يعالون: السلطة لا تقل عداءً لإسرائيل من حماس وقتلى العمليات من الإسرائيليين خلال الأشهر الأخيرة هم ضحايا العملية السياسية

حجم الخط
2

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: قالت صحيفة ‘معاريف’ العبريّة، في عددها الصادر أمس الثلاثاء، إنّ وزير الأمن الإسرائيليّ، الجنرال في الاحتياط، موشيه يعالون، من أقطاب حزب الليكود الحاكم ألمح إلى معارضته للمفاوضات الجارية بين الدولة العبريّة والسلطة الفلسطينيّة، معتبرًا أنّ القتلى الإسرائيليين الذين قتلوا بعمليات نفذّها فلسطينيون هم ضحايا العملية السياسية، مشدّدًا على أنّ عداء السلطة الفلسطينيّة في رام الله المحتلّة لإسرائيل لا يقّل عن عداء حماس لإسرائيل، على حدّ تعبيره.
وقالت الصحيفة العبريّة إنّ الوزير الإسرائيليّ أدلى بهذه الأقوال في ذكرى وفاة وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق، موشيه ديان، والتي تمّ تنظيمها في جامعة تل أبيب، وتابع قائلاً في الندوة عينها إنّ قتلى العمليات الإرهابيّة من الإسرائيليين، خلال الأشهر الأخيرة هم ضحايا العملية السياسية، وأنّ ما يحدث اليوم هو نتيجة للعملية السياسيّة، على حدّ قوله.
وأضاف يعلون قائلاً، بحسب الصحيفة العبريّة، إنّه عندما تجري عملية سياسيّة، فإنّ الموضوع الإسرائيليّ يظهر في وسائل الإعلام الفلسطينية بمستوى نزع الشرعية والكراهية تجاهنا، وعندما تتصاعد الأمور فإنها تتحول إلى نزعات قومية، وقتلانا هم ضحايا العملية السياسيّة، على حدّ تعبيره.
وزعم الوزير الإسرائيليّ، الذي يُعرف بأنّه من صقور حزب الليكود بأنّه أيدّ اتفاق أوسلو في الماضي، لكنّه أدرك الواقع عندما فهم أن الرئيس الفلسطينيّ الراحل، ياسر عرفات، لن يتنازل عن أن العملية، أيْ القضاء على إسرائيل على حد ادعائه، ينبغي أن تتم وفقا لنظرية المراحل. وقال يعلون أيضًا إنّه لم يسمع حتى اليوم أيّ زعيم فلسطيني، وهذا يشمل أبو مازن (الرئيس محمود عباس)، يُبدي استعدادًا للقول إنّ التسوية الإقليمّية، وحتى حول الحدود التي يحلمون فيها، ستّشكّل نهاية الصراع ونهاية المطالب والاعتراف بدولة يهودية والتنازل عن حق العودة، وأوضح الوزير الإسرائيليّ إنّ عدم استعداد الفلسطينيين الاعتراف بحق الشعب اليهوديّ في الوجود كدولة قوميّة للشعب اليهودي في أي حدود كانت، هو العقبة أمام السلام. ومن الجدير بالذكر أنّ الوزير يعلون هو أحد أكثر مؤيدي توسيع الاستيطان في الحكومة الإسرائيلية، كما أنّه هو نفسه مستوطن يسكن في مستوطنة (مكابيم ـ ريعوت)، علاوة على ذلك، فإنّه لا يُخفي معارضته المبدئيّة لانسحاب إسرائيل من معظم الضفة الغربيّة المحتلّة وإقامة دولة فلسطينية فيها، كما أنه يُعارض انسحاب الاحتلال الإسرائيليّ من أي جزء من القدس الشرقية المحتلّة.
وقالت الصحيفة العبريّة إنّه على الرغم من هذه التصريحات، فقد خلص الوزير الإسرائيليّ إلى القول في كلمته إنّ السلطة الفلسطينية ليست أقل عداء لإسرائيل من تلك الموجودة في غزة، في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس)، ومشدّدًا على أنّ السلطة الفلسطينية تتآمر ضدنا بوسائل مختلفة وتهدد بانتفاضة ثالثة وتمنح الشرعية بشكل ضمني للعنف، على حدّ قوله.
ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أنّ يعالون في كتابه (درب طويل قصير) كشف عن أنّه شارك في حرب لبنان الأولى قائدًا للوحدة الخاصة التابعة لهيئة الأركان سييرت مطكال التي أنيطت بها مهمة البحث عن عرفات. وأوضح أن الوحدة لم تتمكن من رصد عرفات في بيروت الغربية طيلة الحرب سوى في يومه الأخير في بيروت، رصدته بندقية قناص وهو يعتلي السفينة في ميناء بيروت عن بعد 180 متراً ما مكننا من استهدافه بشكل مؤكد، لكننا لم نحصل على مصادقة قيادة الجيش على إطلاق النار عليه.
ويشدد يعلون خلال استعراضه لمسيرة الصراع مع الفلسطينيين ومحاولات التسوية معهم، على أنّ الرئيس الراحل ياسر عرفات لم يعترف بإسرائيل كدولة يهودية ولم يتخل عن خطته المرحلية للإجهاز عليها، معتبرا اتفاقية أوسلو مجرد محطة فيها، كما أشار إلى أنّ عرفات لم يتنازل عن ثقافة المقاومة ولم يدفع نحو تسليم الفلسطينيين بإسرائيل، وتابع: لاحظت فرقًا شاسعًا بين الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أراد التوصل لاتفاق وأعد شعبه وجيشه له، فيما واصل عرفات ببلاغته الجهادية فتحدث بالإنجليزية عن سلام الشجعان وبالعربية تحدث عن مواصلة الكفاح والجهاد. وأشار يعالون إلى أنّه قرأ كل كلمة حول عرفات وخلص لاستنتاج عميق بأنّ هدفه الإستراتيجيّ يتمثل بإقامة دولة فلسطينية من النهر حتى البحر، ولم يتنازل يومًا عن كامل التراب الوطني، ويرى نفسه قائدًا عربيًا إسلاميًا تاريخيً يقود شعبه نحو الانتصار على إسرائيل، لا لتسوية معها من دون إعلان ذلك.
وأضاف: ورغم كراهيتي الشديدة له لكننّي قدرته بعدما صار من لا شيء قائدًا آمراً ناهياً تمكن من خدمة أهدافه بذكاء، واستخدم المال في تعامله مع الفلسطينيين والإسرائيليين، وأضاف قائلاً: لكنّ عرفات ظل زاهدًا ولم تعنه حياة الرخاء، مكرسا ذاته للقضية بشكل مطلق لا يمكن إلا أن تحترمه لأنه لم يفقد صلة العين بهدفه الإستراتيجيّ الأعلى طوال مسيرته حتى عندما انشغل بقضايا يومية عابرة.
وفي كتابه الذي يسهب في تبيان خطورة تحول الإسرائيليين إلى مجتمع رخاء يبحث عن الملذات ويتهرب من التضحيات، يرى يعلون أنّ نظرية خيوط العنكبوت اعتمدت من قبل عرفات قبل تبنيها على يد الشيخ أحمد ياسين ونصر الله ونجاد والأسد، الذين يواصلون حرب الاستنزاف نحو تدمير القلعة من داخلها، على حد تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول يحي:

    الله يرحمك يا عرفات .

  2. يقول مروان الحكيم - ألأردن:

    واضح تقييم ألأسرائيلي لكل التنازلات التي قدمها عرفات باسم الشعب الفلسطيني بمعنى انها مناورات لبلوغ هدف استراتيجي. وهذا التقييم يصلح غطاء لسياسة اسرائيل العنصريه الممتنعه عن اعطاء الفلسطيني حقه في تقرير مصيره في وطنه وألأستيطانيه الهادفه الى بلع كل فلسطين. ولنفترض أن عرفات كان مرواغا فلماذا لم تعمل اسرائيل السلام مع عبّاس قبل حدوث ألأختلاف مع حماس؟ أسرائيل ضمت الجولان وتستثمر فيه مزارع ومواقع امنيه استراتيجيه وبالتالي لاتريد أعادته الى سوريا. ويعترف كاتب المقال برغبة الراحل حافظ ألأسد في التوصل الى سلام مع اسرائيل وان ألأسد حضّر شعبه وجيشه لذلك. ألسؤال لماذا لم تعمل اسرائيل سلاما مع الأسد؟ الجواب هو ان اسرائيل لاتريد السلام مع أحد لأنها أقوى من الجميع وحديثها عن السلام هو غطاء تكتيكي لسياستها العنصريه وألأستيطانيه التي تدعمها الحروب التدميريه على العرب المتتاليه. اسرائيل تحضّر ألآن لحرب على غزه وربما لبنان في توقيت يناسب أسرائيل. اسرائيل تتكلم عن السلام وتصنع حروبا تقتل العرب وتدمر بلادهم وتمنع تقدمهم وتطورهم .

إشترك في قائمتنا البريدية