قلبي موجوع، فلا تنتظروا مني، مقالاً فكاهياً كالذي كنتم تطالعوه هنا أسبوعياً، ومنذ أن شرفتني ‘القدس العربي’ بأن أكون أحد كتاب هذه الزاوية ‘فضائيات وأرضيات’ في عام 2003، لم اتوقف عن كتابتها سوى في الشديد القوي، ومن عادتي أن أنعزل وجدانياً عن العالم حين أكتب، لكن اليوم لا أستطيع.
حجم البلاء أكبر من قدرتي على التحمل، ويعلم الله أنني لا ارى في قيام أهل الانقلاب في مصر بفض ميدان رابعة العدوية، وميدان النهضة، هزيمة لثورتنا التي يواجه ثوارها محاولات خطف السلطة واعادة حكم العسكر، لا يضرهم من ضل، فهذا الذي جرى هو البداية لا النهاية، ومنذ قيام الثورة تعلمنا أن قسوة الحكم، هي التعبير العنيف عن قمة الضعف.
قلبي موجوع يا قرّاء، وأنا اشاهد كيف قست قلوب القوم حتى أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة، فلم يكتفوا بقتل الثوار السلميين، وانما احرقوا جثثهم، وليس في الحرق ما يؤرق الوجدان، فقديماً قالت أعرابية، ماذا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟ فأصحاب هذه الجثث المحروقة، ماتوا أعظم ميتة، وستخلد أسماؤهم في سجلات التاريخ، أما القتلة فمكانهم الطبيعي هو مزبلة هذا التاريخ.
الموجع هو أننا شاهدنا عبر الفيديوهات التي انتقلت الى شاشة الجزيرة، الأمهات الثكلى، والزوجات المكلومات، وهن يجلسن في مسجد ‘الإيمان’ فوق الجثث في انتظار فرج لا يأتي، وقد بدأت هذه الجثث في التحلل، وشاهدنا ثكلى تبحث بين الجثث عن جثة فقيد لها، قد يكون شقيقها، وقد يكون ابنها، وقد يكون بعلها، في مشهد لا تعبر عنه العبارة، ولا أظن أن اهلنا في فلسطين المحتلة، قد تعرضوا لمثل هذه الفظائع التي شاهدناها عبر الجزيرة، وتستر عليها اعلام الثورة المضادة، الذي يحشد نفسه للتأكيد على ان الاخوان هم القتلة!
الاخوان المسلمون تبين أن لهم بحسب إعلام الفلول قدرات غير مسبوقة في تاريخ البشرية، فمنهم القاتل ومنهم المقتول، وهم يملكون خزائن الأسلحة التي لا يستخدمونها لنشاهدهم ومعهم الموالون للشرعية يتساقطون برصاص الغدر، دون أن يستخدموا هذه الأسلحة ليتركوها حتى تعثر عليها الاجهزة الامنية بعد فض الميدانين بالقوة، في مشهد عبثي، نقلته كاميرات الفضائيات الموالية للانقلاب، فقد ذهبت هذه القوات الى أرض المعركة مصطحبة معها اعلامها، بشكل ذكرنا بالقوات الامريكية لحظة دخولها للعراق.
وفي المقابل، لم يميز رصاصها بين معتصم من الثوار، وصحافي يؤدي عمله، وربما ظنت القوات الموالية للفريق السيسي أن كاميرا في يد صحافي بامكانها ان تفضح القوم، وهم كانوا يظنون أن هجومهم لن ينقل للعالم الخارجي من تفاصيله الا ما يقررون هم بثه، وهي أزمة من يفكرون بعقلية الخمسينيات، ولا يعلمون أننا في زمن السماوات المفتوحة، لكن ماذا نقول وقد رسم لهم السيناريو رجل قديم، هو محمد حسنين هيكل، فصار الاداء مسخرة أمام الأمم.
