أجهزة الأمن المصرية تعتقل المدوّن وائل عباس ضمن «حملة شريرة»

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: اعتقلت الأجهزة الأمنية المصرية، فجر أمس الأربعاء، المدون والصحافي الشهير وائل عباس.
إذ اقتحمت قوة من أجهزة الشرطة المدججة بالأسلحة منزل أسرة عباس، دون إظهار إذن نياية أو إعلان أسباب، وقامت بتعصيب عيني عباس واقتادته بملابس النوم إلى جهة غير معلومة، بعدما استولت على أجهزة الحاسب الآلي والتليفونات وعدد من الكتب وأشياء عديدة خاصة به.
«الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، وهي منظمة مصرية غير حكومية، قالت إن «السلطات المصرية تواصل حملتها البوليسية الرامية لإسكات كل الأصوات المنتقدة من خلال فبركة قضايا ضدهم بهدف الانتقام منهم وتكميم أفواههم».
واعتبرت أن «اختطاف أجهزة الأمن للمدون وائل عباس، يمثل آخر حلقات هذه الحملة الشريرة».
واتهمت المنظمة الأجهزة الأمنية المصرية بـ«ضرب قوات الشرطة بالدستور والقانون عرض الحائط، بدءاً من تعصيب عينيه وعدم إبراز أمر النيابة بالقبض عليه وحرمانه من الاتصال بمحامي الشبكة العربية الموكلين عنه، وصولاً إلى اقتياده لمكان مجهول».
وعبرت «عن أسفها لأن تعلن أن ظروف اختطاف وائل عباس تشبه اختطاف المدون الساخر شادي ابو زيد منذ أيام، ومن ثم فمن المتوقع أن يتم مد الصحف الموالية بمادة للنشر تستهدف التشهير به، كنتيجة لغياب دولة القانون في مصر».
وقالت البوابة الإلكترونية لصحيفة «الأهرام» إن «أجهزة الأمن ألقت القبض على عباس، الذي «يتبنى أجندة وتوجهات ومخططات ودعوات تنظيم الإخوان من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي».
وعباس كان ضحية العديد من القضايا الملفقة إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وصلت لحد محاكمته مرتين في قضية واحدة، حصلت الشبكة العربية له على البراءة فيهما، لكن العداء استمر ضده نتيجة آرائه المعارضة وانتقاداته الحادة والساخرة.
وأكدت الشبكة العربية، باعتبارها المؤسسة القانونية الموكلة للدفاع عن عباس، أن «اختطافه من منزله يدحض أي تلفيق بأي فعل قد ينسب له، حيث اشتهر بأنه صاحب كلمة ناقدة وآراء معارضة، وهو أمر لا يجرم أو يتم الانتقام من صاحبه سوى في الدول البوليسية، فالرأي ليس جريمة والنقد ليس مخالفة».
ويعتبر وائل عباس مدونا شهيرا، له مدونة شهيرة تحمل اسم «الوعي المصري»، لعبت دورا قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011 في نقل فعاليات المعارضة. كما كشف من خلالها عن وقائع تعذيب داخل أقسام الشرطة المصرية جرى تصويرها بكاميرات المحمول، كان أشهرها واقعة اغتصاب مواطن يدعى عماد الكبير على يد ضابط يدعى إسلام نبيه في قسم شرطة بولاق الدكرور في القاهرة.
وحصل على عدة جوائز عالمية في مجال الصحافة الإلكترونية ومكافحة الفساد، منها جائزة «هيلمان هاميت» لحقوق الإنسان من منظمة «هيومان رايتس ووتش» عام 2008، وجائزة «مصريون ضد الفساد» عام 2005.
وأصدر كتابا العام الماضي ضم مجموعة من المقالات الساخرة عن الأوضاع السياسية في مصر كتبها في الفترة بين 2012 و2016 بعنوان «نظرية الخروج من الطاسة»، وقام بتقديم الكتاب الإعلامي باسم يوسف.
يذكر أن الأجهزة الأمنية المصرية شنت حملة اعتقالات خلال الأيام الماضية طالت شادي الغزالي حرب الناشط السياسي والعضو السابق في ائتلاف شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير، وشريف الروبي المتحدث السابق باسم حركة 6 أبريل، والمدون شادي أبو زيد المراسل السابق لبرنامج «أبله فاهيتا»، وأمل فتحي زوجة مدير المفوضية المصرية للحقوق والحريات، ووجهت لهم اتهامات تتعلق بـ«الانتماء لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة تستهدف تشويه الدولة المصرية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لإثارة البلبلة»، في القضية التي حملت رقم 621/ لسنة 2018.
ويرى نشطاء سياسيون أن القضية 621 لسنة 2018 تستهدف الانتقام من نشطاء شباب شاركوا في الدعوة لثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

أجهزة الأمن المصرية تعتقل المدوّن وائل عباس ضمن «حملة شريرة»
منظمة حقوقية: السلطات تواصل سعيها لإسكات كل الأصوات المنتقدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية