يورو نيوز: لماذا لا تتجسس المخابرات الأمريكية على الإمارات؟

حجم الخط
1

“القدس العربي”: تساءلت صحيفة “يورو نيوز”، في تقرير مطول لها، عن السبب الذي يدفع الولايات المتحدة إلى عدم التجسس على دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتقول الصحيفة إنه من الغريب أن الإمارات مستثناة من برامج التجسس التي تنفذها الوكالات الأمريكية على دول العالم. ويصف بعض المنتقدين ذلك بأنه “بقعة مظلمة خطيرة” في عالم المخابرات في الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إن الإمارات تستعين بخبراء سابقين عملوا في وكالة الأمن القومي الأمريكية، وذلك بهدف التجسس على بعض المعارضين والأمريكيين لأهداف سياسية.

وتوضح الصحيفة أن سبب استغراب الخبراء والمنتقدين هو الأدوار “السرية” للإمارات في مساعيها لإعادة رسم معالم المنطقة السياسية؛ فهي تفرض حصارا على دولة قطر، وتحاول تغيير الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في ليبيا، وتمول قائدا عسكريا في سبيل ذلك، وتحاول إعادة تشكيل المسرح السياسي الإقليمي بطريقة تتعارض مع المصالح الأمريكية، بل وتملك طموحات سياسية وعسكرية لا تتكيف معها الولايات المتحدة.

مسؤول سابق بإدارة ترامب لرويترز: غياب جمع المعلومات في الإمارات أمر مزعج لأن تلك الإمارة تعمل الآن “كدولة مارقة” في دول إستراتيجية مثل ليبيا وقطر والقارة الإفريقية.

ومع ذلك، تقول الصحيفة إن تحقيقا استقصائيا لـ”رويترز” قال نقلا عن مصادر من وكالة الأمن القومي الأمريكية إن الأخيرة تنفذ أعمال مراقبة إلكترونية داخل الإمارات، لكن هذه العمليات لا تقدم الكثير من الفوائد الإيجابية، خصوصا أنها تحتوي على مخاطر أقل.

وتتعاون الوكالة الأمريكية مع جهاز المخابرات في الإمارات، من خلال علاقات تعاون تتبادل بموجبها المعلومات حول “أعداء مشتركين” مثل إيران.

ولكن الأهم في قضية التجسس على الإمارات أن الوكالة الأمريكية لا تقوم باستخدام العناصر البشرية من مخبرين داخل الأراضي الإماراتية، وإنما تكتفي بالتجسس الإلكتروني، وهو أمر أصعب في عملية جمع البيانات.

وأشارت الصحيفة إلى أن دولة الإمارات هي واحدة من 5 دول لا تتجسس عليها الوكالات الأمريكية، هي أستراليا ونيوزلندا وبريطانيا وكندا. وما دون ذلك، تستخدم الولايات المتحدة عناصر استخباراتية على الأرض لجمع معلومات عن كل دول العالم التي لها مصالح كبيرة فيها، بما في ذلك حلفاؤها الرئيسيون.

ومن بين هذه الدول السعودية، التي ضبطت السلطات فيها عددا من وكلاء المخابرات الأمريكية وهم يحاولون تجنيد مسؤولين فيها للعمل كمخبرين.

مصدر في المخابرات: السعودية لا تشكو علنا من محاولات التجسس الأمريكية، لكنها تطلب من مسؤول الوكالة في الرياض إبعاد ضباط المخابرات عن البلاد “بهدوء”

وأوضح مصدر في المخابرات أن السعودية لا تشكو علنا من محاولات التجسس الأمريكية، لكنها تطلب من مسؤول الوكالة الأمريكية في الرياض إبعاد ضباط المخابرات عن البلاد “بهدوء”.

وقال ضابط مخابرات أمريكي سابق إن عملية جمع المعلومات في الإمارات فشلت، وذلك بعد أن اطلع على تحقيق رويترز الاستقصائي حول الأمر. وأوضح أن صانع القرار الأمريكي يحتاج إلى الاطلاع على أفضل المعلومات المتوفرة عن السياسات الداخلية والصراعات الأسرية في العائلات الحاكمة لدول الشرق الأوسط.

وقال مسؤول سابق في إدارة ترامب إن “فشل” سياسة جمع المعلومات الاستخباراتية في الإمارات أمر مزعج، موضحا أن ذلك يعود إلى تصرف الإمارات كـ”دولة مارقة” في إفريقيا وفي الشرق الأوسط، مشيرا إلى قطر وليبيا وعموم إفريقيا.

وأوضح أن الإمارات دعمت عمر البشير بالمليارات في قمعه للشعب السوداني أثناء فترة حكمه الطويلة، كما دعمت نشاط المجلس العسكري الانتقالي في قمع السودانيين الذين ثاروا مطالبين بالحكم المدني والانتخابات بعد سقوط البشير.

وفي إريتيريا وجمهورية أرض الصومال، تلعب الإمارات أيضا أدوارا “مارقة” بحسب المسؤول.

وقالت المديرة التنفيذية لشعبة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش، سارة ويتسن، إن الإمارات تعمل على تأكيد ذاتها كقوة مالية وعسكرية في مناطق أبعد من جوارها، بما في ذلك الصومال وإريتريا وجيبوتي واليمن، وهذه أماكن “لا تطلب فيها الإمارات الإذن”.

وفي اليمن، دخلت الإمارات في تحالف ضد الحوثيين، رغم أنها بدأت في الفترة الأخيرة بسحب قواتها من هناك، مع تزايد الانتقادات الدولية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان فيها بشكل كبير.

من ناحية ثانية، تنفق الإمارات ملايين الدولارات على تحسين صورتها أمام جماعات الضغط الأمريكية.

مسؤول سابق في إدارة ترامب: الإمارات دعمت البشير بالمليارات في قمعه للشعب السوداني، كما دعمت نشاط المجلس العسكري الانتقالي في قمع السودانيين الذين ثاروا مطالبين بالحكم المدني

ومع ذلك، يقول مسؤول في المخابرات المركزية إن جمع المعلومات عن الإمارات أمر ضروري لأسباب تتجاوز التدخل الإقليمي، فهي تعمل على التقارب مع روسيا والصين.

ويشير بعض الخبراء إلى أن ذلك يظل ضمن التوافق الأمريكي الإماراتي، وهو الأمر الذي يفسر غياب التجسس بشكل مستمر عن الدولة الخليجية.

وتختتم “يورو نيوز” تقريرها قائلة إن الربيع العربي الذي انطلق عام 2011 أثار مخاوف لدى الإمارات، وهو ما دفعها إلى النزوع إلى التدخلات الخارجية بشكل أكبر، ومحاولة لعب أدوار أوسع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول بلحرمة محمد:

    كيف تطرح صحيفة مثل يورو نيوز هدا السؤال؟ يعرف القاصي والداني ان مشيخات الخليج جميعها تخضع للهيمنة الامريكية وبها قواعد عسكرية تمتلك كل وسائل التجسس فكيف يغيب عن واشنطن المعلومات الحساسة عن هده المشيخات؟

إشترك في قائمتنا البريدية