أردوغان: الإرهاب يهدد تركيا ومنعنا توجه 5300 أجنبي للقتال في سوريا عبر أراضينا

حجم الخط
3

إسطنبول ـ «القدس العربي» اتهمت المعارضة التركية الحكومة بإدخال مئات الشاحنات المليئة بالأسلحة إلى سوريا عبر الأراضي التركية، في الوقت الذي شدد فيه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على أن حكومته منعت (5300) أجنبي من التوجه للقتال في سوريا من خلال تركيا.
«كمال قيليجدار أوغلو» زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، اتهم حكومة أردوغان بإرسال السلاح إلى سوريا، مهدداً بأنه «سيكشف قريباً عن الوثائق المتعلقة بالشاحنات التي كانت تنقل السلاح من تركيا إلى سوريا»، على حد زعمه.
وقال «قيليجدار أوغلو» في كلمة ألقاها خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه: «إن الاضطراب والفوضى في المنطقة يؤثر فينا جميعًا، قلنا لهم مراراً وتكراراً حتى وقت قريب لا ترسلوا الأسلحة إلى المنطقة، ولكن عبرت مئات من الشاحنات المليئة بالأسلحة من تركيا، وسنكشف خلال الأيام المقبلة بالوثائق جميع التفاصيل المتعلقة بكيفية إرسالهم السلاح إلى سوريا».
ونهاية العام الماضي، أوقف عناصر من قوات الجاندرما عددا من الشاحنات في مدينة اضنة التركية يشتبه في نقلها أسلحة الى سوريا، كانت تشرف عليها عناصر من جهاز الإستخبارات، الأمر الذي اثار غضب الحكومة التي اعتبرت أن الشاحنات كانت تنقل مساعدات انسانية وأمرت باعتقال رجال الأمن الذين أوقفوا الشاحنات.
في سياق متصل، دعا زعيم المعارضة الحكومة إلى التواصل مع الحكومة المركزية العراقية في بغداد والحكومة المحلية الكردية في شمال العراق من أجل التشاور حول الأحداث الأخيرة التي تشهدها المنطقة.
ويواصل مسلحون ينتمون الى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام منذ نحو اسبوعين إحتجاز 80 مواطنا تركيا في مدينة الموصل العراقية، بينهم القنصل العام ودبلوماسيين وعمال اتراك، وسط اتهامات من المعارضة للحكومة بالتقصير في حماية المواطنين الأتراك في الخارج.
وشن «قيليجدار أوغلو» هجوماً عنيفاً على أردوغان، متهماً إياه بالسعي للوصول الى منصب رئيس الجمهورية «حتى يرتكب مزيداً من السرقة»، على حد تعبيره.
وأعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم أنه يعتزم الإعلان يوم الثلاثاء المقبل عن مرشحه للإنتخابات الرئاسية المقررة في العاشر من آب/ أغسطس المقبل، والتي تجري للمرة الأولى بالإقتراع المباشر.
ويتوقع على نطاق واسع أن يكون أردوغان مرشح الحزب، لمنافسة «أكمل الدين إحسان أوغلو» الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي أعلن عنه حزبي «الشعب الجمهوري» والحركة الشعبية» أكبر أحزاب المعارضة التركية، مرشحاً توافقياً لهما في الإنتخابات.
أردوغان أكد أن بلاده تتخذ كافة التدابير اللازمة لمنع مرور مواطني دولة ثالثة إلى سوريا، بغية الإنضمام إلى ما وصفها «المجموعات المتطرفة»، مشيرا إلى أن تركيا منعت في هذا الإطار أكثر من 5300 شخص من دخول أراضيها.
وقال في كلمة له أمام سفراء دول الإتحاد الأوروبي في تركيا: «هناك محاولة لاستخدام بلدنا، كنقطة عبور للمقاتلين الأجانب إلى سوريا، هؤلاء الأشخاص يمثلون مصدر تهديد لتركيا في المقام الأول، ويبدأ تهديدهم ضد الدول التي خرجوا منها بمجرد عودتهم إليها، فيما ينشأ تهديدهم إزاء تركيا، اعتبارا من مغادرة هؤلاء لدولهم».
وأضاف أردوغان: «نحن أمام مسألة عالمية، تتطلب تضافرا مكثفا للجهود الدولية، وتزايد وجود العناصر المتطرفة في سوريا، والتي تميل لإدامة حالة عدم الاستقرار، تشكل مصدر تهديد لمنطقة واسعة، تشمل تركيا إلى جانب سوريا». وشهدت تركيا، التي دعمت المعارضة السورية المسلحة في مسعى للإطاحة بنظام الأسد، عددا من الحوادث الأمنية والاشتباكات بين الجيش التركي ومسلحين ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، أثناء عودتهم من سوريا إلى بلادهم من خلال أراضيها، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر الأمن التركي والمسلحين، خلال الأشهر الماضية.
وقالت تركيا، أمس الأربعاء، إن وحدات تابعة للجيش أوقفت رائداً متقاعداً من الجيش الأمريكي وباحث فرنسي وآخر أمريكي حاولوا التسلل خفية إلى سوريا عبر حدود تركيا في ولاية كيليس، مشيرة الى أنه تم ترحيلهم الى بلدانهم. وحول الأزمة في العراق، اعتبر أردوغان أن «غض الطرف عن سياسات المالكي إلى هذا الحد منذ البداية، أدى للأسف للوصول إلى هذه النتائج»، لافتا الى أن «السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، هو تشكيل حكومة ائتلافية في العراق».
وفيما يتعلق بالتحول إلى النظام الرئاسي في تركيا قال: «تعذر تعديل الدستور في المرحلة السابقة، حال دون ذلك، نعتقد أن النظام الجديد سيطبق بشكل ناجح في تركيا، وسيزيد الأمن، والاستقرار في البلاد، واعتبارا من مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل سيبدأ عهد جديد في تركيا، يشهد مزيدا من السرعة، والتصميم، في إجراء الإصلاحات».
وكان أردوغان صرح في السابق أنه ينوي «إستخدام جميع الصلاحيات التنفيذية» في حال فوزه بالإنتخابات الرئاسية المقبلة، كون الرئيس سيستمد سلطته مباشرة من الشعب بعد أن كان يتم انتخابه من قبل البرلمان.
ويشغل حاليا الرئيس التركي عبد الله غُل منصباً فخريا، في حين تتركز جميع الصلاحيات التنفيذية في يد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نبيل العلي:

