«الخرافة والواقع» لازمة ذات انتشار عالمي في كل المجتمعات، على حدٍ سواء، من أجل التعبير عن أفكار ومعتقدات، وقد تشير أحيانا إلى أشياء خيالية، عبرت أو لن تعبر بوابة الواقع. وكلما ظهرت تلك اللازمة، إما يتم دحضها أو توجيهها للمساهمة في تمدين ورقي البشرية.
فلو كانت الخرافة تهدف إلى الانغماس في عالم من الخيال يؤثر سلبا في البشرية وقدرة الإنسان على تنمية ذكائه وموارده المادية والمعنوية، يصير دحضها ومواراتها في غياهب النسيان هو المصير المحتوم؛ كما حدث في حال علوم السحر والمعتقدات والطقوس الوثنية الغريبة التي تضر البشرية.
فالإنسان السَّوي يرفض أن ينساق لعالم من الخيال يفصله عن الواقع. أما في حالة الخرافات التي تنعش مخيلة البشر الابتكارية، فإنه مع بعض من الجهد يسعى الإنسان لتحويل الخرافة إلى واقع ملموس للاستفادة منها. فعلى سبيل المثال خرافة «البساط السحري» الذي يجول في كل مكان تحول للمركبات والطائرات والصواريخ.
وبعد وصول الإنسان لمرتبة راقية من التقدم ـ ومن المتوقع أن تتوالى الابتكارات والتقدم لدرجات فائقة ـ صار من المحزن أن نعي أن الغلبة صارت لعالم الخرافة، الذي تولدت لديه قوى مغناطيسية هائلة لجذب البشر. وتماشياً مع التقدم التكنولوجي والرقمي، انبلجت الخرافة في العصر الحديث من إطار مُحبب، ومن ثم سادت وصار لها مفعول يماري السحر. وعالم الخرافة الجديد هو ذاك العالم الافتراضي الذي نصّب نفسه عالما موازيا، يستقطب يوما تلو الآخر البشر بلا رحمة، لدرجة قد تفرغ البشرية من محتواها. ولعل أبرز الأسباب التي أفضت لهيمنة العالم الموازي هو الشعور بالوحدة، والخوف من التعامل مع البشر؛ لتلافي شرور البشر التي إذا انصبت على أحدهم تضعه تحت ضغط عصبي هائل. في الماضي، كانت العلاقات الاجتماعية والأواصر الإنسانية الجيدة، هي من يحمي البشر من خطر الوحدة. لكن مع انشغال البشر، وتفرغ البعض لسحق كل من يعرقل سبيله للتقدم، وتفشي العلاقات الإنسانية الزائفة، التي لا تفضي إلا لجراح نفسية غائرة، حاول الإنسان الاهتداء لخلق علاقات بديلة آمنة يوفرها عالم التكنولوجيا. وظهور تطبيق الفيسبوك كان بارقة أمل لتكوين علاقات إنسانية في العالم الافتراضي، أقل إيذاءً وإيلاماً من العلاقات على أرض الواقع. لكن أثبتت التجربة فشلها الذريع، عندما تحولت تلك العلاقات ليس فقط مصدراً للإزعاج، بل الأذى النفسي والمعنوي والمادي. ولهذا، تولد لدى الإنسان فتور في التعامل مع الآخرين انتقل معه من العالم الافتراضي للواقع، الذي أفضى لسهولة قطع العلاقات وتبديلها، بل التخلص من أصدقاء مقربين بمجرد الضغط على اختيار «حظر» Block. وعندئذٍ، اكتشف الإنسان، أن العلاقات الأحادية الجانب هي أسلم وسيلة لتلافي المزيد من الضغوط النفسية والعصبية، التي تسببها العلاقات النشيطة، سواء الثنائية أو المتعددة الأطراف، ولربما كان ذلك السبب وراء تطبيقات مثل سناب تشات Snapchat وأنستغرام Instagram وتويتر Twitter التي تشجع التواصل الأحادي الذي يولد طاقة إيجابية، بما يتم حصاده من «لايكات» وتعليقات ترفع الروح المعنوية، وتعزز الحالة النفسية.
ويرى علماء النفس، أن الانغماس في عالم التواصل الاجتماعي القائم على الصورة دليل سيطرة الشعور بالوحدة، الذي يفضي إلى الهروب لواقع بديل يشعر فيه الإنسان بأنه محبوب ومرغوب فيه وله قيمة، ومن ثم يتقلص الشعور بالوحدة والعُزلة. وتطبيقات مثل سناب تشات وأنستغرام وتويتر تتداخل فيها الوظائف الاجتماعية والعاطفية، وإن كانت ميزتها النفسية الكبرى هي التشجيع على تكوين أواصر من الثقة والترابط بين البشر، حتى لو كانت افتراضية، فهي وسيلة التعرف على آخرين يشاطرونا الاهتمامات نفسها، ويسرُّون عنا في وقت الضيق. أما البشر ذوو الميول النرجسية، فقد وجدوا في وسائل التواصل الاجتماعي ضالتهم المنشودة؛ فمن خلالها يروجون لأنفسهم ويعظمون خصالهم، ويسرفون في نشر صور لهم، وكتابة منشورات لأقوال حكيمة أو مأثورة؛ لحصد الإعجاب أو لإثارة الجدل؛ لأن هدفهم الأساسي ليس التنوير، بل تحقيق زعامة لم يستطيعوا تحقيقها على أرض الواقع.
ولتحليل تلك الظواهر، استحدث علماء النفس فرعاً جديداً لعلم الأعصاب خاصاً بوسائل التواصل الاجتماعي. وأكدوا أن «الانغماس في وسائل التواصل الاجتماعي» Excessive Social Media Use (ESMU) هو خلل دماغي يُلازم وجود تلف في الاتصال بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر، ويكمن الخلل في الحزمة العصبية الرئيسية التي تربطهما، وتسمى «الجسم الثفني» Corpus Callosum.
ومع ظهور «يوتيوب»، تعاظمت مشكلة التواصل الإنساني، وظهرت طريقة أخرى لمحاكاة العلاقات الحميمية بين الأصدقاء والبشر. فصانع محتوى مقاطع الفيديو على «يوتيوب»، يتولد له نفوذ قوي على متابعيه، الذين يثقون في ما يقدمه من مادة، وينساقون لإرشاداته ومعلوماته؛ بفضل الصورة التي يكونونها له كصديق لا يخدع، وداعم بمحتواه لكل ما فيه الخير لهم. ومن ثم يشعر المتفرج بالألفة والدفء إزاء مقدم المحتوى على «يوتيوب»، الذي نال ثقته، فتابعه، وانتظر جديده. وكلما شاهد المتابعون صانعي المحتوى المفضلين لهم، يفرز المخ المزيد من مادة الدوبامين، وهي مادة المكافأة التي يفرزها المخ عند الشعور بالانتشاء والسعادة. وعلى الصعيد الآخر، تحدث مشاهدة مقاطع «يوتيوب» تغييراً بيولوجياً ملحوظاً، بسبب ذاك التعلّق بين صانع المحتوى والمشاهد، ينشأ عن إفراز المزيد من هورمون «الأوكسيتوسين» Oxytocin والمسمى بـ«هورمون التعلُّق» الذي يُشعر الفرد بالترابط مع آخر. ومن المثير للدهشة أن هورمون الأوكسيتوسين يتم إفرازه أيضا عند الشعور بالقلق أو الرهبة الاجتماعية، وكذلك في جلسات العلاج. لكن أظهرت الدراسات العصبية أن مشاهدة مقاطع «يوتيوب»، تسبب إدمانا عويصاً، بسبب أنها تقدم علاقات اجتماعية طفيلية، تحل محل الأواصر الحميمة على أرض الواقع، لدرجة قد تجعلها أكثر واقعية من الواقع ذاته. فصانع المحتوى على «يوتيوب» يستقطب المشاهدين بالإفصاح عن اهتماماته، وجوانب من حياته الشخصية بشجاعة قد لا يستطيع أن يماريها المشاهدون؛ فهي نوع من «الإباحية الشخصية» Personality Porn التي تستلزم شجاعة شجاعة للإفصاح عنها، وقد تُلهم المشاهد أيضاً بشجاعة مماثلة على أرض الواقع، كما يحدث تماما عند مشاهدة مسلسلات وبرامج التلفزيون، التي تجعل البشر يتوقون لتطبيق ما تعلموه منها على أرض الواقع، لكن المرشد هنا هو شخص ما عينه. وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها «يوتيوب»، تشجع على إدمان من نوع جديد، لا يكمن فقط في تكون قاعدة عريضة من «المُشاهد السلبي» أو الترويج لـ»الإباحية الشخصية»، ولكن الإدمان هو الترويج لعلاقات من طرف واحد على أرض الواقع، تكتمل في العالم الافتراضي الذي صار أكثر واقعية من الواقع ذاته.
