخدم إلا للتضليل والخداع والهدف منه الترويج للشخص أكثر مما هي دعوة (للحذر أو الفضيلة) هكذا كانت الإساءة للحرية ،وكانت الإساءة للإبداع المغربي.نتمني أن يغفر تاريخ السينما وذاكرتها للمخرج محمد العسلي، أما نحن فسنصفر رفضا ضد هكذا أفكار تجعل إبداعنا رهين نظرة أحادية.النفس الزكية ابن صبيحباحث من المغرب0