    منعتم 5300 ومررتم 35000 ..!!

    1. يقول د حمود الفاخري:

      احسنت اوردغان زرع من الصهاينة. من اجل الجهال يصدقون انها ثورة والفلم مع اسرئيل لظهاره بطل لن الشعوب العربية تصدق كل شي يقال وتحب ان يظهر سوبرمان لتحرير القدس شعوب جاهلة

  2. يقول مصطفى من الجزائر:

    لقد استخدت أمريكا االحركات الاسلامية و المسلمين و دعاتهم لضرب الشيوعية
    واستخدمتهم للقضاء على الحركة القومية في الوطن العربي والنظم المعادية للكيان
    الصهيوني .
    ولقد استثنت الدول المنضوية تحت ما يسمى محورالاعتدال .
    أما الأخرى فأطلقت عليها اسم محور الشر .
    هل تفطن المسلمون ..أم خطة ( خدعة ) أخرى لتفكيك العراق و سوريا .
    أما تركيا. لاتخشون عليها فهي من ضمن الحلف الأطلسي.والعم صام حاضر
    هناك.رغم تمنياتي لتركيا ما حدث لليبيا و سوريا .لأن الأتراك استفادوا من دمار
    سوريا في جميع المجالات .حتى المجال الفني .كما استفادوا من تدمير العراق .
    ان الآرهاب الحقيقي لايمس تركيا في الظرف الحالي على ألأقل .
    لمادا هدا التضخيم لدولة داعش .
    هل هي الضربة القاضية للاسلام والمسلمين .
    ألا تكفي الحرب الطائفية ما بين السنة و الشيعة التي يريدون لها أن تكون شبيهة
    بحرب 100 عام التي قامت بين الكاثوليك و ألأرثودكس في أوروبا مند قرون .

إشترك في قائمتنا البريدية