هل الآلة، التي بها نتواصل مع الشابكة/الإنترنت تمثل الواقع، أم المُنتَج الذي نضعه من خلال الآلة على (يوتيوب) تمثل الواقع، بسبب أنه أصبح مصدر دخل، للإنسان والأسرة والشركة المُنتجة للمنتجات الانسانية؟!
هو أول سؤال خطر لي عند قراءة أول فقرة تحت عنوان («يوتيوب» واقع أكثر واقعية) نشرته (د نعيمة عبدالجواد) في جريدة القدس العربي،
لأن هذه الآلة تحتاج إلى الكهرباء كوسيلة الطاقة، في تشغيلها،
الآن، كم تكلفة إنتاج الطاقة، لتشغيل الآلة في المستقبل، هو هم أي إنسان أو أسرة أو شركة منتج للمنتجات الانسانية، حتى يستطيع المنافسة في أجواء سوق العولمة،
بينما الدول، عليها توفير أفضل الخدمات، لو أرادت استقطاب أهل العقول والمال الإنتاجي، حتى تستطيع الحصول على أكبر حصة من الضرائب والرسوم والجمارك،
فلذلك، في موضوع الكهرباء الرخيصة، أنا لن أقبل تكرار ما حصل في التسعينيات عند حضورك إلى تايوان،
أنا أحتاج الذهاب على حسابكم، مع الشركاء،
إلى المانيا (التوليد)، ونيوزلندة (التوصيل)،
واستلم هناك، تأكيد مصرفي، بالتسليم، بموعد محدد، مع ضمان الجودة والكفاءة والإنتاج بتكاليف رخيصة، من أي حل متوفر في السوق حالياً،
وبالمناسبة، إدارة (جو بايدن)، طالبت في عام 2021، توحيد فرض 15% ضرائب، حتى تتجاوز ذكاء أهل القطاع الخاص، في التلاعب بالأوراق والمستمسكات القانونية، لتخفيض ما تدفعه، إلى أي دولة، حتى لو كانت من الدول الأعضاء في مجلس الأمن،
كما اعترف دلوعة أمه (دونالد ترامب) في مناظراته مع (هيلاري كلينتون)، لماذا لم يدفع ضرائب طوال 18 عام، قبل أن يصبح رئيس أميركا ما بين نهاية عام 2016 وحتى نهاية عام 2020، والآن في عام 2021 بدأت محاكمته على ذلك،
يا زياد، السؤال لماذا الشرطي في الكيان الصهيوني، عنصري، مثله مثل الأمريكي؟!
وكيف أصبح ممثل النظام في دولنا عدو لنا، بدل أن يكون حامي لنا؟!
لماذا النظام والقانون أصبح للاستعباد، وليس للتنظيم؟!
لأن يا د عمر الراوي، ود محمد راتب النابلسي، مناهج تعليم لغة الآلة (الروبوت)، من أجل الجباية ملحدة، بلا مشاعر أو إنسانية،
https://youtu.be/xB7Z9aJduo4
أو يا حيدر الحمداني، الانتخابات، لن تحل مشكلة عقلية (الجباية/الراتب) عند أي موظف،
يجب الانتباه لذلك،
نحتاج تغيير عقلية (الجباية/الراتب) إلى عقلية الإنتاج،
الإقتصاد، لا يجوز أن يعني التفكير من زاوية تقليل التكاليف، في كيفية جباية الضرائب والرسوم والجمارك من الإنسان والأسرة والشركة المُنتجة للمنتجات الانسانية، كما يُفكّر رئيس وزراء الهند (مودي)،
فصار حال الهند، كما هو واضح في سنة كورونا، في الحصول على عقود الإنتاج من أوربا،
ولكن في سنة اللقاحات، تبين ليس هناك أي إنتاج لا من اللقاحات ولا من الأوكسجين، رغم وجود أكبر خطوط إنتاج لها، أكبر حتى مما موجود لدى الصين،
لماذا إذن، هذا الاستهتار أو الغش أو الفساد، في (الهند) الديمقراطية، أكبر حتى من (الصين) الدولة ذات النظامين؟! أي بدون تشخيص صحيح، لا يمكن أن تصل إلى حلول صحيحة،
التغيير أو الثورة، أو قلب الطاولة ليس فيها أي شيء من الإصلاح والتطوير عند نقد الديمقراطية والنظام المالي النقدي الربوي والتأمين عليه،
ولذلك نحن، نعرض سوق صالح (الحلال)، عند تنفيذ مشروع صالح التايواني، كمنافس لحكمة سوق الصين (علي بابا)، ومنافس لفلسفة سوق أميركا (أمازون).??
????