أبرز ابتكارات 2017: طائرات خارقة جديدة و«الروبوت» يغزو العالم

حجم الخط
2

لندن ـ «القدس العربي»: واصلت تكنولوجيا النقل الجوي طفرتها خلال العام 2017، كما تواصل أيضاً التطور الثوري في عالم إنتاج «الإنسان الآلي» واستخداماته، حيث أصبح «الروبوت» يغزو العالم ودخل في العديد من مناحي الحياة مهدداً ملايين الوظائف البشرية التي يتوقع أن يقوم بها بدلاً من البشر الطبيعيين. كما تواصل الانشغال في عالم الاتصالات بالبحث عن حل لأزمة «البطارية» التي تشكل أكبر عيب يواجه الهواتف الذكية التي باتت في أيدي كل الناس في العالم.
وتمكن العلماء من تحقيق اختراقات معتبرة في مجالات النقل الجوي وصناعة الطيران خلال العام 2017 مع إجراء عدد من التجارب المهمة والناجحة، كما تمكنوا من توسيع عمل «الروبوت» وأدخلوه في كثير من المجالات التي وصلت في آخرها إلى تشغيله في مجال الحراسة الليلية، أما أزمة بطاريات الهواتف المحمولة فرغم أنها لا تزال مستمرة إلا أن الباحثين توصلوا إلى اختراقات مهمة من أجل التوصل إلى حلول لها.

صناعة الطيران

خلال العام كشفت شركة «رايت اليكتريك» الأمريكية عن نيتها إطلاق رحلات تجارية لطائرات تعمل على الكهرباء من لندن إلى باريس خلال السنوات العشر المقبلة، وذلك في مبادرة تهدف لخفض التلوث في الجو، فضلاً عن أن هذه التكنولوجيا الجديدة والطائرات النظيفة قد تتطور لاحقاً وتستحوذ على جزء أكبر من رحلات الطيران في العالم.
وكشفت الشركة التي ابتكرت هذه التكنولوجيا أن الطائرة التي يجري تطويرها سيمكنها نقل 150 شخصاً في رحلات لا تتجاوز 480 كم، دون استخدام الوقود، ما يقلل من تكلفة السفر بشكل كبير.
وتخطط الشركة لتسيير رحلاتها القصيرة اعتمادا على طاقة البطارية في المستقبل، حيث قالت «إن عدم وجود الانبعاثات سيساعد على خفض تلوث الهواء». وتقول «رايت إلكتريك» إن الرحلات الكهربائية ستكون أكثر هدوءا من الطائرات التقليدية فضلا عن كونها صديقة للبيئة ورخيصة.
وتم تصميم الطائرة مع تزويدها ببطاريات يمكن إزالتها وتبديلها بشكل منفصل، وهذا يعني أن «الرحلات الجوية لن تضطر إلى الانتظار على المدرجات للتزود بالوقود».
إلى ذلك، وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي اختبرت شركة أمريكية تتخذ من ولاية فلوريدا مقراً لها طائرة ركاب بدون طيار تشبه الحُلم، وكانت حتى الأمس القريب مجرد جزء من أفلام الخيال العلمي، حيث انتهى الاختبار بنجاح باهر وبثت الشركة صوراً تكاد لا تُصدق للطائرة وقد استقلها أحد الركاب ونجح في الاقلاع والهبوط بسهولة ويُسر كما تمكن من الانتقال بواسطتها من مكان لآخر.
وسوف يؤدي نجاح الطائرة الجديدة إلى «ثورة في قطاع المواصلات اليومية» حيث من الممكن أن تشهد هذه الطائرة الحديثة انتشاراً واسعاً على مستوى العالم في القريب العاجل.
وحسب المعلومات التي كشفت عنها الشركة المنتجة، فان أول تجربة خضعت لها الطائرة الجديدة المبتكرة كانت في شهر أيار/مايو الماضي إلا أن الخبراء الذين ابتكروا هذا الاختراع أمضوا الشهور اللاحقة لتلك التجربة في عمليات التطوير والتحسين والتأكد من صلاحيتها لحمل الأشخاص والطيران بهم والانتقال من مكان إلى آخر بفعالية كبيرة، ونجحت الطائرة ذاتها في حمل راكب لأول مرة في شهر آب/أغسطس الماضي.
والطائرة الجديدة مزودة بـ16 محركا كهربائيا، أما سرعتها القصوى فتبلغ 45 ميلاً في الساعة (70 كم/ الساعة) كما أنها تستطيع التحليق لمدة لا تزيد عن 25 دقيقة فقط، ما يعني أنها مخصصة للرحلات القصيرة فقط.
وتحتوي على مقعدين، إلا ان حمولتها القصوى التي تبلغ 120 كيلو غراماً تعني أنها يمكن أن تستقل في أحسن أحوالها أما وطفلها أو أبا وطفله الصغير، أو أنها يمكن أن تحمل شخصاً واحداً بحوزته بضعة كيلوات من المشتريات أو حقيبة أو ما شابه ذلك.
ورغم أن الطائرة التي تم الكشف عنها في ولاية كاليفورنيا تشكل تطوراً مهماً في عالم الطيران والنقل الجوي إلا أن الفكرة ليست جديدة والتجربة ليست الأولى، حيث سبق أن نجحت شركة صينية في ابتكار الطائرة الأولى من نوعها في العالم بدون طيار (درون) ذات حجم كبير نسبياً تستطيع أن تنقل الركاب في الرحلات القصيرة.
والطائرة الصينية أنتجتها شركة «EHang» وتستطيع أن تحمل راكباً واحداً ويتم التحكم بها عن بعد، وقالت الشركة إنها عبارة عن «تاكسي طائر» يتيح للركاب تجاوز الازدحامات والتحليق في الهواء من أجل الوصول سريعاً إلى المكان المطلوب، على أن الطائرة مروحية يقل حجمها عن حجم السيارة الصغيرة، وبالتالي يمكن أن تهبط على أسطح البنايات أو في الساحات المحيطة بالمباني.