الحسابات الخاطئة
من قبل قالوا انهم لن يفضوا الاعتصامات الا بوجود غربي ليشهد على الاحتراف في الفض طائفة من المهتمين بحقوق الانسان، لكن لم يصطحبوا سوى اعلامهم معهم وقاموا بالفض بقوة السلاح، وظنوا أنهم باستهداف الاعلاميين سيكونون هم المصدر الوحيد للخبر، وللصورة، ودائماً ما تكون حساباتهم خاطئة، فقد بنوا حساباتهم من قبل على تسويد الشاشات، فكانت الهجمة على الاستوديوهات، التي تنقل الرأي الآخر والصورة الأخرى، وظنوا أنهم يمكن أن ينقلوا للعالم ان الشعب، كل الشعب، دعا الفريق السيسي للتدخل، وان كل ما فعله هو مجرد تلبية النداء، وعلى قاعدة دعاني لبيته!
لكن غلق الفضائيات، والتشويش على البث، لم يمنع من نقل الصورة كاملة بعد يوم وبعض يوم من انقلابهم، فاذا بميدان رابعة العدوية ‘كامل العدد’، واذا بالثوار يخرجون ضد هذا الانقلاب العسكري الغشوم على الشرعية، واذا بالعالم كله يقف على أكاذيبهم التي روّجوا لها، ويكتشف ان ما قاموا به هو سحر ساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى.
فليس الشعب المصري كله معهم، وهذا هو غوغل ايرث ينفي ما نسبوه اليه من انه قال أن اعداد المتظاهرين الذين طالبوا السيسي بالانقلاب على الشرعية بلغ 34 مليون نسمة، فقد كنا نشاهد فيلما من افلام المخرج السينمائي خالد يوسف الذي منحته قيادة الجيش طائرة ‘ملاكي’ ليصور ميدان التحرير، ويصنع افلاماً لمدّ فضائيات الفتنة بها.
الجزيرة أعدت تقريراً حسابياً عن اعداد الذين شاركوا، ولم يتم الرد على تقريرها بنفس الطريقة الحسابية، وقد قال تقريرها إن ميدان التحرير لا يتسع الا لنصف مليون بني أدم على الأكثر، وذلك بحساب ان المتر المربع لا يتسع سوى لاربعة أشخاص بالكاد، فبُهت الذي ادعى، والرد لم يخرج سوى عن حملة التخوين للجزيرة، التى خرجت على قيم المهنية، وباعتبار ان الدرس البليغ لقيم المهنية هو ما تقدمه قنوات: ‘اون تي في’ و ‘سي بي سي’ و ‘الحياة’ و ‘القاهرة والناس’، الذي تتجاهل تماماً الرأي الآخر والصورة الأخرى، ولا تنقل الا ما يعزز من كون الانقلاب ثورة شعبية كاسحة، وان هذا الزحام في ميادين مصر كلها، وتلك المسيرات، هي في النهاية لا احد.
ضيوف الجزيرة من المنحازين للانقلاب، يمسكون الربابة، ويعزفون عزفاً واحداً هو أن الجزيرة ضد الثورة في مصر، وضد الرأي الآخر، مع أن وجودهم فيها هو أكبر دليل على كذب ما يدعون، وفي لحظات معينة كنا نظن أن جهة واحدة هي التي تحثهم على قول هذا الكلام، فلا يكاد المذيع يقاطع المتحدث حتى يصيح في البرية أن الجزيرة منحازة للاخوان، ولهذا تقاطعه، وبعضهم كان يحتد على المذيعين بشكل يمثل خروجاً على اللياقة، وقد افتعل احدهم مشاجرة مع ‘عثمان’، وافتعل اخر مشاجرة مع الرقيقة ‘سارة رأفت’ في ‘ الجزيرة مباشر مصر’، كأن يتصور أنها لرقتها، يمكن له أن يربكها، لكني فوجئت بقدرتها على الردع وعلى ايقافه عند حده وعدم السماح له بالتجاوز والخروج على حدود اللياقة معها، فاذا به يرفع يده مستلماً ومردداً: حاضر حاضر!
