​​​​​​​​​​​​​​​​ميركل تودع أوروبا مطلقة تحذيرا أخيرا

حجم الخط
4

بروكسل: أطلقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة تحذيرا لأوروبا مبدية قلقها حيال قدرة القارة على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وعلى صعيد الهجرة، خلال القمة الـ107 والأخيرة التي تحضرها قبل انسحابها من الحياة السياسية في ختام عهد استمر 16 عاما.
وقالت ميركل “أترك الآن هذا الاتحاد الأوروبي بصفتي مستشارة في وضع يدعو إلى القلق”.
وتابعت “تخطينا الكثير من الأزمات من خلال الاحترام والجهود المبذولة لإيجاد حلول مشتركة، لكننا أمام سلسلة من المشكلات التي لم تلق حلا”.
وفي ما يتعلق بدولة القانون ولا سيما استقلالية القضاء وحرية وسائل الإعلام، وهو موضوع توجه فيه أصابع الاتهام حاليا إلى بولندا، تمنت المستشارة مرة جديدة قيام نقاش أكثر هدوءا، داعية إلى المزيد من التفهّم لتاريخ هذا البلد الشيوعي سابقا. وقالت “علينا أن نحترم بعضنا البعض. أعتقد أن هذا مهم جدا”.
وعلى صعيد الهجرة، رأت أن الاتحاد الأوروبي “لا يزال هشا من الخارج” في وقت تُتهم بيلاروس بالسماح لمهاجرين بالمرور عبر حدودها سرا ردا على العقوبات الأوروبية.

افتقار إلى الابتكار

وأخيرا، أعربت المستشارة عن قلقها على قدرة الاتحاد الأوروبي التنافسية ولا سيما في مجال التكنولوجيا الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي.
وقالت مبدية أسفها “أوروبا ليست القارة الأكثر ابتكارا، وعلينا القيام بالكثير في هذا المجال”، معتبرة أن من سيخلفها سيواجه “ورشا كبرى”.
وكرم القادة الأوروبيون المستشارة التي يثير انسحابها من الساحة الأوروبية مخاوف من حصول فراغ داخل الاتحاد الأوروبي في وقت يواجه خططا حاسمة لاستمراريته منها إعادة بناء الاقتصاد بعد كوفيد-19 والتغير المناخي وإثبات دوره الجيوسياسي بمواجهة الولايات المتحدة والصين.

وإلى إشادات نظرائها، تلقت ميركل إشادة من الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي شكرها “باسم الشعب الأميركي” على “صداقتها وقيادتها”.وقال في شريط فيديو “شعبك الألماني العزيز والعالم بأسره مدينان لك بالامتنان لبصيرتك طوال تلك السنوات المديدة”.

في بروكسل، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن قمة للدول الـ27 “بدون أنغيلا أشبه بروما بدون الفاتيكان أو باريس بدون برج إيفل” مضيفا “أتمنّى ألّا تستائين من هذه الاحتفالية بمناسبة قمتك الأخيرة”.
وأشاد رئيس الوزراء البلجيكي السابق بـ”حكمة” المستشارة التي سيفتقدها الأوروبيون “وخصوصا في الفترات الحساسة”.
وصفق رؤساء الدول والحكومات وقوفا لميركل تأييدا لكلمة شارل ميشال.
وأهدى القادة الأوروبيون ميركل عملا للمصمم الفرنسي الهولندي الشاب ماكسيم دوتير على شكل مبنى المجلس الأوروبي الذي يستضيف اجتماعات القمة.
كما قدموا هدية مماثلة لرئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن الذي تنتهي مهامه في تشرين الثاني/نوفمبر.
وصرح المستشار النمساوي الجديد ألكسندر شالنبرغ أن رحيل ميركل “سيترك فراغا كبيرا لأنها شخص يتولى منصبه منذ فترة طويلة وكان لها تأثير كبير على تطور الاتحاد الأوروبي”.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إن ميركل “طبعت أوروبا حقا على مدى 16 عاما، وساعدتنا جميعنا الـ27 على اتخاذ القرارات الصحيحة بكثير من الإنسانية في مراحل كانت صعبة”.

