وهم الأمن والمطاردة

حجم الخط
1

‘كنت أجلس في قاعة المسافرين في مطار ميونيخ الدولي وأنتظر مع المسافرين الى تل ابيب ركوبنا طائرة إل عال. توجد القاعة في منطقة منفصلة بعيدة عن المطار؛ ووضع رجال شرطة حول المكان الذي كنا فيه وكانت وسائل تفتيش الداخلين متشددة دون أي تسهيل.
إن نية سلطات الطيران الالمانية طيبة فهم يريدون حمايتنا ومنع المس بنا. ومن مزيد السخرية أن المسافرين من الدول العربية والدول الاسلامية يدخلون نقطة الانطلاق المركزي دون أي فصل.
قولوا إنني أبحث عن الصغائر، وإنني أبدي حساسية زائدة، وإنني أنسى أنه ذبح فلسطينيون في ميونيخ رياضيينا الذي جاءوا للمشاركة في الالعاب الاولمبية. لكن بعد أن سمعت قبل يومين في مؤتمر الامن في ميونيخ، جون كيري الذي وجه تهديدا غير صريح الى اسرائيل بأنها ستدفع ثمنا باهظا اذا رفضت الاستجابة الى الخطة التي صاغها للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين، عرفت أننا لسنا مجرد مصابين بوسواس المطاردة.”””” تحدث وزير الخارجية الامريكي عن ‘وهم الأمن’ الذي نتمتع به. يا سيد كيري إن أمننا لا يقوم على وهم ويكفي أن نذكرك بما حدث للاوغاد الذين قتلوا رياضيينا في ميونيخ، فقد صفت اسرائيل الحساب معهم جميعا.
تحدث جون كيري قبل خمسة اشهر عن واجب المجتمع الدولي أن يعاقب بشار الاسد بعد أن تبين أنه استعمل سلاحا كيميائيا على مدنيين. ‘إن امتحاننا هو امتحان ميونيخ’، قال كيري وقصد ان يقول إن المجتمع الدولي حاول قبل الحرب العالمية الثانية أن يصالح ادولف هتلر؛ ولم يستطيع العالم آنذاك أن ينجح في امتحان ‘لحظة ميونيخ’.
إن ادارة اوباما في حقيقة الامر لم تنجح آخر الامر في الامتحان الذي تحدث عنه كيري، ولم يعاقب بشار الاسد. فالطائرات الامريكية لم تخرج للهجوم على الاهداف التي كانت قد حددت في سوريا. والى ذلك لا يوجه كيري والاوروبيون اصبع الاتهام الى الفلسطينيين ولا يستعملون توجها متشددا مع الايرانيين فهم يراودون في تحمس وزير الخارجية الايراني محمد ظريف ويحتضنون الفلسطينيين.
إن كيري الذي تأثر حتى اعماق نفسه برد اسرائيل الفظ على التهديد غير الصريح الذي عبر عنه، أشار الى أن الاسرائيليين سيُضر بهم في جيوبهم. على مبعدة بضع مئات الامتار عن مكان عقد مؤتمر الامن في ميونيخ قام نصب تذكاري لـ ‘ليلة البلور’ وهي الليلة بين التاسع والعاشر من تشرين الثاني 1938 التي سلبت فيها وهدمت كنس ومصانع واملاك اليهود. يجب أن نؤكد أن الالمان لا ينسون الفظائع التي أوقعوها بالشعب اليهودي وهم مستمرون ويجدون طرقا لحفظ الذاكرة.
وكي ندع مكانا للشك نقول هنا إن جون كيري لم يكن حذرا في كلامه. توجد اسباب كثيرة تدعو الى انتقاد سلوكنا مع الفلسطينيين، ومع ذلك يحسن أن يتجه اصدقاؤنا الامريكيون الينا بتعليلات أكثر اقناعا من تهديدات دنية من النوع الذي اشار اليه كيري.

يديعوت 4/2/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dr. abufahd UK:

    عزيزي شمعون / لماذا لا تنظروا الى المعاملة الخاصة فى المطارات على أنها فقط لشعب الله المختار ؟. أليس من سخرية القدر أن كل المطارات العالمية فى العالم تخصص صالات خاصة للمسافرين الى اسرائيل أو الى الولايات المتحدة الأمريكية . و سخرية القدر الثانية هى أن هاتين الدولتين هما الوحيدتان اللتان تسمح كل دول العالم لهم بتواجد أبناء الشرطة أو المخابرات الأسرائيلية أو الأمريكية فى مطاراتها لترتيب إجراءات السفر الى تل أبيب أو أى مدينة أمريكية بل و الأدهي هو منع المسافرين من حمل زجاجة مياه أو طعام طفل لصالة السفر ولكن الجنود المدنيين اليهود أو الأمريكيين يحملون أسلحتهم الى داخل الطائرات المدنية . حتي لا نردد ما طالب به أصحاب الضفائر من وضع صواريخ جو – جو على الطائرات المدنية لحمايتها . سيدي شيفر / ” إن كيري الذي تأثر حتى اعماق نفسه برد اسرائيل الفظ على التهديد غير الصريح الذي عبر عنه” . لقد كان تهديد كيري الغير صريح هو بمنع البرتقال اليافاوي وقطع الآثار المنهوبة من الأراضي الفلسطينية من البيع فى اوربا و أمريكا ولكن تهديدات كل وزراء خارجية أمريكا للعرب أو أفغانستان أو إيران أو..أو…. كانت بقرارات من الأمم المتحدة الأمريكية بالتنفيذ خلال أيام أو أسابيع و إلا الحرب الجوية و البرية والبحرية لتوصيل العلاويين على أسنة الرماح أو الدبابات الى سدة الحكم لجمهوريات الموز. سيدي / نعم … انتم مصابين بوسواس المطاردة و المحو الى أن تحدث .

إشترك في قائمتنا البريدية