أزمة غير مسبوقة على معبر الكرامة سببها اضطرار آلاف المعتمرين والزوار للمغادرة قبيل العاصفة

حجم الخط
0

فادي أبو سعدى
رام الله ـ «القدس العربي»: ما أن أعلن أن فلسطين ستتعرض إلى عاصفة ثلجية كبيرة، حتى بدأ زوارها في عطلة الأعياد، والمعتمرون الفلسطينيون، الذين بدأت رحلاتهم يومياً على التوالي، بمغادرة الأراضي الفلسطينية على وجه السرعة، وعبر البوابة الوحيدة للضفة الغربية وهي معبر الكرامة في أريحا، على الحدود مع الأردن.
وعلمت «القدس العربي» أن عدد المعتمرين المقرر ان يغادروا فلسطين خلال الأسابيع المقبلة، هم عشرة آلاف، وقرر جميعهم وفق توجيهات الجهات المختصة، المغادرة أول من أمس وأمس، أي قبل المنخفض الجوي «هدى» الذي سيحمل معه عاصفة ثلجية. كما قرر آلاف الزوار الذين يصل عددهم إلى حوإلى 6 آلاف زائر، المغادرة مبكرا إلى أماكن سكنهم خارج فلسطين.
ونجحت إدارة المعابر والحدود الفلسطينية في العمل أول أمس الثلاثاء حتى ساعات الصباح الأولى من أمس الأربعاء، في إخراج سبعة آلاف مسافر، وهي المرة الأولى التي يغادر فيها هذا الرقم في يوم واحد، ومن بين السبعة آلاف، أربعة آلاف معتمر، وثلاثة آلاف زائر.
ووضعت إدارة المعابر خطة لعبور ستة آلاف معتمر جدد، وقرابة الألفي زائر، قبيل إغلاق جسر الكرامة، الذي تم بالفعل عند السابعة والنصف من مساء أمس، مع وصول العاصفة إلى ذروتها في فلسطين ودول الجوار.
وجدير بالذكر أن كافة إجراءات الجسور من العبور والمغادرة مرتبطة بسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وهي غالباً من تعيق حركة المسافرين والمعتمرين. وبينما تصل سعة صالة الوصول والمغادرة الفلسطينية إلى حوإلى ألف مسافر، فقد اضطر المسؤولون إلى التعامل قبل أيام مع خمسة أضعاف هذا العدد، وهو ما أثار حالة من الإرباك، في صفوف المواطنين والعاملين في المعابر.
وتحدثت «القدس العربي» مع المسافر ماهر توفيق إلى ألمانيا، عبر الهاتف، بعد عبوره جسر الكرامة ودخول إلى الأردن ، فأكد أن رحلته بدأت من بيت لحم عند الرابعة عصراً، وأنهى الإجراءات على الحدود الأردنية عند الساعة الواحدة فجراً من اليوم التالي، أي تسع ساعات متواصلة، بينما الرحلة لا تتجاوز الساعتين في الوضع الطبيعي والإجراءات العادية.
واضطر على الفور ركوب سيارة أجرة متجهة إلى مطار الملكة علياء في الأردن، للحاق بطائرته المغادرة إلى ألمانيا عند الثالثة فجراً، وقد وصل المطار قبيل مغادرة الطائرة بدقائق معدودة، وهو أمر لا يحصل بالمطلق في الأيام العادية.

فادي أبو سعدى 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية