غزة ـ «القدس العربي»: بمناسبة يوم المرأة العالمي أمس، الذي يصادف الثامن من مارس/ آذار من كل عام، أشاد العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية الفلسطينية، بنضال المرأة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، على مدار سنوات الصراع، في الوقت نفسه كشفت أرقام جديدة، استشهاد 437 من قطاع غزة، منذ نهايات 2008، إضافة إلى إصابة الآلاف منهن، في هجمات لقوات الاحتلال.
وأكد «مركز الميزان لحقوق الإنسان» أن يوم المرأة يمثل مناسبة سنوية مهمة للتأكيد على حق المرأة في التمتع وبدون تمييز بكافة الحقوق والحريات الأساسية وحماية هذه الحقوق».
وقال في بيان له إن هذه المناسبة تأتي هذا العام في ظل استمرار تدهور أوضاع حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموماً وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، وهو ما وضع النساء في ظروف «بالغة القسوة، وجعلهن عرضة للاضطهاد والقهر العرقي بأشكاله المختلفة على أيدي قوات الاحتلال».
وأكد أن النساء عرضة لأعمال القتل والاعتقال، لافتا إلى أن حقوقهن المدنية والسياسية «تنتهك بشكل منظم من قبل قوات الاحتلال».
وحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد شهدت الفترة الممتدة منذ نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 وحتى الآن، مقتل 437 سيدة، في قطاع غزة، إضافة إلى آلاف المصابات، نتيجة استهدافهن بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال، كما بلغ عدد النساء اللاتي فقدن أزواجهن وتحملن بالتالي مسؤولية إعالة الأسرة 1312 سيدة.
وشدد المركز على أن المرأة إضافة لكونها ضحية مستهدفة، فإنها هي التي تتحمل تبعات تفشي ظواهر البطالة والفقر والتهجير القسري، وأنها تدفع ثمن مظاهر غياب سيادة القانون داخلياً. وأشار الى أنه وثق في قطاع غزة سقوط 48 امرأة، وإصابة 151 أخريات جراء قضايا متعلقة بالعنف المجتمعي والقتل على خلفية الشرف.
وعبر المركز الحقوقي بعد تهنئته نساء فلسطين بهذه المناسبة عن استنكاره الشديد لاستمرار الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية الموجهة ضد المرأة الفلسطينية، والعنف الممارس بحقها من قبله. وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية واتخاذ كافة الخطوات الكفيلة بالتحرك الفعال لضمان تمتع المرأة الفلسطينية بكامل حقوقها. ودعا الدول والأطراف الموقعة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) باتخاذ الخطوات الضرورية للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لإنهاء العنف الممارس تجاه المرأة الفلسطينية، وضمان احترامها لالتزاماتها بموجب الاتفاقية.
وأثنى المجلس الوطني الفلسطيني، في بيان له بهذه المناسبة، على صمود المرأة الفلسطينية، مشيدا بالإنجازات التي حققتها في مسيرة النضال الفلسطيني ومقاومة الاحتلال، وعلى جميع الأصعدة السياسية، والاقتصادية والاجتماعية. وأكد أن المرأة الفلسطينية «تشكُل محورا أساسيا في العمل البرلماني والنضالي الفلسطيني، واحتلت أعلى المناصب القيادية في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية». وأشار إلى استمرار صمود المرأة الفلسطينية «رغم ما تتعرض له من جرائم وإرهاب وقتل واضطهاد كما سائر أبناء شعبنا»، داعيا دول العالم والبرلمانات إلى التدخل لـ «وقف كافة أشكال التمييز العنصري ضد المرأة الفلسطينية من قبل الاحتلال».
من جهتها طالبت وزارة الثقافة الفلسطينية المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية كافة ، بالتدخل لإطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات من سجون الاحتلال، والعمل على فضح جرائم الاحتلال وممارساته بحق المرأة الفلسطينية. وأثنت في بيان على دور نساء فلسطين، خلال الصراع مع الاحتلال، حيث قدمن الشهيدة والأسيرة، وعززت صمود المجتمع الفلسطيني من خلال نضالها وصبرها. وأكدت أن المرأة الفلسطينية «متميزة في كافة الميادين، في الفن والأدب والثقافة والمقاومة»، لافتة إلى أن للمرأة «بصمات نضالية في ميدان الثقافة، كنضالها في ميدان المواجهة مع العدو، وذلك انطلاقاً من إيمانها بأن التمسك بالموروث الثقافي الفلسطيني من أبرز معالم النضال». وقالت «كتبت أسماء القرى والمدن الفلسطينية وطرزتها على خارطة الوطن المسلوب لتعلمها للأجيال جيلا بعد جيل».
من جهته قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي، إنه في مثل هذا اليوم «نعلي راية المحبة والتقدير للمرأة الفلسطينية»، مؤكدا أنها «باقية على عزة البيت»، وأنها تمثل «صمام الأمان الوطني وحارسة الحلم».
ودعت النائبة عن حركة حماس هدى نعيم الجهات والمؤسسات الأممية والعربية والدولية والمحلية كافة، إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه المعاناة التي تتحملها المرأة الفلسطينية. وقالت «في هذا اليوم كان لابد من دق أجراس المعاناة من فلسطين وغزة المحاصرة وتتعرض لأبشع ألوان العدوان والدمار، حيث تتجرع المرأة الفلسطينية وسط ذلك القسط الأكبر من هذه المعاناة».
أشرف الهور