لندن ـ “القدس العربي” ـ من إبراهيم درويش:
في افتتاحية “وول ستريت جورنال” تساءلت قائلة “هل ستقبل الولايات المتحدة بانتصار روسيا وإيران في سوريا؟ وفي ثنايا الجواب قالت إن مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي صوت هذا الأسبوع لتمديد وجود القاعدة البحرية في طرطوس لمدة 49 عاماً وهي إشارة أخرى عن المكاسب الاستراتيجية التي حققها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تدخله في الحرب الأهلية السورية. وبعد هزيمة تنظيم الدولة في العراق وسوريا فالسؤال إن كانت أمريكا ستعطي ما حققته من مميزات إلى روسيا ووكيلها الرئيس بشار الأسد. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن التنظيم الجهادي خسر 95% من مناطقه التي كان يسيطر عليها في البلدين فيما خفت حدة تدفق الجهاديين الأجانب وهي على العموم أخبار مثيرة للفرح. أما الأخبار السيئة فهي أن الأسد لا يزال في السلطة، برغم مضي سبع سنوات على الحرب ومطالبة رئيسين وعدد من وزراء الخارجية الأمريكية برحيله. مضيفة أن شراسة الديكتاتور السوري أدت لقتل ما يزيد على 400.000 من السوريين وشردت الملايين ولا يزال يعذب ويجوع ويقتل أعداءه. وقضى النظام معظم هذا الشهر وهو يقصف الغوطة الشرقية مع أنها منطقة اتفق على ضمها “لمناطق خفض التوتر”.
تقصير واشنطن
وترى الصحيفة أن الإدارة الأمريكية لم تقم بمواجهة الأسد أو داعميه الروس والإيرانيين بطريقة مباشرة. وبدلاً من ذلك حاولت الإدارة الحفاظ على وجود محدود لردع أو منع قوات النظام من التقدم إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تعارض الأسد. وتشير إلى أن الرئيس دونالد ترامب قام بتدمير قاعدة جوية سورية بعد قيام الطيران السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون في محافظة إدلب. وهذا أمر جيد ولكنه لا يغير مستوى القوة في سوريا. ففي تشرين الأول/ أكتوبر أعلن ترامب أنه سيقف أمام التمدد الإيراني في الشرق الأوسط ووصف طهران بـ “النظام المتعصب”، وما سيفعله في سوريا سيظهر إن كانت كلماته تحمل وزنا ومعنى وفيما إن كان خطابه مجرد كلام من أجل التغطية على تراجعه المستمر من الشرق الأوسط في الوقت الذي يتزايد فيه التوتر بين إيران والدول الخليجية. ومن الإشارات الأولى عن استراتيجية ترامب في سوريا هي ما سيفعله مع قوات سوريا الديمقراطية والمناطق الواقعة تحت سيطرتها والتي تحميها القوات والمقاتلات التابعة للتحالف الدّولي لهزيمة تنظيم الدولة بقيادة الولايات المتحدة، بالكيفية نفسها التي وفرت إدارة جورج الأب والابن وبيل كلينتون الحماية للأكراد في العراق بعد حرب الخليج الأولى. وتقول الصحيفة “مصادرنا تقول إن المناطق الآمنة يمكن الحفاظ عليها وتدريب قوات لها القدرة على مواجهة وتحدي المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد”. وتعترف الصحيفة بأن العملية تحتاج لسنوات “لكنها جهود تستحق الصبر لمنع طهران من تحقيق هدفها وبناء جسر بري من طهران عبر العراق إلى البحر المتوسط”.
مؤشر آخر
وتقول الصحيفة إن مؤشراً آخر عن استراتيجية ترامب هي الكيفية التي سيتعامل فيها مع قوات حماية الشعب الكردي. فهذه الجماعة مرتبطة مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه واشنطن كمنظمة إرهابية. وقدمت الولايات المتحدة السلاح للمقاتلين الأكراد من أجل السيطرة على الرقة لكنها أعلنت أن الدعم سيتوقف قريباً. وفي حالة لم تتعامل واشنطن بدبلوماسية وحذر مع الأكراد السوريين فقد يضطرون لعمل صفقة مع النظام السوري. وسيؤدي لغضب تركيا التي دفعها الخوف من قيام كردي على حدودها الجنوبية للتدخل في شمال سوريا. وتشير الصحيفة هنا إلى أن كلاً من روسيا وإيران تحاولان تقديم صورة عمن انتصر في الحرب الأهلية وجذب الغرب نحو صفقة سلام بناء على شروطهما. ولهذا السبب عقد بوتين قمة الشهر الماضي في منتجع سوتشي مع الرئيسين التركي والإيراني. ويخطط الروس لمؤتمر آخر الشهر المقبل مع الدولتين إلا أن المعارضة للأسد ترفض حضوره.
وقال ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي الشهر الماضي إن الإدارة تعمل مع الروس من اجل منع “الحرب الأهلية من الاندلاع مجدداً”. مع أن الحرب لم تنتهِ بعد فقوات الأسد تجد صعوبة في الاحتفاظ بالمناطق التي سيطرت عليها عسكرياً. فقد سحبت وحدة عسكرية من الميادين وأرسلتها إلى إدلب وحماة. وفتح هذا الباب لعودة مقاتلي تنظيم “الدولة” من جديد، ولا تريد الولايات المتحدة عودة تنظيم “دولة رقم 2” لكي يظل البديل الوحيد عن نظام الأسد العلوي. ومن هنا يجب أن تكون استراتيجية واشنطن الرئيسية هي منع الأسد والروس والإيرانيين من تحقيق انتصار والسيطرة بشكل كامل على سوريا. وعندها ستتوصل إيران وروسيا إلى نتيجة أنها لن تنتصرا في الحرب أو ان الكلفة ستكون أعلى. وهل سيقومون بالتفاوض على حل سياسي يسمح للجيوب الإثنية بنوع من الحكم الذاتي. وهو ما يعني استمرار دعم المقاتلين الأكراد الذين يعارضون الأسد وتنظيم الدولة. والبديل هو فتح المجال لعودة تنظيم “الدولة” وربما إشعال حرب أوسع في الشرق الأوسط.
السيد ترامب فب هبوط حر في سياسته الخارجية الفاشلة .هو ( يأكل ) الصفعات .الواحدة تلو الاخرى
من الرجل الصخري بوتين .فهنا من السذاجة من البعض ان يسال ما مخطط اميركا في سوريا ..بلاد العم سام خسرت الحرب .والذي ربح هي روسيا . وحلفاءها النظام وايران و حزب الله .