أختتام أعمال مؤتمر المناخ بـ«اختراق تاريخي»

نيويورك(الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: إختتمت أعمال المؤتمر الدولي للمناخ الذي عقد في باريس بمشاركة 196 طرفا (بين دول ومنظمات ومؤسسات) بين 30 تشرين الثاني/نوفمبر و12 كانون أول/ديسمبر وذلك باعتماد المسودة النهائية التي قدمها وزير خارجية فرنسا ورئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في باريس، لوران فابيوس، للاتفاق الجديد حول التغير المناخي للمشاركين في المؤتمر.
وفي خطاب وصف بالمؤثر أثار دموعا وتصفيقا من الحضور، قال رئيس المؤتمر فابيوس إن المسودة الحالية بها بنود تأخذ بعين الاعتبار الاهتمامات الإقليمية الرئيسية. ومن أجل دخول اتفاق المناخ الجديد حيز التنفيذ يتعين أن تعتمد الأطراف المئة والست والتسعون المسودة المطروحة لمعاهدة الأمم المتحدة الإطارية المعنية بالتغير المناخي. وقال فابيوس: «إن لحظة الحقيقة قد حانت. إن الاقتراح المقدم يمكن أن يفخر به جميع المشاركين لدى عودتهم إلى بلادهم».
كما دعا الأمين العام بان كي مون الجميع إلى العمل لإكمال المهمة، وقال إن العالم ينظر الآن في وثيقة «تاريخية» تَـعِدُ بوضعه على مسار جديد لمستقبل منخفض في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وقادر على الصمود أمام التغير المناخي. ومع تقديم مسودة الاتفاق للأطراف من أجل بحثها، قال بان كي مون: «إن النهاية قريبة، فلنكمل المهمة. العالم بأسره يراقب، بلايين الناس يعتمدون على حكمتكم». ودعا بان كي مون الحكومات إلى الحفاظ على روح التسوية، وحذر من أن يصبح السعي وراء الكمال عدوا للصالح العام. وقال بان إن التاريخ قد صنع في باريس باعتماد اتفاق المناخ. وذكر أن ذلك الاتفاق يمثل نقطة تحول حاسمة، ويهيئ المجال لإحراز تقدم للقضاء على الفقر وتعزيز السلم وضمان حياة من الكرامة والفرص للجميع. «لدينا نتائج قوية على مسار جميع النقاط الرئيسية».
وكان مؤتمر المناخ، المنعقد في باريس منذ 30 تشرين الثاني /نوفمبر، اقد إعتمد تفاقا دوليا جديدا للمناخ وصفه مسؤولو الأمم المتحدة بالطموح والعادل والشامل ونقطة تحول حاسمة في رحلة الحد من مخاطر التغير المناخي.
ويدعو الاتفاق إلى العمل لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل أكبر لإبقاء ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي
والاتفاق يجسد التضامن، إنه اتفاق طموح مرن ذو مصداقية ودائم. اتفقت جميع الدول على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين. وبالاعتراف بمخاطر العواقب الجسيمة تكون الأطراف الموقعة على المعاهدة قد وافقت على السعي لجهود الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 مئوية.
وقال بان «لقد استمعتم إلى أصوات الأكثر ضعفا، واعترفتم بأهمية الحد من الضرر والخسائر ومعالجة هذا الأمر الذي يكتسب أهمية خاصة للدول الأفريقية والدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نموا».
ويرحب الاتفاق بالمساهمات المعتزمة المحددة وطنيا التي قدمتها الأطراف من قبل، ويجدد دعوة بقية الأطراف إلى إبلاغ الأمانة بمساهماتها المعتزمة في أقرب وقت ممكن. ويحث الأطراف، التي تشمل مساهماتها إطارا زمنيا يصل إلى عام 2025 على الإبلاغ بحلول عام 2020 عن مساهمة جديدة وأن تفعل ذلك كل خمس سنوات. وطلب اتفاق باريس من لجنة التكيف وفريق الخبراء المعني بأقل البلدان نموا وضع سبل للاعتراف بجهود التكيف في الدول النامية، وتقديم توصيات بهذا الشأن لينظر فيها مؤتمر الأطراف العامل. وذكر الاتفاق أن الموارد المالية المقدمة للدول النامية في سياق تنفيذ الاتفاق يجب أن تعزز سياساتها واستراتيجياتها وإجراءاتها المتعلقة بتغير المناخ في مجالي التخفيف والتكيف.
ويطلب الاتفاق من الأمين العام أن يكون «وديع الاتفاق» وأن يفتح باب التوقيع عليه في نيويورك لمدة عام بدءا من 22 أبريل 2016. كما تقرر إنشاء فريق عامل معني باتفاق باريس ليعد لدخوله حيز النفاذ ولعقد الدورة الأولى لمؤتمر الأطراف.

عبد الحميد صيام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية