‘يوم الأرض’: سنطردهم من هواء الجليل

حجم الخط
9

يصطدم من يريد الكتابة عن فلسطين بأطنان من البلاغة المجانية التي تدّعي مدح فلسطين والفلسطينيين مغرقة إياهم بركام خطاباتها المشغولة بـ ‘الدفاع’ عن ‘القضية العربية المركزية’، جاعلة، بتكرارها البارد وعديم الإحساس بمن تتحدث عنهم، هذه القضية مجرد إعلان لفظي متكرر لا معنى له، في الوقت نفسه الذي عملت كل وزارات الداخلية العربية والعالمية على جعلهم المطلوبين النموذجيين في مطارات العالم والمشبوهين التقليديين في أفلام هوليوود والمؤهلين للاضطهاد والقمع والبطش في أي مكان وزمان من دون جهة قادرة على الدفاع عنهم غير أظافرهم.
تبليع الفلسطينيين فكرة وجود إسرائيل الأبدية، تمّ، بالتقسيط غير المريح، من خلال قصفهم إعلامياً ليلاً ونهاراً بمصطلحات صارت ‘ماركات مسجلة’ بحيث تتكفّل المذابح ‘الأخوية’ المتلاحقة والقمع المتواصل بجعلهم ينسون فلسطين ككيان واحد ممكن وطبيعي سياسياً وأخلاقياً.
بذلك غدا من تمكنوا من الصمود والبقاء داخل ‘دولة اسرائيل’: ‘عرب اسرائيل’، وعرب الـ 48، وعرب الخطّ الأخضر، في جهد محموم مستمر لطمس هويتهم الفلسطينية ونسبتهم الى جسم أكبر، عليهم أن يلتحقوا به عاجلاً أم آجلاً في الجزيرة العربية او في الاردن ولبنان وسوريا او، اذا لزم الأمر، في استراليا وكندا!
وغدا الباقون رعايا حكومة القطاع ‘المقالة’ (من أقالها؟) ومواطني ‘السلطة الفلسطينية’ (سلطة على ماذا؟)… ولمزيد من التمزيق الفكري والسياسي: سكان ‘القدس والضفة’ كأن القدس موجودة على كوكب غير كوكب الضفة.
في هذا الوجع الفلسطيني الشاسع، ورغم المحاولات المستمرة من الأطراف السياسية الفلسطينية والعربية، لتفريغ معاني كل ما في الرأسمال الرمزي المقدس لفلسطين يبقى يوم الأرض، الذي تصادفت الذكرى 38 منه أمس الأحد طاقة إيجابية هائلة وإطاراً لإعادة تصويب البوصلة الفلسطينية.
ففي هذا اليوم (30 آذار/مارس) من كل عام يعود المخزون الثقافي الفلسطيني كوحدة جامعة للاشتغال بحيث تتفكك، فجأة، كل بنية الخداع والاحتيال والسطو على العقل الذي قامت به اسرائيل وشركاؤها، ويقف الاحتلال عارياً من قدرته المتوحشة على التضليل.
في هذا اليوم نستذكر كيف تجاوز الفلسطينيون حاملي الهوية الاســرائيلية (كشكل فظيع لاستلابهم من معناهم وإلحاقهم بجنسية من احتل أرضهم) خوفهم وقاموا بانتفاضتهم الجليلة في الجليل والمثــلــث وفي قـــرى وبلدات عرابة ودير حنا وسخنين، وكذلك في صـــحراء النقب، فتحركوا، للمرة الأولى، بشكل جماعيّ ومنظم.
في هذا اليوم يلتقي فلسطينيو العالم (وكل من يؤمن بالعدالة والحقّ بغض النظر عن الجنسية التي يحملها) ليؤكدوا من جديد أن القوّة لا تستطيع أن تتغلّب على الحقيقة، وليحوّلوا من أسرهم المزمن وظلمهم الطويل الأمد حياة قادرة على التغلّب على الموت، كما تفعل كل وردة تتفتح في آذار لتعلن انتفاضة صغيرة وحدها.
في يوم الأرض نتذكر أسرانا الذين جعل منهم الجلاد الاسرائيلي ورقة مفاوضات للابتزاز، ونتذكر شهداءنا كما نتذكر أطفالنا وحياتنا التي سنجعلها، رغم كل شيء، جميلة على هذه الأرض ‘التي تستحق الحياة’.
نتذكر هنا بالضرورة شاعرنا محمود درويش في قصيدة ‘الأرض’ حين أخبرنا أن ‘في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها’ واستشرف المستقبل قائلا:
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول رضوان الشيخ -‏Sweden:

    السلام عليكم
    شكرا لقدسنا الغالية ع المقال والتحليل الرائعين

  2. يقول ع.خ.ا.حسن الاردن:

    بسم الله الرحمن الرحيم.يوم الارض هو اليوم الذي نفض فيه الفلسطينيون الغبار المتراكم على عقولهم ورغما عن التدجين الاعلامي الصهيوني الذي ران عليهم لثلاثة عقود؛”والذي اوهمهم زورا وبهتانا ان خلاصهم من مشاكلهم هو خنوعهم للاحتلال الاسرائيلي وعيش العبيد في مصانع وورش الاعداء المحتلين وترك الارض لغول الاحتلال يعمرها ويستغلها،وكاد المحتلون ان ينجحوا في ذلك لولا بقية من خلق وانتماء للارض والتراث والتاريخ نفخت فيهم الحمية والوعي على الاخطار المحدقة بهم وبارضهم فقاموا بحراكهم المبارك في 30 آذار 1976 دفاعا عما بقي بين ايديهم من هذه الارض بعد المصادرات والاستيلاءات السابقة وبحجج ومبررات استعلائية غاشمة القصد منها طمس الهوية وخلع الجذور والتهويد.
    ورغم الثورات الفلسطينية على الظلم والعدوان طوال العقود الستة الماضية فان النجاح كان ضئيلا نظرا لان اكثر القيادات الفكرية والسياسية التي تصدرت المشهد الفلسطيني والعربي عموما كانت تغريبية في روحها وجوهرها وكانت تنأى بنفسها كذلك عن الغوص في اعماق المشكلة والترويج للحلول الجذرية العادلة
    الاتجاهات الفكرية الرائجة عند التغريبيين في العالم العربي كلها تتعايش مع الوجود الاسرائيلي المرفوض اسلاميا.واقطاب هذه الاتجاهات،سواء كانوا افرادا او احزابا او مؤسسات او جمعيات وغيرهم لهم ارتباط ما بالصهيونية-سواء عرفوا ذلك ام لا-وهي التي تنفخ في اشخاصهم وهيئاتهم وتجعل لها صوتا عاليا بواسطة اعلامها الاخطبوطي الرهيب؛ولانهم ارتضوا لانفسهم هذا الدور فلم يستطيعوا ان يكون لهم ثقل شعبي عبر اي استحقاق لصناديق اقتراع حرة ونزيهة ولذلك فتراهم ابواقا للطغاة ولبساطير العسكر ويسيرون مع كل ناعق ضد تراث امته ودينه
    فلسطين ارض وقف اسلامي مقدس لا تقبل القسمة او التفريط ولذلك فان الحل الجذري لها لن يكون الا بارجاع الارض الى اصحابها وارجاع الغزاة وشذاذ الافاق الى ارضهم التي جاؤا منها غزاة محتلين ومعتدين.وارهاصات ذلك في يوم الارض وفي الصحوة الاسلامية التي قادت الربيع العربي بالرغم من الشد العكسي والانتكاس الذي اوقف دوران دواليبها مؤقتا.كل الاحباطات الحالية سيمحوها العزم والتصميم والجهاد والتمسلك بالارض والثورة على الظلم والفساد والطغيان

  3. يقول غاندي حنا حنا ناصر - كوريا الجنوبيه:

    طائر الفنيق الفلسطيني سليل وحفيد شعب الجبارين …… طائر الفنيق الفلسطيني بعدما راهنوا عليه بالموت والتشريد والتهجير والقتل والنفي إلى ما بعد الشتات البعيد طائر الفنيق الفلسطيني في الجليل في النقب في الناصره في المثلث الطيره , الطيبه, قلنسوه) في عرابه البطوف , في دير حنا , في سخنين , في كفر كنا , في طمره في كابول , في حيفا في يافا في كفربرعم في عكا في عيلبون في أم الفحم في اللد والرمله في الرينه والبعنه في مجد الكروم في عين ماهل في جولس في طرعان في كفر مندا , في كفر قاسم في جلجوليه , في كفر برا و في بئر السبع في جسر الزرقاء في شفاعمر في دير الأسد في المكر في عاره في عرعره في جت في باقه في الفرديس . طائر الفنيق الفلسطيني في في كل الفلسطين راهنوا عليه بالموت حياً قالوا: يموت الكبار وينسى الصغار مارس الكيان الصهيونني كل أشكال العنصريه وطمس للهويه حتى اللغه العربيه حاول تشويهها وتغير معالمها حتى الأسماء … من أحمد وعبدالله إلى داني ورامي ويوسي حتى خبزنا وحقول قمحنا وزيتوننا وتاريخنا حاول سرقتها وتغير هويتها وألوانها .. طائر الفنيق الفلسطيني في الأسطوره الفلسطينيه : عندما يشعر بنهايته يبني له عشاً من أغسان أشجار التوابل ويشعل به النار ليحترق ويخرج طائر فنيق جديد من تحت الرماد … ليحلق في سماء الشرق حيث تشرق الشمس ليغني وينشد للوطن واللحريه والشهداء واللمعذبين في الأرض لحن الوفاء والخلود للوطن والأنسان … طائر الفنيق الفلسطيني في أذار عندما تكون ألأرض بموعدها الدائم مع الربيع حيث تزهر ألأرض وتتفتح زهور شقائق النعمان في حقول فلسطين ومرج بن عامر وجبال ووهاد الجليل الصامد طائر الفنيق الفسطيني كا ن عل موعداً مع الوطن يوم السبت الموفق 30/3/1976 وبعد 28 عام من التهويد ومحاول طمس الهويه والتركيع كا ن على موعداً مع القدر ليتنتفض فهذا اليوم هذا الطائر الأسطوره محلقاً في سماء الجليل وكل فلسطين في مثلث يوم الأرض , في عرابه ودير حنا وسخنين لتصطف خلفه كل مدن وقرى الجليل الصامد وصولاً إلى كل قرى ومدن فلسطين التاريخيه
    خرج هذا من تحت الرماد ليقول للمحتل وبعد 28 عام من التنكيل وطمس الهويه ها نحن باقون على العهد لن نركع لن نستكين هذه ارضنا وهذه فلسطيننا فيها تاريخنا وفيها قدسنا وفيها حقول قمحنا وزيتننا وفيها قال التاريخ كلمته الأولى لن تمروا بكل ناقلات جندكم وقاذفات حقدكم وبكل حقدكم الأسود لن تمروا لن نسى لن نركع مازال فينا طفل يرضع … في هذا اليوم العظيم كتب شعب الجبارين أحد فصول ملحمته الوطنيه لتخرج قريه عرابه البطوف البطله عن بكره أبيها بشيوخها وكهولها وشبابها وشبانها ونسائها وأطفالها وزهراتها لتقول لا وألف لا .ولبت النداء جاراتها الباسله قريه سخنين البطله أم الشهداء
    لتقول ما للأعداء على الأرض بقاء وعلى هذا سقط الشهداء…. ديرحنا الأبيه كانت تلبي نداء الوطن والواجب لتشتعل الأرض تحت أقدام الغزاه في كل بقعه من الجليل وفلسطين وسقط الشهداء تباعاً ليروا بدامائهم ثرى الجليل وفلسطين نحن نكتب لهم بالحبر وهم كتبوا لنا بدمائهم عزه الوطن وكرامته وعروبته من دنس صهيون ..سقط الشهداء وكانت عرابه البطوف هي أول من قدم أول شهيد يوم 29/3/1976
    1-الشهيد خيري أحمد ياسين 23 عام – عرابه البطوف .
    2-الشهيده خديجه قاسم شوهنه 23 عام – سخنين .
    3-الشهيد رجا حسين أبوريا 23عام – سخنين .
    4- الشهيد خضر عيد محمود خلايله 30 عام – سخنين .
    5- محسن حسن سيد طه 15 عام -كفر كنا .
    6- رأفت علي زهدي 21 عام من سكان مخيم نور شمس في مدينه طولكرم أستشهد على تراب مدينه الطيبه في المثلث …. هذا هوطائر الفنيق الفلسطيني
    كتبنا سيرته بالحبر وهو كتب لنا سيرته بالدم…
    عاشت فلسطين حره أبيه عربيه
    عاشت ذكرى يوم الأرض العظيم
    المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
    الحريه للأسرى البواسل
    عاشت أمتنا العربيه المجيده.

