أنقرة – الأناضول – اتهم رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الثلاثاء، قبرص الرومية بأنها تقوض دوماً الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام في الجزيرة المقسمة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية، حسين أوزغورغون في أنقرة، حيث أوضح يلدريم أن إدارة قبرص الرومية تقول أنه ينبغي أن يكون هناك سلاماً وعيشاً مشتركاً، ولكنها لا تنفذ ذلك، مشدداً على أن مباحثات السلام التي تجري حتى نهاية العام الحالي، هي الفرصة الأخيرة لقبرص الرومية لإحلال السلام.
وأوضح يلدريم أن “محادثات السلام حول قبرص مستمرة هذا العام، ويجب أن تكون موجودة، والجانب التركي كان إيجابياً في كل مرة، وقبرص التركية أيضا تسعى بصدق لكي تكون بناءة، على عكس الطرف الآخر الذي يقول إنه يريد السلام، ويفعل عكس ذلك”.
ولفت إلى أن “هناك مساع لحل الأزمة المستمرة منذ سنوات في الجزيرة برعاية الأمم المتحدة، ومسعى في هذا الخصوص حتى نهاية هذا العام، ولقاءات تجرى على مستوى القيادات”، متأملاً أن “يحقق ذلك حلاً عادلاً يعتمد على التمثيل المتساوي، وضمان حقوق الشطرين، على أن لا تعيش جمهورية شمال قبرص التركية بعد اليوم أي قلق حيال أمنها، حيث إن تركيا تدعم هكذا حل”.
كما ذكر يلدريم بأن “الشطر الشمالي يعامل على أنه غير موجود منذ سنوات، وتفرض عليه عزلة تامة، في الوقت الذي يؤمن فيه الاتحاد الأوروبي كل شيء للشطر الجنوبي، وهذا الأمر لم يعد محتملاً، وتركيا بدورها طالبت الاتحاد الأوروبي في مرحلة الإصلاح، بحقوق قبرص التركية المحقة”.
وجدد دعم حكومة بلاده لحكومة قبرص الشمالية، وذلك في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية، شاكراً لها موقفها من محاولة الإنقلاب الفاشلة التي نفذتها عناصر تابعة لمنظمة “الكيان الموازي”، الإرهابية، ووقوفها ودعمها الحكومة التركية.
من ناحيته، قال أوزغورغون، إن “تركيا تبذل جهودا كبيرة دوماً في سياستها الخارجية لإيجاد حل للمسألة القبرصية، وأن جمهورية شمال قبرص التركية تتحرك بانسجام تام مع الوطن الأم ، وتركز على وجود حل دائم وعادل لشطري الجزيرة، يعيش الأتراك فيها بأمان”، مشدداً على أن “المواقف التركية جيدة في هذا الإطار”.
وأكد أن “بلاده ستعمل على تسليم أي عنصر قد يكون مرتبطا بمنظمة (فتح الله غولن) الإرهابية والانقلابيين، متواجداً في الشطر الشمالي للجزيرة، حيث يعلمون بشكل واضح معنى الإنقلاب، وهم عانوا منه في العام 1974، من قبل قبرص الرومية، ولكن التدخل التركي جاء بعد ذلك بأيام لإنقاذهم”.
وأعرب عن “تعازيه للشعب التركي بالشهداء الذين سقطوا خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الحالي، ومتمنياً الشفاء للجرحى، في حين أكد على أهمية التعاون المشترك لحكومته مع الوطن الأم تركيا”، على حد وصفه.
جدير بالذكر أن أنقرة قامت بحملة عسكرية في قبرص في 20 تموز/ يوليو عام 1974، بعد أن شهدت الجزيرة انقلاباً عسكرياً قاده “نيكوس سامبسون”، على الرئيس القبرصي “مكاريوس” في 15 من الشهر ذاته، بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، وبعد فترة من استهداف المجموعات المسلحة الرومية للأتراك من سكان الجزيرة ، بدءًا من مطلع عام 1963 وحتى عام 1974.
وانتهت الحملة في 22 يوليو بوقف لإطلاق النار، وأطلق الجيش التركي عملية عسكرية ثانية في قبرص، في 14 أغسطس/ آب 1974، نجحت في تحقيق أهدافها، حيث أبرمت اتفاقية تبادل للأسرى بين الجانبين، في 16 سبتمبر/ أيلول 1974، وتم تأسيس “دولة قبرص التركية الاتحادية”، في الشطر الشمالي من جزيرة قبرص . وفي 15 نوفمبر/ تشرين ثان 1983، أصبح اسم الدولة “جمهورية شمال قبرص التركية”.