درس سارة رأفت
أدهشتني ‘سارة رأفت’ لحسمها وقد بدت لي معلمة في مدرسة نجع الضبع الابتدائية، وادهشني صاحبنا في سرعة خضوعه، وكأنه تلميذ في ذات المدرسة، وذكرني هؤلاء بخالد الذكر جهاد عودة، القيادي السابق في لجنة السياسات في زمن مبارك، والذي كان يبني استراتيجية دفاعه على مقاطعة المذيع له بسؤال، فيهتف ها هي الجزيرة تعادي مصر ولهذا تقاطعه، واعتبار ان سيادته، وسيادة جمال مبارك، والده، هم مصر.
ذات مرة صاح في البرية، أنت تقاطعينني يا خديجة، فسكتت ولم يسكت، واستمر يصرخ، مدعياً ان خديجة بن قنة لم تمهله ان يتحف العالم بالدرر، التي تخرج من فمه الكريم، وذات مرة كان معه محمد كريشان، سأله وتركه يتحدث، تكلم عودة وسكت، كأنه يقول لكريشان قاطعني، فلم يقاطعه، فواصل الحديث لثوان، في انتظار أن يقاطعه فلما لم يفعل سكت لعله يسأله سؤالا جديدا يعتبره مقاطعة، فداهمه كريشان بقوله: الدكتور جهاد عودة كنت معنا من القاهرة، شكراً جزيلا لك، وحطت الكاميرا على جهاد عودة فاذا به يقلب كفيه، وينظر حوله مندهشاً.
البعض ربما لا يؤاخذ ان كرر هذه الاسطوانة المشروخة، لكن مثلي كان في دهشة وهو يرى حسن نافعة، استاذ العلوم السياسية، وهو يمارس نفس اللعبة، وكأن الهجوم على الجزيرة من حسن وطنية المرء، وكأن لديهم مقرر واحد تم توزيعه عليهم في مطار القاهرة قبل ان يذهبوا الي الدوحة، التي تستقبل ضيوف الجزيرة بعد اغلاق مكاتب القاهرة، بالنسبة للجزيرة مباشر مصر، والجزيرة الأم.
لكن ها هي الجزيرة تحرق دماءهم بعرضها لفيديوهات كاشفة لحجم الجرائم المرتكبة ضد المعتصمين السلميين، وكيف تم قنص حامل مصاب، في مشهد كاشف عن قساوة قلوب الانقلابيين، ورأينا بأعيننا على الشاشة القناصة وهم يختبئون فوق اعلي بناية، يختارون من يصوبون اليهم مدفعيتهم، ولم يميزوا بين رجل وامرأة وبين طفل وشيخ.
الآن ليس بمقدور القوم أن يقولوا ما قالوه من قبل من انه لا يوجد عندهم قناصة، وكنت شاهد عيان في ثورة يناير على هؤلاء القناصة، الذي جاء رصاصهم من فوق احدى البنايات، ربما بناية ‘ دوحة ماسبيرو’، وربما من فوق احد الفنادق المجاورة لها، وذلك يوم موقعة الجمل، وكان الرصاص يستقر في الجبهة، او في الصدر، وكان المستهدفون به هم من يدافعون عن حرمة الميدان في مواجهة شبيحة مبارك.
بعد ساعة كان هناك اكثر من ألف مصاب، ومع هذا اعلنت وزارة الداخلية انه لا يوجد لديها قناصة، وكان الاعلام الرسمي وحليفه من فضائيات خاصة قد علقوا التهمة في رقبة حماس، وحماس ولانها حركة اخوانية فعناصرها من أصحاب الخطوة بحسب التعبير الصوفي تقتنص الثوار، في قول، وهي من تدافع عن الميدان في قول اخر.
موقعة المقلاع
بطبيعة الحال تذكرون ‘موقعة المقلاع’ الشهيرة، وكان تقريراً أمنياً قد صدر مؤخراً، ونشرته صحيفة واحدة بعينها، يشير الى ان جهازا امنيا رصد مكالمة هاتفية بين قيادي في حماس، وقيادي من اخوان مصر، سأل الاول الثاني يوم موقعة الجمل: اين انتم، نحن لا نراكم؟ فكان رده: نحن بجوار المتحف نصنع المقلاع، وكان هذا للبرهنة على ان حركة حماس شاركت في الثورة، وكأنها شاركت في بناء مسجد ضرار.
