السياسة التي اتبعها ترامب حول المناخ كانت جريمة ضد الإنسانية، ولو نجح في مؤامرته لفترة طويلة لدمرت الكرة الأرضية. في نقطة معينة في المستقبل، مؤكدة ولا مفر منها، كانت كارثة المناخ، وفق هذه السياسة، ستحول الكرة الأرضية إلى مكان غير صالح لحياة بني البشر، خصوصاً بالشكل الحالي. كانت جريمة ترامب ستسرق من أجيال المستقبل بيتهم الوحيد في هذا الكون. هذه حقائق. وكنت سأضيف “علمية”. ولكن هل يوجد نوع آخر من الحقائق؟
الفاشيون في إسرائيل أيضاً، ومجرمو المستوطنات، ومؤيدو الضم، ومؤيدو الفصل العنصري المسيحانيون، هم جزء من الجنس البشري، يعيشون على الكرة الأرضية، ولكن بدعمهم المتحمس لترامب وشكرهم له وتصميمهم على فصل أفعاله من أجلهم عن أفعاله في السياق الأمريكي والدولي، فإنهم أظهروا عقيدتهم التي لا ينقصها شك في حقهم في التضحية بالكرة الأرضية من أجل مصالحهم السياسية الضيقة.
هم، اليهود في أرض إسرائيل، يعتقدون سكان العالم، الغرباء، بأنهم مثل قشرة موز في نظر إله اليهود. وأنهم أكثر أهمية من العالم نفسه. وليخرب العالم، من الذي يهمه ذلك. الأساس هو أن تكون القدس عاصمة إسرائيل الأبدية. أين ستكون عاصمة إسرائيل الأبدية إذا كفت الكرة الأرضية عن الوجود؟
فبالنسبة لهم ليحكم ترامب أربع سنوات أخرى، أو أربعين سنة أخرى، هو ومن يواصلون دربه، الذين ينكرون العلم وكارثة المناخ، فالمهم أن يفرضوا السيادة على “كريات أربع”. ليس ترامب وحده هو الذي يعاني اضطراباً حاداً في الشخصية ومن النرجسية الخبيثة؛ بل أيضاً الفاشيون الإسرائيليون مصابون بها كحركة أيديولوجية. ما يهمهم فقط هو أنفسهم. أعطوهم “بيت إيل” وشرقي القدس، ثم ليمت العالم – حرفياً. ببساطة، ليمت، إذا كان هذا هو الثمن الذي يجب على العالم أن يدفعه من أجل “القدس الموحدة، عاصمة إسرائيل الأبدية”. ليكن ذلك.
من يهمه ذوبان جبال الجليد وفيضان المحيطات، أو أن يشكل المناخ خطراً على التنفس والبيئة التي تعيش فيها البشرية مريضة والكوكب يحتضر. جهنم هذه تتقزم أمام الاحتمال السادي الممتع الذي سيتسبب بمزيد من الألم للفلسطينيين. الشعب الذي نجا من الكارثة مستعد لأن يتسبب بكارثة بيئية لبني البشر؛ لأنه فوق الجنس البشري. فهو أكثر أهمية منه.
التأييد المتحمس لترامب، بسياسته المناخية هذه، ليس سوى تأييد للجريمة ضد الإنسانية. ولكن يجب الانتباه إلى أن إسرائيل الآن دولة من الدول الأكثر اكتظاظاً في العالم المتقدم. 40 ولداً في الصف.. ازدحامات مرورية غير منتهية.. مواقع استجمام وتنزه تنهار تحت عبء أسراب بني البشر. في العشرين سنة المقبلة يتوقع أن يزداد عدد السكان بخمسة ملايين نسمة.
نسبة الولادات المرتفعة مدفوعة باعتبارات دينية ووطنية، التي تعزز سيطرة اليهود على أرض إسرائيل، بل وتقرب مجيء المسيح، وتحول الدولة بالتدريج إلى جهنم من ناحية بيئية. كل المشروع الصهيوني بصيغته الحالية، وبصورة متناقضة، هو مشروع لتدمير قدرة أرض إسرائيل على الحفاظ على توفير الحياة. في فترة أقصر بكثير من الوقت الذي كان سيستغرقه ترامب لتحويل الكرة الأرضية إلى مكان غير قابل للحياة فيه، فإن أرض إسرائيل ستتحول إلى مكان لا يمكن العيش فيه بسبب الاكتظاظ والبيئة المدمرة. في نهاية المطاف، الأرض نفسها ستثور ضد سادة البلاد وسترفض إعالتهم.
بقلم: روغل الفر
هآرتس 25/1/2021
هههههه……و هل هذا عدل يا صهاينة ……؟ ما هو أعدل ……أن تموتو انتم و يبقى كل البشر ……ام العكس ……؟