إسطنبول ـ «القدس العربي»: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أخبره سابقاً أن وزير دفاعه آنذاك عبد الفتاح السيسي كان «إنسان جيد» وإنه كان يصوم ويصلي، معبراً عن صدمته من إقدام السيسي على الانقلاب العسكري.
وأوضح أردوغان في لقاء تلفزيوني بثته عدد الفضائيات المحلية التركية، مساء الأحد: «خلال زيارتي إلى مصر حضرنا أحد الاجتماعات وكان وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي هناك، سألت مرسي عنه فأخبرني أنه إنسان جيد، وأنه كان يصلي المغرب خلف مرسي وكان يصوم يومي الاثنين والخميس، وقال البعض إنه حافظ للقرآن، صدمت بعد الأحداث، هذه الازدواجية في الوجوه»، وذلك خلال رده على سؤال حول قرارات الإعدام التي صدرت بحق مرسي وعدد من قيادات تنظيم الإخوان المسلمين.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا قدمت مساعدات إلى مصر بمقدار ملياري دولار في عهد الرئيس محمد مرسي، وأنَّ تركيا وقطر هما الوحيدتان اللتان قدمتا مساعدات لمصر حينها. مبيناً أن «الدول التي لم تقدم أي قرش في عهد مرسي دعمت مصر بمقدار 20 أو 30 أو 40 مليار دولار بعد الإطاحة به، وبدأت الأسلحة تتدفق إلى مصر بشكل كبير».
وأكد الرئيس التركي أن الانقلاب وقع في مصر لمنعها من النهضة والازدهار والعلو، قائلا: «لا أؤمن بأن مصر ستحقق نهضة في عهد السيسي، الأوضاع واضحة للجميع، إن كافة الدول الغربية ولا أقصد الاتحاد الأوروبي فحسب، أفلست ولم تقف الموقف الصحيح أمام الانقلاب غير الديمقراطي في مصر».
وأضاف أردوغان أن الغرب يستخدم كلمة «قلقون» فقط، في تعليقهم على قرارات الإعدام في مصر، مشيرا إلى أنهم لم يقوموا بأي خطوة ملموسة، وفي الوقت الذي ألغى الاتحاد الأوروبي عقوبة الإعدام لم يُقدموا على أي خطوة اتجاه أحكام الإعدام في مصر.
في سياق آخر، لفت أردوغان إلى أن تركيا موّلت حفل الزفاف الجماعي لأربعة آلاف شخص من قطاع غزة يوم الأحد، قائلا: «قطعنا على أنفسنا وعودا وها نحن نحققها لهم اليوم، وعدناهم بأننا سنواصل إنشاء المستشفى الجامعي، لقد طلبوا منا إنشاء ملعب رياضي وتيكا ستقوم بتنفيذ طلبهم، إلا أنها تواجه صعوبات في عملية الإنشاء».
وعن الجدل المتصاعد حول الشاحنات التي قالت المعارضة إنها كانت تحمل أسلحة لمعارضين سوريين، قال أردوغان «إن شاحنات الاستخبارات، (التي اعترضتها قوات من الدرك بتعليمات من «الكيان الموازي»، العام المنصرم، بحسب الحكومة) كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى تركمان منطقة بايربوجاق في ريف اللاذقية السورية.
ونفى أردوغان ما وصفها بـ»المزاعم التي تناولتها صحف المعارضة، بأن الشاحنات كانت تحمل أسلحة إلى جماعات متشددة في سوريا»، قائلا: «ما نشرته الصحف المعارضة بشأن الشاحنات مناف للحقيقة تماما».
وقبل أيام نشرت وسائل إعلام معارضة صوراً ومقاطع فيديو لما قالت إنها شاحنات أسلحة تحتوي على آلاف القذائف والصواريخ والطلقات النارية كانت مرسلة من الحكومة التركية إلى تنظيمات سورية تقاتل نظام بشار الأسد.
واعتبر أردوغان أن «الافتراءات التي تلفقها المعارضة بالحكومة بشأن الشاحنات هي أنشطة جاسوسية وعمالة»، مطالبا المعارضة بالإفصاح عن مصادر الأرقام التي نشرتها الصحف بهذا الشأن، قائلا: «وكلت محامٍ من أجل رفع قضية بحقهم».
وانتقد أردوغان اتهام المعارضة له بعدم تقديم المساعدة إلى تركمان سوريا، قائلا: «تقول المعارضة إننا لم نقدم مساعدة إلى التركمان، أنا شخصيا اجتمعت مراراً مع تركمان بايربوجاق، والسيد أحمد (رئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو) عندما كان وزيرا للخارجية اجتمع بهم عدة مرات أيضاً، لم نتركهم بيد الأسد الظالم، قدمنا ما نستطيع أن نقدمه، ودعمنا لهم مستمر».
إسماعيل جمال