طائرات بدون طيار

وسجلت صناعة طائرات الـ»درونز» طفرة في العالم خلال الآونة الأخيرة، خاصة مع انتقال الصناعة إلى المجالات السلمية ونجاح الشركات الصينية في تصنيع الكثير من الطائرات لأغراض مختلفة وبأسعار رخيصة جداً نسبياً.
وكشفت العديد من التقارير مؤخرا أن هذه الطائرات يمكن أن يستخدمها الهاكرز في أعمال القرصنة واختراق شبكات الكمبيوتر من خلال التحليق في مكان قريب من شبكة «واي فاي» معينة، وهو ما يهدد السلامة الالكترونية للكثير من المصالح والجهات الحكومية، فضلا عن أن الطائرات التي تتضمن كاميرات تصوير تلقى رواجاً هي الأخرى حيث تتميز بأسعارها المنخفضة وإمكانية التحكم فيها عن بعد عبر الهاتف المحمول.
وكانت اليابان ابتكرت مؤخراً طائرات بدون طيار تعمل على حماية السماء من الطائرات الخبيثة، وأنشأت شرطة العاصمة فريقاً هو الأول من نوعه يتضمن أسطولا من طائرات الــ»درونز» التي تعمل على اعتراض أي طائرة مشبوهة تحلق في سماء طوكيو.
وفي الهند كشفت تقارير صحافية أن علماء هنودا يعملون حالياً على تطوير طائرات بدون طيار فائقة القدرة وتحلق على ارتفاعات منخفضة لا تتعدى خمسة آلاف قدم ولفترة تحليق متصلة تصل إلى 10 ساعات.

الإنسان الآلي

وشهدت صناعة «الإنسان الآلي» تطوراً كبيراً خلال العام، حيث نجح علماء التكنولوجيا في ابتكار «روبوت» يمكنه مساعدة المسؤولين السياسيين على اتخاذ القرارات المناسبة بما في ذلك التصويت في أي انتخابات أو قرارات كالقوانين التي تصدر عن البرلمانات.
وهذا الروبوت هو الأول من نوعه في العالم، ويتمتع بذكاء أعلى من أي «روبوت» آخر لكونه لا يقدم مساعدة مادية آلية، وإنما يساعد الشخص على التفكير واتخاذ القرارات المناسبة، لكن هذا النوع من الإنسان الآلي يشكل جرس انذار لخطر كبير يواجه البشرية، وهو أن «الروبوت» قد يحكم العالم يوماً وربما يتفوق في قدراته على البشر العاديين.
كما تمكن علماء بريطانيون من تطوير روبوتات قادرة على زراعة المحاصيل والعناية بها وحصادها دون أي تدخل بشري. وفي اختبار لهذه الآلات، قام العلماء في جامعة هاربر آدمز البريطانية بإطلاق مشروع «Hands-Free Hectare» حيث تمكنوا من الاعتماد عليها بشكل كامل في زراعة هكتار كامل من الأرض في مقاطعة شروبشاير بمحصول الشعير، واستطاعت الآلات القيام بجميع مهمات الزراعة والمراقبة والعناية بالمحصول دون أي تدخل بشري.
وفي نيسان/أبريل الماضي، غزا الإنسان الآلي واحداً من القطاعات الأكثر تشغيلاً للعمال في العالم، حيث ابتكر العلماء والمخترعون رجلاً آلياً يستطيع أن يشغل وظيفة «عامل بناء» ولديه القدرة على إنجاز أعمال البناء والتشييد والانشاءات بسرعة أكبر بست مرات من عامل البناء البشري.
ويمكن للروبوت شبه الآلي «ماسون» الملقب بـ»سام» بناء 3 آلاف قطعة من الطوب يوميا، في حين أن عامل البناء يبني في المتوسط 500 فقط.
وبينما ابتكرت شركة أمريكية «روبوتاً» يقوم بأعمال البناء فان فريقاً من الباحثين الأمريكيين تمكنوا من ابتكار تقنية لإكساب الأطباء مهارة قراءة وجه المريض وتقدير الألم الذي يعاني منه.
ويستخدم كثير من الأطباء في هذه الآونة روبوتات على شكل مرضى من أجل صقل مهاراتهم في التشخيص والجراحة واكتساب مهارات المهنة المختلفة، حيث أن هذه الروبوتات «يمكنها أن تتنفس وتنزف وتبدي استجابة لطرق العلاج المختلفة».
في هذه الأثناء، يعمل العلماء على تطوير جيل جديد من «الإنسان الآلي» لن يكون في حاجة للبرمجة أو التوجيه، حيث ستتوفر لديه القدرة على التعلم من البشر وتقليدهم، ويعتمد تطوير «الروبوت» الجديد على مبدأ «شاهد وتعلم» حيث سيتعلم «الإنسان الآلي» من المواقف التي تواجهه خلال عمله.
وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية فإن الإنسان الآلي الجديد سوف تكون لديه القدرة على التعلم بواسطة الأنظمة الصناعية المعتادة أو الأنظمة الطبيعية على حد سواء، أي يمكن أن تتم برمجته سلفاً أو تركه يتعلم من البشر حوله.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي تمكنت روسيا من ابتكار إنسان آلي جديد يعمل في المجال العسكري ويمكن التحكم به عن بعد، وهو عبارة عن جندي عسكري جديد ينضم إلى صفوف الجيش الذكي الذي تعمل روسيا على تأسيسه.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن رئيس إدارة الاختراعات في وزارة الدفاع الروسية العقيد أوليغ بومازويف قوله إن الروبوت القتالي مزود برشاش «كورد» الثقيل عيار 12.7 ملم، ورشاش الدبابة «كلاشينكوف» عيار 7.62، فضلا عن قاذف القنابل الأوتوماتيكي «آ غي – 30 إم».
ويتم الاتصال بالروبوت بواسطة لوحة كمبيوتر للتحكم عن بعد لمسافة تصل إلى 20 كيلومترا، علما أن مركز قيادة الروبوت يمكن أن ينصب في داخل عربة جيب.

أزمة البطارية

وأمضى العلماء والباحثون العام 2017 في البحث عن حل لأزمة البطارية في الهواتف الذكية، حيث ابتكروا في كانون الثاني/يناير، أي في مطلع العام بطارية خارقة تعمل على تحويل البكتيريا الموجودة في مياه الصرف الصحي القذرة إلى طاقة، ما يجعلها مصدرا للطاقة الرخيصة، ويمكن تصنيعها بسهولة لتوفير الطاقة للعديد من الأجهزة الموجودة في الأماكن النائية.
واللافت في البطارية أنها ورقية قابلة للطي، وهي أحدث مثال على ما يعرف باسم «البطاريات الحيوية» والتي تقوم بتخزين الطاقة المولدة من المركبات العضوية، ويتم إنشاء طاقة هذه البطارية الجديدة من خلال البكتيريا المتواجدة في مياه الصرف الصحي.
ولاحقاً، تمكن مخترع شاب من ابتكار مولد كهربائي يستمد الطاقة من جسم الإنسان، في مسعى إلى مساعدة مستخدمي الهواتف المحمولة، على البقاء متصلين بأجهزتهم قدر الإمكان.
والطريقة الفريدة تقوم على أساس أن يُمسك المستخدم بمولد كهربائي صغير ذي شكل كروي في يده ثم يقوم بتحريكه لأجل توليد الطاقة، ويتم وصل الجهاز الصغير بالهاتف عبر كابل عادي لأجل تزويده بالطاقة التي يتم توليدها من حركات اليد.
وتمكن باحثون من جامعة لندن مؤخراً، وبالتعاون مع شركة «نوكيا» العالمية، من تطوير تكنولوجيا تتيح شحن بطارية المحمول بواسطة الموجات الصوتية. وحسب هذه الفكرة فانه سيصبح بمقدور مستخدمي الهواتف المحمولة إعادة شحن هواتفهم من خلال الصراخ عليها، وكذلك الاستفادة من الضجيج حولهم، حيث يكون المحمول بحوزة الشخص في السوق أو الشارع فيستفيد من الضجيج في شحن هاتفه.

أبرز ابتكارات 2017: طائرات خارقة جديدة و«الروبوت» يغزو العالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    ” وكشفت الشركة التي ابتكرت هذه التكنولوجيا أن الطائرة التي يجري تطويرها سيمكنها نقل 150 شخصاً في رحلات لا تتجاوز 480 كم، دون استخدام الوقود، ما يقلل من تكلفة السفر بشكل كبير. ” إهـ
    هذه الطائرة لا تستطيع قطع المسافة بين أوسلو وستوكهولم البالغة 550 كم !
    وهناك أيضاً مخاطر الجو من تغييرات بالرياح أو مشاكل تقنية بالمطارات بحيث أن الطائرة قد لا تتمكن من قطع حتى 400 كم !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول Mhyub:

    انظروا إلى اين وصل تطور العالم لخدمة البشرية والعرب أفضل واحد فيهم يصنع مفخخة ليقتل ابنا مدينته حتى ينال الحرية الديمقراطية تفكروا إلى اين وصل تخلف الشعوب العربية . أحد المحللين المصرين يقول الشعوب العربية لو اختفوا من الخارطة هل يتأثر العالم بفقدانهم لا شي على إطلاق وكان الغرب يستطيع يقضي عليهم . لاكن الغرب ابقاهم على قيد الحياة حتى يستهلوا منتجاتهم ويجربوا اسلحتهم فيهم .

إشترك في قائمتنا البريدية