أبناء الأردنيات مع ترامب «إبن الألمانية» وسر «المستحيل» الفلسطيني وثورة العسكر ضد الشعب في مصر

سأله مراسل «الجزيرة» في عمان، وهو يلتقط أنفاس النرجيلة بدون إكتراث: ما هو رأيك بانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية؟ العجوز الأردني تنهد وبدا غير مكترث إطلاقا وسحب نفسا عميقا، وقال إن ترامب مثل أخته هيلاري.. كلهم ضدنا وضد فلسطين وكلهم مع ربيبتهم إسرائيل.
 كاد الرجل أن يطرح ذلك المثل الشعبي الشهير على الهواء مباشرة عن «شهاب الدين وأخيه»، لكن المراسل الذكي تدارك الأمر مع إبتسامه مكتومة.
 غرق المحللون العرب وغرقت معهم الفضائيات العربية في التحليل والقراءة والتعمق والتحدث عن «الزلزال».. بدا وكأن عواصم العرب، التي تغرق في حساباتها الصغيرة مؤثرة أصلا في المشهد أو ستؤثر فعلا بالقرار الأمريكي أو حتى أنها قادرة على التحليل.
أحدهم حاول «أردنة» الرسالة فقرر مخاطبة الكاتب الصحافي الزميل طارق مصاروة بالعبارة التالية : «للعلم ترامب مهاجر ألماني وزوجته مهاجرة سلوفينية».
طبعا صاحبنا يرغب بالرد على مقال الكاتب الذي طرح السؤال التالي: المجرم قاطع رأس أمه في عمان…هل هو أردني أم «إبن أردنية»؟ طبعا المقصود التذكير بإبن الألمانية الذي أصبح زعيما للعالم.
كل ما في الحكاية أن العم «أبو علي» ونقصد كاتبنا المصاروة يريد أن يهتف ضد المبادرة البرلمانية، التي أنجزت حقوق ومزايا أبناء الأردنيات.. الشعب أسقط المبادرة في الانتخابات الأخيرة .. هذا ما قاله مرشح انتخابي كان يتحدث في كواليس محطة «جو سات» مسقطا أنه وقبل فترة قصيرة استرسل في عرض حيثيات «تزوير» الانتخابات في بلدته مما أخرجه من اللعبة.
عموما للتطمين فقط المبادرة ما زالت على قيد الحياة، وقد لا تموت..الانتخابات مجرد محطة ونصيحة لكل من يخطب ضدها على الشاشات التريث وترقب المحطة التالية.

من أبوين عثمانيين

 نعود لترامب وزوجته عارضة الأزياء الممتشقة، التي خصصت «سي أن أن» وصلة إخبارية خاصة بها لنقول: لا يهم الأصل والمنبت في الديمقراطيات، فعارضة الأزياء التي أصبحت اليوم سيدة البيت الأبيض حصلت على الجنسية الأمريكية عام 2006 فقط وما زال بيننا كأردنيين من يقول «الجنسية لمن ولد لأبوين عثمانيين».
لسبب أو لآخر يحب بعض الأردنيين التدقيق في دفاتر العائلة والأصول والمنابت أكثر من «عيونهم».. زميل لي شاركني في حوار تلفزيوني على قناة «جو سات» فهمت منه أنه يؤيد منهجية «المواطنة»، شريطة أن لا تشمل اللاجئين الفلسطينيين.. آخر عالج الدعوات العلنية لحل مشكلة أبناء قطاع غزة في المملكة باقتراح مفيد وهو اعادتهم إلى القطاع بلدهم الأصلي فورا.
 رحبت بالاقتراح، وقلت له ما يعني…«إيدي بحزامك»… كيف نحقق ذلك؟
طبعا ذكرتنا حتى محطة «سكاي نيوز» ومعها «العربية» بأصل ومنبت الرئيس الجديد ترامب وسمعت مراسل «الجزيرة» في برلين وهو يقلب بدوره دفتر عائلة ترامب وجذوره الألمانية، مشيرا الى أن أبناء عمومة الرجل ما زالوا في إحدى مقاطعات الشمال الألماني وهو – حسب الزميل المراسل – واقع اجتماعي لم يدفع وزيرة الدفاع الألمانية اليمينية للترحيب بفوز «ولد العم»، وعلى العكس تماما اعتبرت فوزه «كارثة حقيقية».

المستحيل الفلسطيني

نحن فقط دون بقية شعوب الأرض مسكونون بهواجس الأصل والمنبت بيننا بشر ولدوا وماتوا في أرضنا ونعتبرهم «بدون».. حتى في فلسطين سمعت قياديا كبيرا يعرف «المستحيل» كالتالي: لا يمكن لأي من أبناء قطاع غزة تسلم السلطة في الضفة الغربية ولا في حال من الأحوال!
كنت أتمنى لو كان المستحيل في قياسات صاحبنا هو «دوام الإحتلال الإسرائيلي».
الطريف في هذا التعريف «الثوري» أنه لا يخجل من الحقيقة.. إسرائيل تحتل الضفة وتحاصر غزة، وفلسطين كلها قيد الإستعمار ومستوطنات نابلس تستهدف عمان ومكة وبغداد، وسفير إسرائيل الأسبق في عمان لا يتردد وهو يخبر رئيس وزراء سابق التقاه بالصدفة في مطار واشنطن بما يلي…«وضعنا المنطقة برمتها على جهاز «الطيار الآلي».
طبعا جزء من المشهد، الذي يخدم الطيار الآلي الإسرائيلي هو خطاب دولة الخلافة، التي تريد قتل جميع الناس وتدمير كل الدول السنية والشيعية والعلمانية، دون أدنى إشارة للتفكير في تدمير الإحتلال الإسرائيلي.
شخصيا تابعت انتخابات الرئاسة الأمريكية ولم أسمع ولو معلقا أمريكيا واحدا فقط يتحدث عن الأصل الألماني للرئيس الجديد… فقط نحن العرب وأصحاب بلاد الشام شغوفون في مثل هذا التتبع المريض لأصول الجميع .. حتى مراسلو شبكاتنا التلفزيونية يتورطون في الحكاية نفسها.
وفي حكاية أخرى أدهشتنا محطة «القاهرة والناس» وهي تهتف عمليا ضد أخطاء نظام السيسي، وتجتهد في الوقت نفسه في البحث عن أي أدلة تثبت بأن قصة «ثورة الغلابة والجياع» مجرد فيلم هندي على أساس أن من خرجوا في اليوم الموعود مجرد عاطلين عن العمل وفي بعض القرى، أما ميدان التحرير وسط القاهرة  فاحتشدت فيه كل قوات الأرض وتحول لثكنة عسكرية وكأن العسكر يتظاهرون فعلا ضد الشعب!
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

 

أبناء الأردنيات مع ترامب «إبن الألمانية» وسر «المستحيل» الفلسطيني وثورة العسكر ضد الشعب في مصر

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    لا تقلْ أصلي وفَصلي أبداً إنما* * * أصلُ الفَتى ما قـد حَصَلْ
    ‍قدْ يسودُ المرءُ من دونِ أبٍ * * * وبِحسنِ السَّبْكِ قدْ يُنقَى الدَّغّلْ
    ‍إنـما الوردُ منَ الشَّوكِ وما * * * يَنـبُتُ النَّرجسُ إلا من بَصَلْ
    – للشاعر ابن الوردي –
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامح //الاردن:

    *الذي ينشغل بالاصل والمنبت فقط
    هو المتخلف والجاهل وهذا للأسف
    ينطبق علينا نحن (العرب)..؟؟؟!!!
    *(ترامب) هذا الطبل الأجوف سوف يتغير
    تدريجيا بإرادته او رغما عنه.
    سلام

  3. يقول ابو عرب - الاردن:

    نحن نعيش الان تماما كمرحلة زوال ملك العرب من الاندلس.
    العرب الى زوال من الجغرافيا بعد ان زالوا من التاريخ.
    ان نظرة سريعة للتاريخ يخبرك ان العرب جميعا عاشوا تحت الاحتلال او في نظم استبدادية طوعت الدين حتى اخرجته عن ما بشر به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في طبعة اسلامية هزيلة انتجت امة هزيلة داعشية في باطنها ، فارغة في عقلها وفكرها امتدت في ظلامها طيلة قرون.
    للاسف . نحن نشهد زوال العرب كامة ولا حول ولا قوة الا بالله.

  4. يقول خليل ابورزق:

    الحديث عن الاصل و الفصل موجود في كل ثقافات الشعوب و لكنه غالبا ما يكون مثل الحديث عن فرق كرة القدم او الاكلات الشعبية.
    المشكلة في الاردن انه خطاب رسمي تعتمده الحكومة في المعاملات و التعاملات و المفارقة ان الخاسر في هذا الخطاب هو من يدفع الضرائب.
    العشائرية تنظيم ما قبل الدولة الحديثة و تختفي في المدن الرئيسية بشكل طبيعي اما دولنا فهي تحييها وتعيدها حتى الى المدن و لكن بدون اسنانها الحقيقية و بامتيازات تافهة على ان تستعملها يوما ما

  5. يقول م. خليل حياصات الاردن:

    السيد بسام المحترم
    ارجو التكرم بالعلم ان تعريف المواطن الامريكي حسب الدسستور الامريكي : هو كل شخص يولد على الارض الامريكية بغض النظر عن اصل او مولد الوالدين ويتمتع بكافة الحقوق المدنية والسياسية ويحق له ان يعلو المناصب السياسية والحكومية.ويعتبر مواطن درجة( أ) ويحق له الترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية. اما الامريكي المتجنس وهو المواطن الامريكي الذي حصل على الجنسية الامريكية عن طريق الزواج من فتاة امريكية او من شاب امريكي(للفتاه) او بالهجرة المباشره بحيث يتمتع بكافة الحقوق المدنيه ولايحق له ان يعلو المناصب السياسية والحكومية ولايحق له الترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية.ويمنح له جواز سفر امريكي لا يعطية الحمايه من المساءلة من دولة الذي ولد فيها أصلا.

    للعلم وشكرا

  6. يقول Dr. Naser Meqbel:

    صدقت استاذ بسام, أغلب دول العالم و خاصة الغربية منها, لا تهتم بأصل الشخص بقدر ما تهتم بما ينتج.
    انا مثلاً اعيش في المانيا منذ ١٦ سنة و لم اجد اي تفرقة بيني و بين اقراني مع العلم اننى منذ سنة فقط قررت التقدم للجنسية المانية و التخلي عن الجنسية الاردنية. في المختصر العالم الذي يسعى للتقدم لا ينظر الى اصل الفرد. من منا لا يتذكر عندما احضرت المانيا ملايين الاتراك لإعادة بناء المانيا بعد الحرب العالمية الثانية, وبعد ذالك موجة الهنود المتخصصين بالبرمجة الذين احضرتهم المانيا….
    موجة الهجرة الحالية للاخوة السوريين, تحاول المانيا الإستفادة منها بإعادة تأهيل اللاجئين للدخول الى سوق العمل. بعض الاخوة الاجئين الذين تحدثت معهم في احد مخيمات اللجوء و الذي اساعد فيه بشكل تطوعي يرى في عملية إعادة التأهيل إبتزاز لوضع اللاجئ!!!! الفكرة الخطأ عن المانيا هي ان هذا للبلد الجنة, بالمثل لعربي (اكل و مرعي و قلة صنعة). وهذا خطأ فادح لانه كما يعرف الاخوة المقيمين في الدول الاوربية بشكل عام, انه لا تسطيع الحصول على دعم الدولة اذا لم تكن منتجاً لفترة معينة. في نهاية المطاف, ميركل لاتدفع لي من جيبها الخاص عندما اكون عاطل عن العمل, وانما يتم دعمي من الضرائب التي كنت ادفعها عندم كنت منتجاً. للاسف الشديد الكثير من لأخوة اللاجيئن لم يستوعب تلك المعادلة البسيطة و يظنون انا الدولة مسؤلة عنهم حتى وان لم يعمل و لا يعلم انني و غيري من دافعي الضرائب هم من يدعمهم و ليس من جيب ميركل. لا اقول هذا لاتمنن على الاجئين و لكن هذه االمعادلة التي يجب يعرفها الجميع.
    اعرف انني خرجت عن موضوع المقال للاخ بسام, و لكن الحديث بالحديث يذكر حيث ان العملية مترابطة جداَ.

    د. ناصر مقبل, جيوفزيائي من كوكب الارض

  7. يقول ناديا:

    نحن لسنا قضاة على هذه التعيس الذي قام بهذه الفعلة البشعة لان الكل اخطا والجميع اعوزهم مجد الله .

  8. يقول ويكليكس العرب0 ايلياء:

    الى من يتحدثون عن الاصل والفصل اكثر ناس اهتموا بها من قال فيهم الله تعلى 0 انا فضلناكم على العالمين0 ولكن فهموها خطأ انهم من طينة اخرى وعجينة مختلفة عن الناس وتأتى الاية0 قال ومن ذريتى قال لاينال عهدى الظالمين 0 وما زالوا حتى اليوم يعتقد بن يامين نتياهو المجرم كبنيامين اخا يوسف لامه واباه السبط العابد الصالح ولهذا السبب اليهودية سبقت النصرانية والاسلام بمئات السنين واتباعها لا يزيدون عن 16 مليون فى حين اتباع الديانتين يزيد عن مليارين لكل منهما فهم محافظين منعزلين عن اى امة عاشوا بينها وهذا ما اوجد شئ اسمه عنصرية وقد تسرب الى امتنا مع الاسف شئ منها فهناك العصبية القبلية عند الجاهلية وعندنا من ادعى بانه من ال البيت لاكل اموزال الناس بالباطل ومنهم من قدسهم وعبدهم وقد اعطى الله بقرانه امثلة بابن نوح وابا ابراهيم وقد كان له امثلة على اخطاء الانبياء انفسه ومنهم من قتل وغفر الله له فان كان هذا حال الانبياء فكيف بذريتهم وكلكم لادم وادم من تراب واكرمكم عند الله اتقاكم0 ولا فرق لعربى على عجمى الا بالتقوى
    اما من قال بالعرب فان الله تعلى من على هذه الامة بنعمة القران جعله لسانا عربيا اما عندما كنا عرب كنا تابعين للفرس والروم وعندما اصبحنا عرب فتابعين للشرق والغرب اما عندما تحول اسمنا لشئ اخر حكمنا العالم 1400 عام اقصد العالم القديم وحملت اموال الدولة لتبحث عن محتاج فلم تجده فى اكثر من مناسبة وعندها كان ميزان التخيير تقوى الله وعندها اقسم احدنا على اتطأ قدماه ارض الصين فبعثوا له ترابها يدوسه برا لقسمه فكل مانفتقده توفر لنا من حرية واستقلال وكرامة وعزة فى ظل شئ اسمه الاسلام اما ترامب لقد قرف حتى طفل الامريكى تسلط مال صهيون على رقاب الدول بالعالم فكيف يرى رئيسه اوباما يجلس كطفل الروضة اما عنجهية وصلف وعجرفة نتنياهو وضع اللوبى الصهيونى كل وزنه مع هيلرى اما ترامب فليس اسير دعمهم له فى حملته وهو رجل اعمال يعمل بالتجارة وهومجال الصهاينة فاكثر انسان يعرفهم ويعرف كيدهم ففى حملته وعد باعادة مجد امريكا وذكر ديونها لبنك روتشيلد الصهيوني ووعد بمحو الفقر ببلاده والبطالة وقال امريكا اولا وليس كمن سبقه من الؤساء تل ابيب اولا وغير بعيد ان يكون ترامب يهودى بعقيدته ولكن ما ظهر حتى الان وطنيته لبلده ووطنه امريكا ترجح على ديانته فاليهود عامة يتمسكون بيا بنى اسرائيل المفضلين كقومية

  9. يقول عليان//الأردن:

    يابن العم بسام البدارين مقالك ممتع ومحشو بالمعلومات
    و..و..ومفيد أيضاٌ. والذي شدّ إنتباهي كيف أن إبن الذين ترامب زوجته يادوب حاصله علي الجنسيه الأمريكيه وأصله معروف من أين ويتكلم ويهاجم المهاجرين وكأنه أبو أمريكا وكأن الله خلق أمريكا له وحده ولكل يعلم أن أمريكا دولة المهاجرين وبنيت من قبل المهاجرين ؟؟؟؟

  10. يقول عليان//الأردن:

    يابن العم بسام البدارين مقالك ممتع ومحشو بالمعلومات
    و..و..ومفيد أيضاٌ. والذي شدّ إنتباهي كيف أن إبن الذين ترامب زوجته يادوب حاصله علي الجنسيه الأمريكيه وأصله معروف من أين ويتكلم ويهاجم المهاجرين وكأنه أبو أمريكا وكأن الله خلق أمريكا له وحده ولكل يعلم أن أمريكا دولة المهاجرين وبنيت من قبل المهاجرين الذين قدموا من جميع أرجأ المعموره ؟؟؟؟

إشترك في قائمتنا البريدية