لندن-“القدس العربي”: نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا قالت فيه إن مقتل مسلحين من تنظيم “الدولة” – ولاية خراسان يعطي صورة عن الصراع على السلطة في أفغانستان. وقالت إن حكام البلاد الجدد يواجهون الفرع الأفغاني من تنظيم “الدولة”، ويواجهان بعضهما البعض في وقت تحاول فيه طالبان تعزيز سيطرتها. وجاء فيه أن ملا إبراهيم، وهو رجل ديني ممتلئ بلحية بيضاء كان يقود اثنين في صلاة الفجر بداية الشهر عندما اقترب 3 من مسجده الذي تحيطه أشجار الرمان في ولاية زبول.
وقام أحدهم بتسلق الجدار الطيني خلف المصليين اللذين كانا في خشوع في صلاتهما وتقدم من الشيخ وأطلق النار عليه في وجهه، كما قال شهود عيان. وعندما سقط الملا على الأرض قام آخر بإطلاق النار 4 مرات على الإمام في صدره. ولم يتم التعرف على القتلة، ولكن الفلاحين في منطقة ميزان، جنوب ولاية زبول قالوا إن الإمام كان مرتبطا بتنظيم “الدولة”، عدو طالبان.
وهذا آخر حادث قتل رموز مرتبطة بتنظيم “الدولة” ومنذ سيطرة حركة طالبان على السلطة في 15 آب/أغسطس. ويعتقد المسؤولون الغربيون والمواطنون الأفغان في المناطق المتأثرة أن طالبان هي التي قامت بعمليات القتل. ونفت حركة طالبان أي علاقة بعمليات القتل ولكنها اعترفت بشكل خاص أنها قامت بعدد من عمليات القتل ضد مسلحي تنظيم “الدولة”. وتقول الصحيفة إن حركة طالبان وتنظيم “الدولة” يحاولان فرض نظام إسلامي متشدد على أفغانستان، ولكنهما مختلفتان من الناحية السياسية والدينية وطالما خاضتا حروبا متعددة. ويمثل تنظيم “الدولة”- ولاية خراسان تهديدا على حكام البلد الجدد، ذلك أن الذين شكلوا فرع أفغانستان (ولاية خراسان) هم عناصر سابقة في طالبان أفغانستان وباكستان، الذين لم يعجبهم خط حركة طالبان وأنها ليست متشددة بالقدر الكافي. ويمكن لتنظيم “الدولة” أن يجذب الآن العناصر المتذمرة من حركة طالبان ممن لا يتفقون مع التنازلات التي قدمها قادة الحركة وهم يحاولون الحصول على دعم المجتمع الدولي واعترافه واستئناف الدعم العالمي. وعليه تحاول حركة طالبان خنق أي تحد لحكامهم وهم يعملون عن الانتقال من حركة تمرد إلى الحكم. وقال ضابط المخابرات في حركة طالبان في زبول، سيف الله هارون “لا نفرق بين تنظيم “الدولة” والأمريكيين، وبالنسبة لنا فهما نفس الشيء” و “في أي منطقة يظهرون نحاول سحقهم”.
وقال هارون إنهم حاولوا إلقاء القبض على شيخ من تنظيم “الدولة” في قرية قرب ماكراك ولكنهم فشلوا ولهذا اعتقلوا نجله. وقلل هارون من خطر التنظيم في الوقت الحالي “لقد قضينا عليهم جميعا”، ولكنه نفى أي علاقة لطالبان بمقتل ملا إبراهيم. وقال حميد الله فطرت، المتحدث باسم حركة طالبان في زبول إن طالبان لم تقتل الملا وأنها تقوم بالتحقيق في الحادث. ولم يعلق تنظيم “الدولة” على مقتل ملا إبراهيم.
وشهدت الأسابيع الماضية سلسلة من الهجمات بهدف تقويض سلطة طالبان والتي تحاول توطيد دعائم حكمها، منها قنابل بدائية مزروعة في الطرق استهدفت عربات همفي وفورد رينجرز في مدينة جلال أباد التي تعد من معاقل تنظيم “الدولة” في أفغانستان. وفي 26 آب/أغسطس قام مهاجم تابع لتنظيم “الدولة” باستهداف بوابة من بوابات مطار كابول مما أدى لمقتل أكثر من 200 شخص. وكانت “الدولة” وراء أشرس الهجمات في أفغانستان في السنوات الأخيرة بما فيها هجمات استهدفت المدنيين الشيعة ويرفض التنظيم فكرة الدولة القطرية أو السلام مع من تراهم كفارا.