لا بأس فإعلام الثورة المضادة بمصر في غاية الارتباك، يأتي ليسئ لأحد فيمنحه جائزة ووسام شرف.
في يوم القناصة المجهولين، كنت اعتبر نفسي في مهمة استشهادية بحسب قدرتي، وقد ترددت على مسامعي مقولة احد المتصوفة: ما حيلتي والعجز غاية قدرتي، فلم اكن كالشباب الذين كانوا يواجهون الشبيحة ببسالة، ولم يكن باستطاعتي المنافسة بالقاء الطوب لمسافات بعيدة، وهو الأمر الذي ابلي فيه شباب الاخوان بلاء عظيماً، وهذا اعتراف جاء متأخراً مني، وليس في أيديهم الان من دنيا اريدها، فعندما كانوا في السلطة كنت ضدهم، وكانوا ضدي، يواجهوني بمقلب فأرد عليهم بالذخيرة الحية بكلمات لا تبقي ولا تذر.
لتعويض العجز عن المواجهة في هذا اليوم، كنت اغامر ومعي بعض الزملاء فنخرج من الميدان ونسير وسط البلطجية من حاملي السيوف والأسلحة البيضاء، لنأتي للمحاصرين في الميدان بالمياه والعصائر وقطع البسكويت من تبرعات جمعناها من الزملاء الصحافيين، بعد الثورة قالوا ان نجيب ساويرس صاحب ‘اون تي في’ هو من كان يمد الميدان بالطعام والشراب!
لا بأس، البأس الشديد، في أنني علمت ان ساويرس اعترف بأنه لا يزال صاحب ‘اون تي في’ وكان قد اعلن من قبل انه باعها لمستثمر تونسي، وبذلت جهدا خارقاً لاثبات انها لم تباع، فكيف لهذا المستثمر التونسي المقيم في باريس ان يشتريها ويبقي على جابر القرموطي؟! سفيه هو؟!
لتعويض العجز عن المنافسة في ساحة الوغى، فقد قبلت في ساعة متأخرة من الليل دعوة الفضائيات للذهاب الي استوديوهاتها وسط المخاطر لكي اكشف مؤامرة الحكم على الثورة، وكانت الاستوديوهات في البناية التي كان هناك شك بان القناصة بها.
بيد ان الكاميرات لم تضبطهم متلبسين بصنيعهم، على العكس من القناصة الجدد، فالصور واضحة لبعضهم وفاضحة، وصور بعض قتلة الثوار وضعت على مواقع التواصل الاجتماعي وتعرف عليها الناس، وساهمت الجزيرة في الفضح والكشف، وشاهدنا من يرتدون الملابس المدنية بجانب من يرتدون ملابس الشرطة وهم يقتلون ويصوبون رصاصهم على المواطنين العزل، في جريمة سيحاسب كل مرتكبيها، وليكن من يتم التعرف عليهم هم بداية الخيط، ولن ينجو القتلة من العقاب هذه المرة، كما نجا مبارك وزبانيته لعدم اكتمال الادلة، ولتبديد الادلة المعتبرة.
في هذه المرة لم ينفعهم حذرهم، لقد شاهدنا جثثا متفحمة، وكان واضحاً انهم يريدون ان يخفوا الرصاص المستخدم في القتل، ومن المؤكد أنه رصاص محرم، هل رأيتم يا معشر الخبراء رصاصة تستقر في الرأس فيخرج على اثرها كامل مخ الضحية للخارج متفجراً؟ هل رأيتم رصاصا يستقر في الصدر فتخرج على اثره احشاء الشهيد من الدبر؟
لقد اقتحمت قوات الامن المستشفى الميداني ودمرته في ميدان النهضة، واضرمت في مستشفى رابعة النيران للتخلص من الجريمة، فاذا بهم يكتشفون أن جثثاً في مسجد ‘الإيمان’ القريب من ميدان رابعة، فاحتجزوها، وجاءت تقارير الطب الشرعي لتؤكد ان الوفاة لبعضهم هي انتحار، وشاهدت امي رحمها الله بين الجالسين في انتظار الاذن باكرام ميتها بالسماح بدفنه، واستمعت اليها وهي تبكي ابنها زميلنا مصعب الشامي الذي استلمت جثته مشوهة، ورفضوا منحها تقرير بالوفاة او تصريح بالدفن مالم توافق على ان يكتبوا فيه مات منتحراً.
