يهود ضد إسرائيل: تيار هامشي

حجم الخط
2

نشر في الآونة الاخيرة في صحيفة «نيويورك تايمز» رسالة وقع عليها 300 من نسل ناجين من الكارثة، ونددت الرسالة بـ «ذبح الفلسطينيين في غزة» الذي تنفذه اسرائيل. وأضافت أنه يجري في القطاع: «مذبحة شعب في الشعب الفلسطيني».
ونددت الرسالة ايضا بـ»سلب الانسانية والعنصرية المتطرفة التي يلاقيها الفلسطينيون من المجتمع الاسرائيلي». ودعت الى قطيعة والى الامتناع عن استثمارات والى عقوبات على الدولة اليهودية.
إن محاولات يهود نسبة الشيطنة الى أبناء شعبهم ليست ظاهرة جديدة، فقد بدأت في ايام الجلاء القديمة وبلغت ذروتها في العصور الوسطى حينما أراد عدد قليل من اليهود تملق المجتمعات التي تستضيفهم بدفعهم قدما بافكار مقولبة معادية للسامية شيطانية، وبذلك عززوا التهم الباطلة مثل فرية الدم.
ومع النهضة وقف يهود كثيرون في مقدمة الحركات الراديكالية والقومية. وحينما تولى البلاشفة الحكم انشأوا اليبسكاتسيا حيث أعطيت الكوادر اليهودية مهمة اقتلاع الثقافة والدين اليهوديين من الجذور، وكانت مهمة نفذوها بجد كبير لا يقاس به جد زملائهم غير اليهود. وفي 1948 حينما افتتح ستالين سنوات معاداة السامية السوداء – التي شملت قتل مفكرين يهود وحملات دعائية معادية للسامية تنفق عليها الدولة، بلغت ذروتها في «محاكم الاطباء» – أبقى عددا من اليهود في مناصب مركزية كي يغطي على معاداته المتطرفة للسامية. وفي اوروبا وامريكا وقف يهود أيدوا الشيوعية في مقدمة الحملات الدعائية لتسويغ معاداة السامية السوفييتية وشهّروا باولئك الذين حاولوا تحسين حقوق اليهود في الاتحاد السوفييتي.
إن اليهود المخلصين متحدون اليوم على تأييدهم لاسرائيل أكثر مما كانوا في كل زمان مضى منذ 1967. لكن اليهود المعادين للصهيونية برغم عددهم القليل، يحظون بدور عام بارز بواسطة استغلال الشبكة لانشاء صلات عالمية بذوي آراء مشابهة.
إن كراهية اسرائيل مدخل الى القبول في حلقات يسارية وهو أمر يجعل اليهود الذين يثورون على اليهود شديدي الجاذبية لوسائل الاعلام الالكترونية والمطبوعة. ويقف في المقدمة متطرفون مغتربون يتابعون نهج الشيوعيين اليهود الذين سوغوا بتطرف كبير جدا معاداة السامية السوفييتية.
ويجند نشطاء اليوم كأسلافهم شركاء في الطريق بواسطة حصر العناية في ليبراليين يهود ذابوا في غيرهم يعوزهم أي علم بالثقافة اليهودية، ولا يشاركون في الحياة اليهودية. ولم يُعرف كثير منهم انفسهم قط بأنهم يهود، ومعاداة الصهيونية هي أول نشاطاتهم في النشاط العام اليهودي. وهم يتقاسمون طموحا مشتركا الى الانضمام الى التيار المعادي للصهيونية بتساميهم فوق القومية اليهودية الضيقة الآفاق، وبهذا يعرضون شهادة إحلال لليبراليتهم.
إن الجانب الأكثر إثارة للاشمئزاز في هذه المجموعات هو استعمال قلب الكارثة بعرض سلوك الاسرائيليين على أنه يوازي سلوك النازيين. وهم جد غارقين بنسبة اسرائيل الى الشيطانية حتى إنهم لا يدركون قبح التحالف مع برابرة يدعون الى قتل اليهود في كل مكان.
ويُظهر طيبو النفوس الذين هم أكثر سذاجة معاداة للاسرائيلية أكثر ليونة وانسانية. وكثير منهم اكاديميون يشبهون أسلافهم الذين دفعوا قدما بمعسكر السلام خلال الحرب الباردة – ودفعوا بذلك في واقع الامر قدما بأهداف السوفييت الخارجية.
إن الاعلام اليساري الذي تمثله صحيفتا «نيويورك تايمز» و»غارديان» البريطانية، اللتان تغطيان تغطية صحافي ة واسعة وتؤيدان هذه المواقف المقلقة، سيحاكم على ذلك محاكمة أقسى من محاكمته على تأييده غير الاخلاقي السابق للاتحاد السوفييتي. وبرغم أن مراسلة صحيفة «نيويورك تايمز» في القدس، جودي رودورن، بعيدة عن أن تكون معادية للصهيونية، يُذكر بعض تقاريرها الصحافي ة عن غزة بتقارير وولتر دورنتي خلال ثلاثينيات القرن الماضي حينما تعامى في اطارها عن جنايات ستالين.
يشعر تأثير اليهود المعادين للصهيونية بأنه أكبر من الواقع بسبب تأثير الاعلام والشبكات الاجتماعية. والناس في المجتمعات الديمقراطية أحرار في أن يخدعوا، فعلينا أن نتحدى جهودهم في عرض أنفسهم على أنهم جزء من التيار المركزي لأنهم ليسوا سوى مركب ضئيل من العالم اليهودي لا غير.

ايزي لبلار
إسرائيل اليوم 9/9/2014

صحف عبرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبدالله شبيب - الأردن:

    أولا تصرفات الدولة المحتلة المعتدية أسوأ من تصرفات النازيين!
    وثانيا ..: تجاهل الكاتب معارضة ملايين اليهود المتدينين ..والعارفين باليهودية أكثر منه بكثير ..مثل طائفة ( ناطوري كارتا:أكثر من مليون في أمريكا – خصوصا نيويورك+ وأكثر من مليون في بريطانيا ..وألوف في فلسطين ) .. فهؤلاء أهم وأكثر من بضعة يساريين ..
    كذلك فئات يهودية أخرى .. أعلن اللوبي الصهيوني في أمريكا الحرب عليها ..مثل( يهود من أجل السلام :حي- قي بي- ويهود ضد الاحتلال ..) وغير ذلك ..عدة منظمات يهودية رافضة للعنصرية والعدوانية والتمرد على الإنسانية والشرعة الدولية التي تمارسها الدولة العبرية..

  2. يقول sam/usa:

    المصلحون دائما قلة والمصلحون دائما مستهدفون ولاعجب من هجوم اعلام الصهاينة من تلاميذ مدرسة غوبلز النازي وللسخرية الارتياط اللغوي المتين بين النازية والصهيونية ناهيك عن الارتباط المعنوى والقيممى والسلوكى المتطابق بل ان النازية اكثر رقيا من الصهيونية في بعض المسارات انظروا الى العلاقة لغويا
    Nazist= Zionist

إشترك في قائمتنا البريدية