وهي تضبط “خريطة التهديدات”.. إسرائيل: يجب توجيه ضربة “تفكك وجه حزب الله”

حجم الخط
0

آفي أشكنازي

حان وقت تحديد خريطة التهديدات والتحديات العسكرية التي تقف إسرائيل أمامها. حان الوقت لتحديد الساحة المركزية والساحات الفرعية.

لقد كانت نهاية الأسبوع في غزة لحظة من أصعب اللحظات؛ خمسة جنود قتلى وعشرة جرحى، بعضهم بجروح خطيرة ومتوسطة. يشدد الجيش الضغط على حماس ميدانياً. خلايا مخربين تدحر تحت الضغط، تخرج من الأنفاق أو من أنقاض المباني وتحاول إطلاق نار مضادات الدروع أو إلقاء القنابل اليدوية نحو قوات الجيش الإسرائيلي. اصطدم الجنود بفخ “العبوات والكاميرات” في حدث قاس بحي الزيتون.

نشرت حماس شبكة كاميرات “الراجع” التي فككت من المركبات، ومن خلالها يطلون على حركة قوات الجيش الإسرائيلي. وزرع المخربون إلى جانب الكاميرات عبوات خفية في محاولة لإلحاق الضرر في الجيش الإسرائيلي.

في اللغة العسكرية تسمى هذه “حرب عصابات”. التاريخ العسكري الحديث يسمي عمليات حرب العصابات ضد جيش كبير ونظامي فخاً، كما في فيتنام والعراق وأفغانستان، ومع الروس والأمريكيين، وهكذا أيضاً يحصل للجيش الإسرائيلي منذ 18 سنة في لبنان.

يدرك الجيش التعقيدات، ولهذا يسعى إلى خطوة استراتيجية – إغلاق القصة في غزة، في ظل إعادة مخطوفين باتفاق. بعد ذلك، يجري عملاً تكتيكياً مع قدرات نارية وتدمير العدو بحد أدنى من الاحتكاك مع خلايا حرب العصابات. بالتوازي، يعرف الجيش بأن التحدي القديم – الجديد هو لبنان.

إسرائيل ملزمة، كما أسلفنا، بترسيم خريطة التهديدات. إيران هي الساحة الخطيرة وجودياً لإسرائيل. ثم حزب الله كساحة أساسية. أما الضفة، وحدود سوريا والحدود الشرقية فيجب أن تكون ساحات فرعية مع رقابة مشددة.

الجيش الإسرائيلي ملزم بمعالجة حزب الله بسرعة، ويقدر بأن وجهتنا في الأيام المقبلة ستكون نحو استمرار القتال القوي ضد المنظمة.

لا ينبغي لإسرائيل أن تخشى، بل العكس. نحن ملزمون بالاستعداد لتوجيه ضربة شديدة. فالمواجهة الجبهوية مع حزب الله لن تؤدي إلى مواجهة إقليمية – على الأقل ليس مواجهة يخشى منها الجميع. إيران دولة متفكرة، لها مصالح واستراتيجية.

إيران تريد الحفاظ على مكانتها كدولة حافة نووية، وآخر ما تريده هو فقد ذخرها لسبب حرب محلية، حتى وإن دار الحديث عن حزب الله.

مهما يكن من أمر، لإسرائيل كل الأسباب والواجب لمهاجمة حزب الله، “لتفكيك وجهه”.

فوتنا الضربة المانعة منذ زمن بعيد. وعلينا الآن العمل بتصميم وبقوة كي ننهي إعادة بناء خريطة التهديدات والتحديات، كي لا نكون مطالبين بتحديثها كل مرة.

 معاريف 25/8/2024

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية