غزة ـ «القدس العربي»: بعد ساعات مضنية من التعب والإرهاق، عاد عشرات المدرسين الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة من معبر بيت حانون «إيرز» إلى معبر الكرامة، على الحدود مع الأردن من جهة الضفة الغربية، إلى مدينة أريحا، وقضوا هناك ليلتهم، بعد أن وقفت ورقة «عدم الممانعة» حائلا دون وصولهم إلى العاصمة عمان، لإجراء امتحانات القبول للعمل في دولة قطر.
ولم يعرف بالضبط السبب الذي حال دون حصول هؤلاء المدرسين وهم شبان وفتيات على «ورقة عدم الممانعة» بعد أن خرجوا صباح أول من أمس من قطاع غزة من المعبر الإسرائيلي «إيرز» إلى أريحا، ومنها إلى معبر الكرامة الفاصل عن الأردن.
وهناك معلومات تشير إلى إبلاغهم بحصول الجهات المنسقة لهم على موافقة من السلطات الأردنية، جعلت هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية تنسق لهم أمر الحصول على تصاريح من إسرائيل للمرور من حاجز «إيرز».
وأمضى هؤلاء المدرسون، الذين وافقت على استقبالهم قطر، ليلتهم في مدينة أريحا، بعد أن رفضت السلطات الأردنية المرور إليها لعدم حصولهم على التصريح اللازم للمغادرة والمسمى «ورقة عدم الممانعة» التي تطلب سلطات الأردن من سكان قطاع غزة الحصول عليها من سفارتها في رام الله قبل السفر.
ونقلت تقارير صحافية من غزة نقلت عن أحد المشرفين على رحلة السفر واسمه مازن القيشاوي قوله إن المعلمين يعيشون أوضاعاً مأساوية على المعبر بعد رفض دخولهم الأردن، خاصة بعد أن كانوا عايشوا ساعات طويلة لانتهاء إجراءات السفر عند إسرائيل. وقال إنهم تواصلوا مع ممثل السفارة القطرية في غزة، الذي أبلغهم بأن السلطات الأردنية تعيق دخولهم بسبب وجود مشاكل أمنية على عدد منهم.
ومن بين من جرى منعهم وعودتهم إلى مدينة أريحا من جديد، لحين إجراء تنسيقات لخروجهم من الفضة معلمات حوامل.
وبلغ عدد المعلمين الذين تمكنوا من الخروج من غزة والوصول إلى معبر الكرامة بمدينة أريحا 100 معلم ومعلمة. وجرى استضافة هؤلاء في مدينة أريحا، بإشراف المسؤولين هناك ومندوبين عن وزارة التربية والتعليم.
وعلمت «القدس العربي» أن الجهات المختصة في السلطة الفلسطينية تجري في هذه الأوقات اتصالات مع الأردن، للحصول على ورقة «عدم ممانعة» لهؤلاء المدرسين والمدرسات، على أن يكون الأمر بشكل عاجل.
وذكرت مصادر مطلعة أنه جرى إرسال كشوفات ببيانات هؤلاء المدرسين للسفارة الأردنية بهدف إعطائهم ورقة الدخول إلى الأردن، وتوقعت أن يكون الرد قريبا جدا.
وفي هذا السياق قال نظمي مهنا مدير عام المعابر في السلطة الفلسطينية إن الجهات المعنية والمختصة تبذل جهوداً لحل مشكلة المعلمين. وذكر أنهم تفاجأوا بوصول وفد المعلمين المتجهين إلى عمان لإجراء مقابلات مع وزارة التربية والتعليم القطرية، دون حصولهم على التنسيق للدخول، لافتا إلى أنه لم يكن هناك أي ترتيب، ولم يكن لدى الجهات المعنية الأمنية في الأردن أو وزارة الخارجية علم بوصول هذا العدد من قطاع غزة من المعلمين.
وأشار إلى أن العادة جرت على أن تسبق مثل هذه العمليات ترتيبات مع الجهات المعنية في الأردن، مشيرا أيضا إلى أن مكتب الرئاسة ومكتب رئيس الوزراء وسفارة فلسطين في الأردن لم يكن لديهم علم بالأمر.
وكان الوزير حسين الشيخ رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية أعلن في وقت سابق عن موافقة الجانب الإسرائيلي على سفر 114 مدرساً من قطاع غزة عبر معبر بيت حانون «إيرز».
وكان من المفترض أن يتم خروج هؤلاء المدرسين من معبر رفح البري الفاصل عن مصر، غير أن إغلاقه استدعى خروجهم من معبر «إيرز».
وترافق ذلك مع إعلان السفير القطري محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة بتكليف طواقم مكتب اللجنة في غزة بمتابعة الإجراءات اللازمة مع كافة الجهات المعنية لتسهيل سفر المعلمين المرشحين.
وسبق وأن أعلنت دولة قطر موافقتها على استقدام مدرسين للعمل لديها، وجرى اختيار العشرات من سكان غزة في إطار التخفيف من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السكان، ومن بينها تكدس أعداد من الخريجين وانضمامهم إلى صفوف البطالة.
ويأمل شبان غزة ممن حصلوا على شهادات جامعية أكاديمية وأخرى فنية في الحصول على وظائف في بلدان خارجية، في ظل انعدام فرص الحصول على عمل في القطاع، جراء الحصار الإسرائيلي الممتد منذ أكثر من ثماني سنوات، والذي دمر معظم مقومات الحياة بما في ذلك البنية الاقتصادية.

أشرف الهور