    – لاجىء فلسطيني

  4. يقول Hassan:

    مقال يشخص ” قضية ” فلسطين والواقع الحقيقي للفلسطينيين الذين يريدون الإطراء ومجارات حالهم دون التعرض لما هم عليه من تشرذم وانقسام. وتبقى فلسطين هي ” النموذج ” في الإستبداد لبقية الوطن العربي. وقد رضي الكيان الصهيوني عن الحكم العربي. ولن تتغير فلسطين ما لم تتغير البلدان التي تربطها صلة أزلية بأرض فلسطين. لا بد من الكتابة يوميا وكل حين لأنه ما وجد الحبر والورق إلا ليكتب لأجل فلسطين ولأجل غير معلوم حتى تستقر معاني فلسطين في أذهان من جهلوا وعميت أبصارهم وبصيرتهم عن فلسطين التي هي مفتاح حرية العالم.

  5. يقول بشير بسباس تونس:

    لا شلت يداك..لا فض فوك..رحم الله والديك و عاشت فلسطين حرة أبد الدهر و لو كره المجرمون!

  6. يقول Almurabet:

    خمسون في المائة لعدم تحرير فلسطين سببها حكام العرب والخمسون الاخرى الفلسطينيون انفسهم ولو الفلسطينين اصبحوا على كلمة واحدة ونظروا نظرة ثاقبة وسياسين محنكين وكانوا مخلصين لشعبهم كانوا تعاونوا مع سوريا التي تتخذ قرارتها وطنيا وليس تابعة لامريكا كبقية الدول العربية وتمسكت بايران كحليف مع حزب والله مهما كانت الظروف والله ثم والله كان تحررت فلسطين ايران يهمها مع حزب الله تحرير القدس لان ذلك داخل في عقيدتهم ويريدون رضا الله سبحانه وتعالى بتحريرها وسوريا تريد ارجاع القدس لانها عربية وارض مقدسة ولاكن السلطة التخذت المفاوضات لتحرير القدس وحماس اتخذت الاتراك اصدقاء الصهاينة ولي امرهم وكيف تتحرر فلسطين الم تتعلموا من حزب الله اعتمد على الله وعلى ايران وسوريا فحرروا لبنان وانتم ايها الاخوة الفلسطينين اعتمدتم على المفاوضات مع الصهاينة ومع صدقات الاتراك اصدقاء الصهاينة وماهي النتيجة الانتصار لاسرائيل ومثلما انتم يتولا عليكم ولا يغير الله بحال قوما حتى يغيروا ما بانفسهم وان استمريتم على هذه السياسة فانتم ذاهبون الى الحفرة العميقة التي لا مجال للخروج منها الى الابد وان غيرتم سياستكم كحزب الله والاعتماد على سوريا وايران فقط والله ان القدس سوف تتحرر كما تحررت لبنان على ايدي حزب الله .

  7. يقول Dr:

    Free palestine

  8. يقول خليل خلفان:

    انها ليست بلاغه انشائيه — سيرحلون كما اتو ان طال الزمان او قصر ان تم خلط الاوراق او فرزها فسوف يرحلون يوما ما — الم يكن في التاريخ امبراطوريات اكبر واعظم اين هي الان ستــــــرحلون ان عاجلا او اجلا ليفهم المطبعون هدا جيدا بان حسابهم سيكون يوما عسير اكثر من الراحلون

  9. يقول ابو عدى - اسد بابل:

    وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا [4] فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا [5] ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا [6] إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا [7] عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا

إشترك في قائمتنا البريدية