أنقرة – الأناضول – قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم فيما يتعلق بالعلاقات التركية المصرية: “نؤيد تطوير العلاقات مع مصر، فهي بلد قريب جدّاً منا بثقافته وقيمه، وشعبانا شقيقان. يجب أن لا تعود الخلافات بين الحكومات بالظلم على شعبينا”.
جاء ذلك في تصريح للصحافيين، الإثنين، خلال فترة استراحة لاجتماع مجلس الوزراء في قصر “جانقايا” في العاصمة أنقرة.
ورداً على سؤال حول تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأخيرة بخصوص العلاقة مع بلاده، وهل هناك إمكانية تطبيع العلاقات مع مصر أم لا؟، أجاب يلدريم “يتعين علينا زيادة صداقاتنا مع الدول المطلة على البحر المتوسط والبحر الأسود، وضرورة أن نُقلل من أعدائنا”، مبيناً أن ذلك مهم للغاية لمستقبل شعوب تلك الدول.
وأردف يلدريم أن التصريحات المتزنة الصادرة من مصر جيدة، وينبغي أن تأتي تبعات لتلك التصريحات، مؤكداً في الوقت نفسه أن موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واضح فيما يتعلق بمصر.
وقال السيسي، مساء الأحد، إنه لا يوجد أي أسباب للعداء بين شعبي مصر وتركيا، وذلك في رده على سؤال بشأن تصريحات مسؤولين أتراك عن العلاقات مع مصر، ضمن حوار صحفي أجراه مع رؤساء تحرير صحف مصرية مملوكة للدولة نشرتها صباح اليوم الإثنين.
ولفت يلدريم ضرورة أن لا يتم تجاهل إرادة الشعب المصري، وضرورة أن تأتي حكومة إلى السلطة عبر الإرادة الشعبية، موضحاً بالقول: “حدث انقلاب في مصر، وإن النظام تغير بعد الانقلاب، وحدثت محاولة انقلابية في تركيا أيضاً، إلا أنهم لم ينجحوا، ولكن في مصر نجحوا”.
واستدرك بالقول: “ولذلك ينبغي على الأقل أن تكون العلاقات في المجال الاقتصادي، حتى لو استغرق تطبيع العلاقات على المستوى السياسي فترة طويلة، فإنه بإمكاننا أن نطور علاقاتنا في المجال الاقتصادي، والسياحي، والزراعي، والثقافي، وغيرها من المجالات، بشكل سريع، وأعتقد أن كلا البلدين يحتاجان إلى ذلك”.
وفيما يتعلق بالغارات الجوية الإسرائلية على قطاع غزة مؤخراً، أكد يلدريم أنه لا يمكن إقرار الهجمات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة، مضيفا “تطبيع علاقتنا مع إسرائيل ليس عائقاً أبداً حيال موقفنا تجاه قضايا الشعب الفلسطيني العادلة وتحركنا معهم”.
وشنت مقاتلات حربية إسرائيلية، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، سلسلة من الغارات العنيفة والمكثفة على قطاع غزة، قال الجيش الإسرائيلي إنها تأتي رداً على قذيفة صاروخية.
واستهدف القصف أراضٍ زراعية، ومواقع تدريب تابعة لفصائل فلسطينية، وأسفرت عن إصابة فتى بجراح طفيفة، و3 أطفال بالهلع.
وتشهد العلاقات بين القاهرة وأنقرة توتراً منذ إطاحة الجيش بمحمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً بمصر من الحكم بعد عام من توليه المنصب، وبلغ التوتر ذروته في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، عندما اتخذت مصر قراراً باعتبار السفير التركي “شخصًا غير مرغوب فيه”، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، وردت أنقرة بالمثل.
ومطلع الأسبوع الماضي، قال أحمد أبوزيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن بلاده ترحّب بأي “جهد حقيقي وجاد للتقارب مع تركيا على أساس القانون الدولي واحترام حسن الجوار والتعاون بين الجانبين”.