ومع اختفاء نظام الرقابة الأمني وجمع المعلومات الذي كانت تشرف عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية، فمن المحتمل أن يزيد من هجماته بدون أي خوف أو أي متابعة أو رقابة، كما يقول المسؤولون الغربيون. وهو ما يمثل مشكلة سياسية لحركة طالبان كما يقول مايكل سيمبل، الخبير في شؤون أفغانستان بجامعة كوينز في بلفاست “وعود طالبان بإحلال السلام الدائم ستكون فارغة لو تعرضت سيارات فورد رينجرز للتفجير”، في إشارة للعربات التي تستخدمها حركة طالبان لنقل مقاتليها. وفي الوقت الذي عرضت فيه حركة طالبان العفو على ضباط الأمن والمسؤولين السابقين في الحكومة الأفغانية، لم تصدر حركة طالبان عفوا أو تظهر تسامحا مع تنظيم “الدولة”، وقتلت واحدا من أهم قادته بسجن في كابول بعد سيطرة الحركة على العاصمة. وتم العثور على جثتي رجلي دين قريبين من تنظيم “الدولة”، وهما أبو عبيد الله متوكل ومحمد نبي محمدي في بيت بكابول هذا الشهر. ونفت حركة طالبان أي علاقة بمقتلهما. وتم العثور على جثث 4 أشخاص في جلال أباد.
وقال عرفات مهاجر، القائم بمدير استعلامات حركة طالبان في المدينة في رسالة على “واتس آب” إن الحركة قتلتهم لعلاقتهم مع تنظيم “الدولة”. وفي رسالة أخرى على “واتس آب” اطلعت عليها الصحيفة، طلبت مخابرات زبول من السكان تقديم معلومات عن الناس في مجتمعاتهم الذين يتعاطفون مع تنظيم الدولة الإسلامية. واعتقلت حركة طالبان 6 رجال دين في 3 مناطق من زبول حيث شكت بأنهم يتلقون أموالا من تنظيم “الدولة”. وتعتبر منطقة زبول من المناطق الفقيرة في البلاد وفيها عدد من الرموز المسلحة ولديهم القدرة على شن التمرد. وهنا عاش زعيم حركة طالبان السابق، ملا محمد عمر بعد الإطاحة بنظامه في عام 2001، حسب مسؤولين أمريكيين ومن طالبان، وعاش ملا عمر قرب قاعدة بناها الأمريكيون حتى وفاته في 2013. ولم تكشف حركة طالبان عن وفاته حتى 2015، وهو ما أدى إلى انقسام داخل ملا داد الله وملا أختر منصور، وكلاهما قتل.
وعاش داد الله في زبول حيث استقبل عددا من مقاتلي الحركة الإسلامية لأوزبكستان ومقاتلي تنظيم “الدولة”. وأدى التحالف لتحويل زبول إلى واحد من أهم معاقل تنظيم “الدولة” في أفغانستان. وقتل داد الله في مواجهة دموية مع طالبان التي حاولت اقتلاع جذور تنظيم “الدولة” من زبول. وكان واحدا من المتعاطفين مع تنظيم “الدولة” الذين فروا من زبول هو ملا إبراهيم.
وبعد انضمامه لتنظيم “الدولة” في مدينة هيرات، عاد ملا إبراهيم إلى زبول العام الماضي وعاش في البلدة الصغيرة ماكراك، والتي يعيش فيها 20 عائلة. ولم تكن تعرف بتاريخه حيث منحته حصة من محصول الرمان السنوي مقابل عمل سنة في مسجدهم. وقال يامت الله، أحد سكان القرية “كنا بحاجة لإمام، وكنا نعرف أنه مع تنظيم “الدولة” بعد وفاته” و “كان رجلا على معرفة بالدين”. ولم يعمل ملا إبراهيم سوى عدة أشهر قبل أن يعثر القتلة عليه. وقال سادة غول، واحد من الرجلين اللذين شاهدا عملية قتل ملا إبراهيم “بالتأكيد عمل شيئا”، وغادرت زوجة وأولاد ملا إبراهيم بعد مقتله. وقال مواطن في حي جي تشوبان “يحاول تنظيم “الدولة” إعادة تجميع نفسه”. و “لهذا السبب تحاول طالبان قتلهم”.
جهلة يتصارعون مع جهلة ……والشعب الافغاني الابي ضحية جهلهم ……!
أمريكا زرعت تنظيم الدولة كما تزرع الألغام بأرض المعركة بعد الانهزام لذلك كان كبير عسكرهم عشية الخروج إننا نخشى على أفغانستان من تنظيم الدولة الخبيث كان يعي مما يقول
كلما خسرت أمريكا معركة وانهزمت.. ظهر فجأة تنظيم الدولة… المعادلة واضحة
فهل صار تنظيم الدولة بعبع أمريكا وفزاعتها التي تسحق بها الشعوب العربية في سوريا والعراق وليبيا واليمن وهلم جرا
ومتى كانت السلطة يوما في يد تنظيم الدولة في أفغانستان حد علمي أن أمريكا كانت هي السلطة في أفغانستان هذي عشرين سنة أم أن أمريكا سلمت مشعل قيادة أفغانستان لتنظيم الدولة الذي هو صناعة أمريكية بامتياز