“صانعة تسويات”

وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل الذي تعامل مع ميركل على مدى ثماني سنوات، “كانت صانعة تسويات إلى حد أنه عندما لا تحرز الأمور تقدما، كان لا يزال لدينا رغم كل شيء أنغيلا … كانت تجد على الدوام ما يوحدنا ويسمح لنا بالمضي أبعد”.
وختم “سأفتقدها، أوروبا ستفتقدها”.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي كانت في الماضي وزيرة للدفاع في حكومة ميركل، أكدت مؤخرا كم كانت روح التحليل التي تتمتع بها ميركل الحائزة شهادة دكتوراه في الكيمياء، أساسية لحلحلة المفاوضات الأوروبية حين تراوح مكانها بلا نهاية أحيانا.

وضاعف القادة الأوروبية في الأشهر الأخيرة الإشادات والشكر للمستشارة التي حكمت ألمانيا منذ 2005، وكاد حكمها يساوي فترة حكم مستشار إعادة توحيد البلاد هلموت كول (1982-1998).
وواجهت ميركل التي تقود القوة الاقتصادية الأولى في القارة، انتقادات شديدة لموقف برلين في أزمة منطقة اليورو بعد الانهيار المالي العالمي في 2008-2009، لكنها لقيت إشادات واسعة لاحقا لاستجابتها لأزمة المهاجرين عام 2015 ولانضمامها في نهاية المطاف لخطة تقضي بتشارك الديون بين الدول الـ27.
ومن المتوقع أن يتولى مستشار جديد مهامه في ألمانيا قبل عيد الميلاد. وكشف الاشتراكيون الديمقراطيون ودعاة حماية البيئة والليبراليون الخميس الجدول الزمني لمفاوضاتهم الرامية إلى تنصيب أولاف شولتس مستشارا في مطلع كانون الأول/ديسمبر.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    هل تدق بذلك آخر مسمار في نعش القارة العجوز

    1. يقول عدنان من العراق:

      ميساء …أوربا قوية جدا وقوتها تكن بمهامها الديمقراطي المتين والقضائي العادل..والاقتصاد الراسخ وصناعتها..والمانيا هي قلب أوربا النابض وصناعتها المتينة وأنسانها الملتزم…حتى الإنسان العاطل فيها يستلم شهريا مبلغا اكثر من الموظف في كثير من بلدان العالم.
      عن اي مسمار تتحدثين واي نعش
      تحياتي لك

  2. يقول عبد القادر UK:

    أروبا تعاني من وضعية اقتصادية هشة جراء جائخة كورونا التي عرفها العالم، و تعاني كذلك من صعود اليمين المتطرف في أغلب البلدان الأوروبية. و خروج بريطانيا التي كانت تشكل صمام امان الى جانب المانيا، و رحيل المستشارة ميركل مهندسة التوافقات الاوربية لما يقرب من عقدين، كل هذا يعني ان الأفق مضلم و هناك توخوفات كتيرة مثل هاته التي ابدتها ميركل عند رخيلها بخصوص استمرارية هذا الاتحاد.

  3. يقول راءي:

    أوروبا بحاجة إلى أشخاص أقوى من ميركل لأن حجم التحديات الداخلية والخارجية رهيب جدا والمثير الانتباه هو أختباء الأوروبيين الحقيقيين وراء الاضواء حتى لايتحملوا مسؤولية انقاد اوروبا من الطوفان القادم الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى جيوش تتعامل مع ضبط الأوضاع الداخلية وجيوش أخرى للتواجد في كل بقاع العالم وللردع في اقصى النقاط والا فأن الشعوب الأوروبية في خطر كبير ينذر بانقراضها.

إشترك في قائمتنا البريدية