سوريا – صدام العبدالله: أختي التي صعقَتْها الكهرباءُ و هي ابنةُ الثّامنةَ عشْرة
لا أتذكّر منها سوى أنّها طلبَتْ منّي حين كنْتُ طالباً ساعة ًيدويّة فاشتريتها لها بخمسٍ و سبعين ليرةً سوريّة ، ارتدَتْها أسبوعاً ثم كانَ ما كان ..
بعد مدّة من وفاتها ذهبْتُ مع أختي الثّانية و أمّي و خالتي
إلى المقبرة لنزورَها و قبل خروجنا ركضْتُ إلى دُرْج الخزانة
و أحضرْتُ ساعتَها .. قلْتُ بروحٍ طفوليّة بريئةٍ لعلّها تحتاجُها
هناك في عالَمِها الرّتيب ، كنتُ مجنوناً لدرجة أنّني أخذتُها معي على الرَّغم من معرفتي بنَفَاد بطّاريَّتِها ..
حين وصلْنا مقبرةَ أجدادي أخرجْتُ السَّاعةَ من جيب بنطالي
و لكنَّني فُوجِئْتُ بأنَّها صارَتْ تعمل ..
* الحكمة التي تعلّمْتُها بعد مرور أربعٍ و عشرينَ سنةً على وفاتها أنَّني كنت ساذجاً جدّاً لأظنَّ أنَّ الموتى يحتاجون السّاعاتِ و هم سكّانُ ساعةٍ كبيرةٍ اسمُها المقبرة ..
و أنَّ أشياء الموتى تستطيع أن تحلّ محلّهم في الذّاكرة ..
29 آب/ أغسطس 2016