تقرير تلفزيوني ممتاز ومثير للاهتمام قدمته «فرانس24» في برنامج «مراسلون» تحدثت فيه عن «أسطورة» صنّعها العراقيون في مواجهة «داعش»، عن شخصية حملت اسم أبو عزرائيل، وقد اعتبر كثيرون أنه يستلهم في صورته المسلحة وعضلاته المفتولة رامبو الأمريكي. القناة صورت أبو عزرائيل على جبهات القتال مع «داعش»، ولأول مرة في منزله ومع أطفاله.
أكثر ما يلفت أن الرجل، وهو متطوع للقتال في قوات «الحشد الشعبي»، كتائب علي بن أبي طالب، ولا صفة رسمية عسكرية له، حين وصل الجبهة تهافت ضباط الجيش العراقي وجنوده لالتقاط صور معه. وحين تعرّض المكان لرشقات من الرصاص فإن الجيش وقف جانباً فتقدم أبو عزرائيل وبعض أصحابه للقتال. أما في منزل أبو عزرائيل فالسيادة والقبل لصور الخميني، والأمل هو انتصار «الإخوة الحوثيين». وإذا أمر المرجع بالذهاب إلى السعودية، أو للقتال إلى جانب الحوثيين، فإن أبو عزرائيل على الأهبة.
ينجح التقرير، من دون أن يتكلّف لغة صدامية، في تقديم صورة أبو عزرائيل الواقعية، كممثل لطائفة، يقدم نسخة من الجهاد الشيعي، والتعبير حسب التقرير نفسه، كمقاتل تدرب على يد «حزب الله» وإيران، قاتل الأمريكيين في مرحلة سابقة، ثم بات اليوم يقاتل بدعم منهم. لا ينسى التقرير أن يمر على مثال حي لتجنيد «الحشد الشعبي» للأطفال في الحرب.
من تسنى له رؤية تقرير «فرانس24»، وفيديوهات أخرى عن أبو عزرائيل تملأ الـ «يوتيوب»، سيدرك أننا أمام رمز طائفي مئة بالمئة، من دون أي تقنّع أو تمويه؛ العصبة السوداء على الرأس وقد كتب عليها «يا زهراء»، السخرية من مناطق بعينها، باعتبارها «حواضن داعش» كما سماها رامبو العراق، والأمثلة كثيرة.
لعل التقرير، أكثر من أن يكون أعطى فكرة عن مواجهة العراق لـ «داعش»، قد يكون أعطى نموذجاً في كيفية ولادة وازدهارها. ولكن من قال إن أبا عزرائيل وحشده أقل داعشية؟!
حمامة يابانية
شخصية كرتونية يابانية تدعى «أيزيس تشان» تحارب «داعش» على طريقتها. هي فتاة عشرينية ملثمة ذات عيون خضراء وشعر داكن، ترتدي ملابس سوداء كأنما لتؤسس نسخة مضادة وجميلة من مفردات «داعش» نفسها، لكن السكين التي تحملها ايزيس تشان هي لتقطيع البطيخ ليس إلا. والبطيخ هو أقرب إلى شكل القنبلة، لكنه ليس سوى بطيخ، وهذه محاكاة ساخرة أخرى لعوالم «داعش».
الرسوم الكرتونية اليابانية تجابه عنف «داعش» على «تويتر»، بمبادرة من قراصنة يريدون مجابهة إعلام «داعش».
«أيزيس تشان» نموذج فاتن فعلاً، وبالغ اللطف. حقاً «إن الثيران والدببة لا تستطيع أن تحطم باب القدر، ولكن قلب حمامة قد يستطيع».
خلف الأسوار
في مختلف وسائل الإعلام الفرنسي كان الحدث الشاغل أخيراً هو إجازة الملك السعودي وإغلاقه، مع رجاله الألف، شاطئاً بحاله في الجنوب الفرنسي، إلا في برنامج «هي الحدث»، فقد كانت تظاهرة نسائية لخمس نساء عاريات الصدور في احتجاج على شكل زيارة الملك هي الحدث.
لم يعرف أحد بعد ما هي ردود فعل الملك ورجاله الألف على احتجاجات من هذا النوع، وإن كان يطيب الإستجمام أساساً على هذه الحال! ربما نحن بحاجة إلى فيلم تسجيلي يجري تصويره خلف الأسوار ليكشف لنا ذات يوم كيف كانت ردود الفعل المواكبة للاحتجاجات، وما كان يجري خلف الستائر والشبابيك. أما الآن فيمكن للمخيلة وحدها أن تسعفنا.
جريمة تجميل
للبرقع، أو الخمار، وظائف عديدة ليست دينية بالضرورة. سمعنا عن جرائم ارتكبت تحت ستار الخمار، غير أن العارضة الشهيرة جيزيل بندشن التقطتها كاميرات المصورين «الباباراتزي» متنكرة بالبرقع أثناء دخولها إلى محل تجميل شهير. إنها «جريمة تجميل» تحت ستار الخمار. لكن ما من جريمة كاملة، فالعارضة نسيت أمرين؛ الصندل الذي أبرز قدمها الفاتنة تحت البرقع، والسائق الذي بات وجهه معروفاً للمصورين، ربما كان عليه هو الآخر أن يرتدي البرقع.
قطط سوداء في لبنان
اعتدنا لسنوات طويلة على تميز وذكاء مصمم الإعلان اللبناني. يمكن أن نعد عشرات الإعلانات الطريفة والمؤثرة. غير أن ذلك لم يترجم في مصائب اللبنانيين الكبرى إلى حملات إعلانية على المستوى ذاته من الذكاء، خصوصاً في مواجهة أزمة النفايات الأخيرة.
يتذكر المرء إعلاناً جرى بثه منذ شهور بخصوص «اللوتو» (اليانصيب)، حين جمعت القطط السوداء من لبنان، حيث ينظر إليها باعتبارها نحساً، إلى نيوزيلاندا حيث يعتبرون هناك (وأيضاً على ذمة الإعلان نفسه) أن القطط السوداء مجلبة للحظ الحسن.
كان ذلك الإعلان ذكياً وباهظ الكلفة، سواء قام فعلاً بحملة جمع القطط السوداء، أو أنه أوحى بذلك، عبر صياغة إعلان هو أقرب إلى ريبورتاج تلفزيوني.
اليوم يبدو خيال المصمم الإعلاني وكأنه قد نضب. كأن النحس قد ضرب المدينة من جديد، أو أن القطط السوداء قد عادت وتسربت إلى موطنها الأصلي. فلا عناوين لافتة لحملاتهم الإعلانية، ويبدو أن حمى السياسة تضرب كل شيء، وتستثمر في كل شيء، من تقارير الوزير وائل أبو فاعور، إلى كارثة النفايات.
هناك مهمة ملحة عند لبنان، والمصممين اللبنانين عنوانها ترحيل القطط السوداء من جديد.
كاتب من أسرة «القدس العربي»
راشد عيسى
شكرا يا أستاذ راشد على منوعاتك الهادفة
ولا حول ولا قوة الا بالله
أبو عزرائيل الشيعي يقاتل مع صديقه عمر السني ضد داعش من أجل تحرير العراق والعرب من خلفهم
رأيت التقرير… ولا ادرى كيف حكمت عليه انه طائفى ..ربما كان من الاحسن ان يبقى فى منزله او يمارس الرياضة من اجل المشاركة فى بطولات رياضية
لقد شاهدنا التقرير ولنا رأي مخالف لكاتبنا العزيز ، وليس بالضرورة ان نتفق معه دائما ، ابو عزرائيل يتغنى بالوطن وبالعراق للجميع ويقول دائما انا سني انا شيعي ، كردي ، عربي ، مسيحي يزيدي وسأطحن الدواعش التكفيرين طحنا وياأهلا وسهلا بالموت من اجل الدفاع عن الوطن ، فأين الخطيئة في ذلك . الخطأ لدى الذين غرر بهم. و تَرَكُوا الاوطان ترزح تحت مختلف المعاناة والكوارث وانضموا الى الدواعش لأسباب طائفية مقيتة وبحتة في محاربة العراقين، فهناك ألوية كردية ومسيحية وقبائل سنية وشيعية والجميع مهدد من داعش والوطن للجميع واذا غرق غرق الجميع ، حان الوقت ان نقف الى جانب الشعب العراقي الواحد دون تمييز
ابو عزرائيل دائما ينادى بالاخوة الشيعية السنية و وحدة العراق ، و يدعو لمحاربة اعداء الشعب العراقى ، و يظهر مع صديقه عمر السنى متعانقان و يقاتلان معا ، و يسخر من الدواعش و التكفيريين و يتوعدهم
كيف حكمت على الرجل بالطائفية ؟؟؟؟؟