يا أمي.
صحافي من مصر
[email protected]
لقد اثبتّ لي وربما لكل قراء صحيفتنا المفضّلة بأنك اخلص وانبل الرجال واصدقهم يا استاذ نا العزيز عزّوز!. تغيّرت احوالنا الذاتية كما تغيّرت انت وصار حجم البلاء تحديا رئيسيا لقدرتنا على التحمّل. نعم ان قسوة الحكم، هي التعبير العنيف عن قمة الضعف. لقد شاهد كل طفل عربي وشيخ وشاب وامرأة عربية الضحايا الابرياء المسالمين في انحاء مصر يذبحون على أيدي قوات السيسي النازية بطريقة همجية رهيبة يندى لها جبين الانسانية وهم بالتأكيد لن ولن يسامحوا هؤلاء القتلة السفاحون ومن ناصروهم من الحكام العرب. نستغرب أشد الاستغراب هذا المستوى من الحمق والجهل عند هؤلاء القوم !!. قالوا لأمي وأمك وأم كل عربي حر شريف بأن هذه الجثّة لارهابي مات منتحرا فاكتبي ذلك في شهادة الوفاة وبلّغي من تشائين بذلك!! أية سفاهة وحقارة وانعدام ضمير انحدر اليه هذا الجندي الخاضع لأمر قادته الجبناء الحمقى؟!!ما زالت صور المحترقين من اخلص ابناء مصر تلاحقني وتلاحق اطفالي في يقظتنا وفي نومنا وهي لن تثبّط عزائمنا وتثير الرعب في نفوسنا – ونفوس كل العرب- بل زادت الى اقصى حد من تأييدنا لثورة الشباب الثوري من اجل استمرار ثورتنا العربية الربيعية الكبرى وتحقيق اهدافها في الحرية والكرامة والنهضة الشامله.
هذه ثورة مصر الحقيقية ، ضد نظام قفز ـ داخلا ـ من النافذة بعد أن طُرد من الباب في 25 يناير .. ثورة بحجم شعب مصر العظيم ، يستحقّها و تستحقّه …
ستنتصر ـ بحول الله ـ بعز عزيز أو بذلّ ذليل … و عندها لن يكون هناك مكان إلّا للأحرار ، بعدما إنكشف كل الفجّار…
لك أيها الرجل الشريف في زمن عز فيه الرجال الشرفاء كل الاحترام والتقدير والدعوات أن تثبت ،
نحن في فلسطين عايشنا مثل تلك الجرائم ونعايشها ، لكن الصهاينة بعد كل مجزرة يحاولون تجميل وجوههم الفبيحة وإظهار إنسانيتهم فيأسفون لوقوع ضحايا أما السيسي وأركان حكمه تجردوا من كل ذرة شعور انساني
اخي سليم ادامك الله ذخرا لنا في هذا الزمن الصعب
ان من أكبر مشاكلنا باننا نقسم انفسنا الى فريقين: فريق مع وفريق ضد دون أن نأخذ بعين الاعتباراننا كلنا بلا استثناء نشتغل ضد الوطن. أنا أردنية واراقب الاحداث في مصر الحبيبة بقلق. وتشوبني على الاغلب مشاعر مختلطة تتراوح بين التفاؤل والتشاؤم والغضب والقلق. أحيانا أحاول منع نفسي من مشاهدة أي قناة تلفزونية وبدون أن اشعر اجد نفسي أذهب للانترنت. على حد علمي لايمكن أن نعتمد على أية فضائية لاستسقاء معلوماتنا ولاتختلف قناة الجزيرة عن غيرها. هي تبالغ كاخواتها من الفضائيات: أثناء تقلبي بين القنوات شاهدت البارحة جزء من الوقت قناة الجزيرة وظلت تكرر نفس المشهد عشرات المرات والتي تحاول فيه ان تدين الجيش المصري ولم أجد المشهد مقنعا أبدا. طبعا أن لا ادافع هنا عن الجيش المصري فهو كاداة في يد أية دولة لن يختلف كثيرا عن الجيوش الاخرى: لناخذ الجيش الامريكي مثلا هل سيكون أكثر رقة؟!!! أو الجيش السوري أو الجزائري!!
لاأدري كيف أصف الجيش القطري فافراده ربما ينتمون لجنسيات اخرى كالاردنية مثلا. الشىء الوحيد الواضح في هذه الاجواء الضبابية ان من أدى الى هذا الوضع المأساوي في مصر هو الاخوان المسلمون. هم خارج المكان والزمان وا زالوا يحلمون بعودة مرسي. لو انهم فضلوا احتقان الدماء لتنازلوا قليلا في هذه الفترة والعودة لاحقا للحياة السياسية بطريقة أفضل من الان.طبعا من أكبر اخطائهم انهم اختاروا شخصا مثل مرسي لقيادة مصرقد تقول أنت: لماذا لم يتنازل السيسي؟ قد تكون محقا كون السيسي ربما يمثل الثورة المضادة. علينا في هذه الظروف أن ندين الجميع بلا استثناء فالكل يساهم في حرق مصر أم الدنيا مع العلم بان احساسا يراودني بين الحين والاخر بانها عصيه على الجميع: الشعب المصري بالرغم مما يحصل الان هو شعب بعيد عن الاستقطاب الطائفي.
تخيل أنه قام الجيش الامريكي بمساعدة الخاسر من الانتخابات الامريكية بعزل أوباما والغاء نتيجة الانتخابات وعزل مجلس النواب ، تخيل ماذا سوف يحدث !!!
سوف يخرج كل من انتخب أوباما الى الشارع غاضبا !!!
الانتخابات ليست لعبة حتى يأتى أى طرف ويقول “خلص ، بطلنا نلعب !”
أو “Game Over”.
القتل الحاصل في مصر تفوق على القتل الذي حصل في سوريا في بداية الازمة !
هل الاخوان المسلمون ليسوا مصريون أم ماذا ؟؟؟
لماذا لا ترجعوا حسني مبارك وتعيدوه الى الحكم لتخلصونا من هذه المهزلة أيها المصريون !!!
إلى ( PARADISE ) يا له من منطق غريب تجعلين من الضحية جلادا !!! الحقيقة واضحة …العسكر والإنقلابيون هم المجرمون وسيكون التاريخ على ذلك شاهدا……
أستاذى سليم عزوز . .استاذ الاعلام العربي
لك أيها الرجل الشريف في زمن عز فيه الرجال الشرفاء كل الاحترام والتقدير والدعوات أن تثبت ،
بارك الله فيك يا أستاذ سليم وجعلك الله عونا للحق وان يكون قلمك داءما الي جانب الحق حتي لوكان ضد سلطان ظالم من أمثال الانقلابيين . الي الأخ مدحت الذي يقول أن الإخوان هـم من قتلوا أفراد الشرطة وهـم من يقومون بالعمليات الارهـابية في سيناء أقول له ذيادة علي هـذا ان الإخوان هـم من أحرقوا قصر الاتحادية بالمولوتوف وهـم من أحرقوا المجمع العلمي وهـم من أحرقوا مقرات الإخوان وحزب الحرية والعدالة كما انهـم هـم من قتلوا الثوار في النهـضة ورابعة واحرقوا الجثث لإخفاء جراءمهـم من قتل وتعذيب وحسبنا الله ونعم الوكيل
بارك الله فيك شهادة للتاريخ
خالي العزيز ، افتقدنا مقالك الاسبوع الماضي ، كلنا نألم و يعتصرنا الألم ، الديان لا يموت .
عزيزي سليم . مقالك هذا قد أزاح بعضا مما أحس به من مرارة وألم وأسى وحزن وأرق وضيق وحسرة …أرفع لك القبعة واقول شكرا شكرا …شكرا