عندما تدخّل السعوديون والإماراتيون في اليمن رفعوا شعار التصدي للخطر الإيراني، واتخذوا من الحوثيين هدفاً لحملتهم على اعتبار أنهم أدوات وعملاء إيران في اليمن. وقلما يمر يوم إلاّ ويطل علينا الإعلام السعودي والإماراتي بحملات منظمة ضد إيران وخطرها الداهم في الخليج وعموم الشرق الأوسط. لكن عندما ننظر إلى السياسات والتصرفات السعودية والإماراتية على أرض الواقع نجد أنّ أكثر من يخدم السياسات والمشروع الإيراني في المنطقة هم السعوديون والإماراتيون على وجه الخصوص، ولولا السعودية – تحديداً – لربما فشلت إيران في تحقيق الكثير من أهدافها في العالم العربي.
لقد دفع السعوديون والإماراتيون المليارات وسهّلوا الغزو الأمريكي للعراق ودعموه بالغالي والنفيس ليسقط العراق العربي في نهاية المطاف في الحضن الإيراني كالثمرة الناضجة. وبدل أن يدعموا الجماعات الإسلامية السنية في العراق في السنوات الأخيرة، دعموا الحملات الأمريكية والإيرانية والميليشيات الشيعية ضد الجماعات السنية عسكرياً ومالياً، بحيث بات العراق في الجيب الإيراني، ولم يكتفوا بهذا بل دعموا الحشد الشعبي الطائفي وميليشيات قاسم سليماني في تدمير مدن السنة في العراقي بذريعة حرب الإرهاب، وقد رأينا كيف تقاطر قادة الأحزاب الشيعية على السعودية بعد ذلك، في حين قادة السنة في العراق لا مكان لهم البتة، وحين تسأل كيف هذا التناقض؟ ترد أبواقهم: إنّها سياسة حكيمة بغية سحب قادة الأحزاب الشيعية من الحضن الإيراني! وأبسط مطلع على حقيقة السياسة الإيرانية في العراق، يدرك أن هؤلاء أذرعها الحقيقية في العراق، وهم من تولّوا قتل وتهجير السنة.
وفي لبنان وبعد أن أصبح حزب الله وكيل إيران الأول هناك الحاكم بأمره، لم تتردد السعودية بتقديم معونة مالية للجيش اللبناني بقيمة أربعة مليارات دولار، علماً أن القائد العسكري الحقيقي للبنان هو حسن نصر الله بالدرجة الأولى! من سلّم سوريا للإيرانيين يا ترى؟ أليس النظام السعودي الذي كان يمسك بالملف السوري منذ سنوات؟ من الذي سلم المناطق للروس والإيرانيين وباع فصائل وقوى المعارضة السورية بقشرة بصل؟ أليس الكفيل السعودي الذي استلم الملف السوري لدعم الثورة؟ هل دعمها أم دمّرها وأنقذ النظام وساعد بطريقة أو بأخرى الإيرانيين على ابتلاع سوريا واحتلالها عسكرياً وسياسياً واقتصاديا؟ أليس السعوديون؟ قبل أن تستلم السعودية الملف السوري كان الثوار على مسافة ضربة حجر من القصر الجمهوري، وبعد سنوات استعاد النظام وحلفاؤه الإيرانيون كل المناطق؟ كما سلموا لبنان والعراق لإيران، ها هم وقد سلموا سوريا، ولا ننسى أنهم قد يسلّمون أيضاً اليمن لإيران بعد أن صنعوا من الحوثى أداة إيران قوةً عسكرية جبارة صارت نداً لما يسمونه السعودية العظمى.
لقد دفع السعوديون والإماراتيون المليارات وسهّلوا الغزو الأمريكي للعراق ودعموه بالغالي والنفيس ليسقط العراق العربي في نهاية المطاف في الحضن الإيراني كالثمرة الناضجة
من هو أول من فتح باب عودة السفارات إلى دمشق؟ أليست الإمارات التي ترفع شعار التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة؟ كيف تزعمون معاداة إيران ثم تعملون على إعادة تأهيل عميلها الأول في المنطقة نظام الأسد؟ ألن تكون السفارة الإماراتية في دمشق تحت حماية الميليشيات الإيرانية التي ترعب دمشق وغيرها من المدن السورية؟ من الذي شارك فيما يسمى معرض دمشق الدولي غير النظام الإماراتي، بينما قاطعته معظم دول العالم وهددت أمريكا بمعاقبة أي جهة تشارك في معرض الأسد؟ كيف يستقيم تأهيل النظام السوري سياسياً واقتصادياً بينما هو مخلب قط في أيدي إيران التي تتخوفون من خطرها وابتلاعها للخليج خصوصاً والمنطقة عموماً؟ من الذي تدخّل بضخ ملايين الدولارات قبل أيام في الخزينة السورية لإنقاذ ليرة الأسد المنهارة؟ أليس بعض الدول الخليجية الثرية؟ لماذا تدعمون العقوبات الأمريكية على إيران بينما تقدمون الغالي والنفيس لعميلها في دمشق؟ ما هذه الاستراتيجية العظيمة؟ لا أعتقد أنكم أغبياء مطلقاً بقدر ما أنتم أكبر داعمي التغلغل الإيراني في الشرق الأوسط وتسليم العواصم العربية لها الواحدة تلو الأخرى بقصد أو من دون قصد؟ أليس من المفترض منطقياً محاربة إيران بإضعاف أذرعها في سوريا والعراق واليمن ولبنان؟ فلماذا تفعلون العكس؟ قد يدعي بعض السخفاء أنّ دعم النظام السوري خليجياً يهدف إلى إبعاده عن إيران. عذر أقبح من ذنب. ألا تعلمون أن بشار الأسد ومن قبله أبوه كان مستعداً دائماً أن يبيع كل العرب مقابل تعزيز تحالفه مع طهران؟ ألا تعلمون أم المجاملات السورية لدول الخليج على مدى العقود الماضية كانت تهدف حصراً لشفط مساعدات مالية من الخليجيين لا أكثر ولا أقل، بينما التحالف السوري الحقيقي مع ملالي إيران أعداء العرب والخليجيين؟ لقد سمعناها مرات ومرات من كبار الشخصيات في القيادة السورية وهم يشتمون الخليجيين ويحتقرونهم في جلساتهم الخاصة ويعدّونهم مجرد أبقار حلوبة؟
هل تعتقدون بربكم أنّ النظام السوري يمكن أن يميل إليكم ويترك الإيرانيين الذين حموه من السقوط خلال السنوات الثمان الماضية؟ لاحظوا أنّ ما يسمى البحرين التي صدعت رؤوسنا وهي تشتكي من الخطر الإيراني هي أكبر الداعمين لتابع إيران في الشام؟
هل يمكن أن تفسروها لنا؟ هل هذه سياسة أم تياسة أم نجاسة؟
كاتب واعلامي سوري
[email protected]
عندما تقع الإطاحة بآل سعود وبأولاد زايد واستبدال الحكم في كل من السعودية والإمارات فإن الشعوب العربية سوف تتحرر جميعها.
الاخ الدكتور
الكل( امريكا-تركيا -السعوديه-الإمارات
-جامعة الدول العربيه—الخ) تخلوا
عن سوريا وشعبها . باختصار اين
هم من سموا انفسهم بأصدقاء سوريا
ومؤتمراتهم في اسطنبول وغيرها؟
انا ارى ان السعودية وحلفائها بعد أن فشلوا في اسقاط بشار الاسد عسكريا, لجؤوا الى هذه الخطوة السياسية البائسة لكسب بشار الاسد وجره من الاحضان الايرانية وهي دعمه ماليا وخصوصا في هذا الوقت التي تعاني فيه ايران من آثار العقوبات الامريكية والغربية وانهيار اقتصادها وعملتها, وانشغالها بالملف النووي من دعم بشار واعمار سوريا كنوع من مقايضة بشار لترك ايران.
Dr. Faisal , you are absolutely correct, indeed the tragic truth that actions of Gulf state Emirates and Saudi rulers are both combinations of Stupidity and Felth
After all ignorance & money Make a toxic mix
بالنسبة لبعض دول الخليج فإن إيران وبشار والحوثيين أفضل من الإسلاميين السُنة (الإخوان)! إنه الخوف من زوال كراسي الحكم!! ولا حول ولا قوة الا بالله
كَناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً ليِوُهِنَها *** فَلَمْ يَضِرّْها وأوْهى قَرْنَه الوعِلُ
هذه هي إيران ، صخرة صُلبة تدمر رأس كل من يحاول أن ينطحها و آخرهم أبو شوارب الأمريكي و هو الآن مهشم الرأس و يعاني من حالة اكتئاب شديد و ربما ينتحر قريباً .
*الاخ فيصل يمدح ساسة(السعودية
والامارات) بدون قصد..؟؟؟
*كلامه عنهم يوحي أن الجماعة يفكرون
ويخططون وينفذون ..الخ الخ ؟؟؟
يا ريت الأمر كذلك!!!؟
*هم بلا سياسة وليس لهم خطة
مجرد (صبيان) عند معلمهم(امريكا).
*لا يقومون بأي خطوة بدون موافقة امريكا .
هم مجرد (نواطير وطراطير) عند امريكا.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل حاكم فاسد مستبد و(طرطور) .
قمة الابداع يا دكتور فيصل…
هذه سياسات دول وهم أحرار في سياساتهم كما أنك حر في التعبير عن رأيك
مقال موفق 100% وأزيدك من الشعر بيت: فبدلاً من كسب الشعوب المسلمة السنية لجانبها في حربها (كما تدعي) مع الملالي هاهي تؤيد قبرص اليونانية ضد تركيا الدولة الكبيرةالقوية المسلمة لتكثر من الأعداء حولها بدل تركيزها على هدف واحد وتعتقد (بغباء أو بدونه) أنها دولة عظمى تستطيع معاداة نصف أوروبا وكندا وتركيا وثلثي العرب وبعض دول الخليج العربي ثم تنتصر. هيهات