وول ستريت جورنال: هل يعني التوغل التركي شمال سوريا انسحابا أمريكيا؟

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

علقت صحيفة “وول ستريت جورنال” على انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا قبل العملية التركية فيها بالقول إنها جاءت بعد مكالمة بين الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان، وذلك تحسبا لقتال محتمل بين القوات التركية والكردية التي تحظى بدعم من القوات الأمريكية.

وفي بيان للمتحدثة الإعلامية في البيت الأبيض ستيفان غريشام، قالت إن القوات التركية ستتحرك قريبا في عمليتها التي تخطط لها في شمال سوريا. ولن تدعم القوات الأمريكية العملية، وبعد هزيمتها تنظيم الدولة “داعش” فلن تكون في المنطقة.

وصدر البيان في الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت واشنطن، وجاء بعد مكالمة جرت بين ترامب وأردوغان يوم الأحد.

وترى الصحيفة أن بيان البيت الأبيض يعتبر تحولا في السياسة الأمريكية وكذا تحولا تكتيكيا في حالة تخلت أمريكا عن حلفائها الأكراد في الحرب ضد تنظيم الدولة. وقال مسؤول أمريكي صباح الإثنين إن التوغل التركي في شمال سوريا قد يعني انسحابا أمريكيا كاملا من سوريا و”قلنا سنبعد عن طريقكم ولن نقدم المساعدة لكم”، في تأكيد على الرسالة الأمريكية للأتراك حالة صمموا على الدخول إلى المناطق الحدودية بين البلدين.

وكان الرئيس دونالد ترامب قد دعا في العام الماضي لانسحاب كامل من سوريا، ولكنه تراجع عن قراره بسبب ردة فعل حلفائه في الحزب الجمهوري والمسؤولين العسكريين.

وجاء القرار الأمريكي المتأخر وسط مخاوف من قيام تركيا بعمليتها العسكرية في شمال سوريا مما قد يشعل حربا بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد المعروفين باسم قوات حماية الشعب الكردية، التي تقول تركيا إنها جزء من حزب العمال الكردستاني في تركيا. وبحسب المكالمة بين الرئيسين والتي نشر محتوياتها البيت الأبيض، فقد تبادل الرئيسان الآراء حول بناء منطقة آمنة في شرق الفرات وتأكيد أردوغان على أن المنطقة الآمنة المقترحة هي مفتاح لتحييد الخطر القادم من حزب العمال وقوات حماية الشعب، وخلق الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وجاء القرار الأمريكي المتأخر وسط مخاوف من قيام تركيا بعمليتها العسكرية في شمال سوريا مما قد يشعل حربا بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد

وجاء في البيان أن أردوغان عبر عن إحباطه من البيروقراطية العسكرية والأمنية اللتين فشلتا في تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين. واتفق الزعيمان على اللقاء في واشنطن بناء على دعوة من ترامب. وتقول الصحيفة إنه في حالة قررت تركيا المضي في توغلها مستخدمة الأسلحة الثقيلة والقوات النظامية فإن الولايات المتحدة لم يكن لديها أي خيار إلا سحب أكثر من 1.000 جندي أمريكي من سوريا لتجنب النزاع المحتمل مع عضو في حلف شمال الأطلسي.

وقال المسؤولون إنهم قلقون من سحب القوات وترك الأكراد لمصيرهم. وقد يكون الانسحاب الأمريكي من منطقة القتال وذلك بناء على حجم وأهمية التوغل التركي. وقد تنسحب القوات بشكل كامل تاركين حليفا ساهم في القتال ضد تنظيم الدولة، وهو مصير طالما حذر المسؤولون الأمريكيون منه.

وقال المسؤول الأمريكي: “هذا يعتمد في الحقيقة على طبيعة التوغل، ولكن (الانسحاب) يظل احتمالا”. وأشار المسؤول إلى غياب الشريك لقتال تنظيم الدولة فالولايات المتحدة لا تجد أي معنى للبقاء: “لو كانت هناك عمليات عسكرية واسعة وبدون شريك في سوريا، فعندها سنخرج”. ولا يعرف ماذا يعني التوغل التركي للمقاتلين الذين تم القبض عليهم أثناء القتال ضد تنظيم الدولة.

ويقول المسؤول الأمريكي إنه لم يتم الاتفاق رسميا مع تركيا حول نقل مسؤوليهم إليها. ولكن لو قررت القيام بعملية فستكون عهدة المقاتلين مسؤولية تركية. وهناك حوالي ألفي مقاتل من تنظيم الدولة تم حشرهم في عدد من السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية و10.000 لاجئ عراقي وعشرات الآلاف من عائلات المقاتلين يصل عدد أفرادها إلى 80.000 فرد. وقدم الجيش الأمريكي دعما غير مباشر لقوات سوريا الديمقراطية التي كانت تشرف على معسكرات اللاجئين، وكانت تقوم بزيارة روتينية وتجمع المعلومات الأمنية من المعتقلين. ولكن الولايات المتحدة كافحت في الأعوام الأخيرة لإقناع الدول التي جاء منها المقاتلون وعائلاتهم لاستعادتهم أو حتى أبنائهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية