أبو ليلى: أمريكا تقطع الطريق على خطة عباس والغرب والعرب لن يعيدوا الإعمار بوجود خلافات

حجم الخط
0

رام الله ـ «القدس العربي»: كثيرة هي المعضلات التي تواجه الفلسطينيين في المرحلة المقبلة، فمن المسار السياسي المعقد، الذي يبدو أن الولايات المتحدة بدأت تعيقه فعلاً، إلى قضية إعادة الإعمار التي تواجه إشكالات عدة عربية وفلسطينية وحتى غربية، كما هو حال مفاوضات القاهرة واستكمال الاتفاق بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتبيت وقف النار، والخروج باتفاق بحجم الدم الفلسطيني الذي سال وقت العدوان.
على الجانب السياسي، قال قيس عبد الكريم «أبو ليلى» نائب الأمين العام للجبهة الديمقطراطية لـ «القدس العربي»إن من الواضح أن الموقف الأمريكي الذي أُبلغ به الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، واللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة، يقطع الطريق امام الفلسطينيين، في إمكانية اتخاذ إجراء من مجلس الأمن الدولي، لإنهاء الاحتلال وفق جدول زمني محدد، وفق الخطة الفلسطينية الجديدة.
وهو يعتقد أنه لا يجب إضاعة الوقت في هذه المحاولة التي ولدت ميتة إلى حد ما، لأنها ستواجه الفيتو الأمريكي بكل تأكيد، وبالتالي المطلوب من القيادة الآن، اتخاذ مجموعة من الخطوات التي تم بحثها، لتوليد مناخ دولي ضاغط في كافة مراكز القرار الدولية، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أبو ليلى أن هذه الخطوات هي التقدم نحو ما تبقى من مواثيق دولية للانضمام لها، وتحديداً تلك المعنية بإنفاذ القانون الدولي، وأهمها ميثاق روما، ومحكمة الجنايات الدولية، لمحاكمة إسرائيل ومجرمي الحرب فيها، «ولمزيد من الضغط على الاحتلال، لجلائه عن أرضنا الفلسطينية المحتلة».
لكن الأهم فلسطينياً كما يصفه أبو ليلى، هو مراجعة كل العلاقات الفلسطينية مع إسرائيل كدولة احتلال، «خاصة الاتفاقات المجحفة التي فرضت علينا، وتحديداً الأمنية منها والاقتصادية، وهو أمر واجب الحدوث في ظل التعنت الإسرائيلي في كل شيء».
أما على الجانب الآخر، وهو ما بعد العدوان على غزة، وبالأخص استكمال مفاوضات القاهرة، أكد عبد الكريم أن الجديد في الأمر إبلاغ المصريين للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أنهم «أي المصريين»، بصدد تحديد موعد استكمال المفاوضات، وهو على الأغلب في الأسبوع الثالث من شهر أيلول/سبتمبر الحالي، وبغض النظر عن التصريحات السلبية التي خرجت من نتنياهو وغيره حول استكمال المفاوضات، إلا أن المصريين أكدوا استعداد الجانب الإسرائيلي للحضور للقاهرة للتوصل إلى اتفاق شامل.
ويبدو أن الملف الأصعب فلسطينياً، في الوقت الحالي، هو إعادة إعمار قطاع غزة، وما دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان، وعدوانان آخران سبقاه، خاصة أن الأمر مرتبط بشكل وثيق، في الخلافات الداخلية الفلسطينية، والأموال العربية والوضع السياسي المتدهور إقليمياً، كما هو الحال بالنسبة للأموال الغربية التي لها شروطها.
وبحسب الصحافي محمد دراغمة، فإن الدول الغربية غير متحمسة لتقديم المال لإعادة الاعمار، وهي تقول: «نحن لا نستطيع أن نمول الاحتلال وحروبه التي لا تنتهي، ولدينا حروب ودمار في كل بقاع العالم، ولدينا مشكلات مالية واقتصادية في دول الاتحاد الاوروبي نفسها».
أما إسرائيل من جهتها فتقول: لن نغير قواعد الحركة على المعابر بما يسمح بحرية تدفق السلع والافراد لأسباب أمنية، فالسلع مثل الاسمنت والمعادن والكيماويات، قد تستخدم في التصنيع العسكري، وبالتالي يجب فرض رقابة دولية محكمة، على استخداماتها في القطاع، وحركة الأفراد لن تكون مفتوحة إلا وفق تقديراتنا الأمنية، وهو ما يعقد المشهد أكثر.
وفي ما يتعلق بالخلاف الفلسطيني- الفلسطيني: فإن العالم لن يقدم مالاً لإعادة الإعمار، إلا بوجود السلطة، والسلطة تريد سلطة كاملة، و»حماس» تريد حصة كبيرة في السلطة، والسلطة لديها شروط لشراكة «حماس»، أولها أن لا تتفرد الأخيرة بقرار الحرب مرة أخرى، وحماس تقول: ما هو مبرر وجودي في السلطة، إذا لم أحارب مرة أخرى وثالثة ورابعة.
على الجانب السياسي الإسرائيلي، هناك اختلافات كثيرة كذلك الحال، حيث تعتقد وزيرة القضاء في الحكومة الإسرائيلية، تسيبي ليفني أنه «من الخطأ أن لا تنتهي عملية «الجرف الصامد» بسلسلة من الترتيبات المشتركة مع المجتمع الدولي، والدول العربية المعتدلة، والسلطة الفلسطينية، وبتجديد مفاوضات السلام.

فادي أبو سعدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية