أسئلة من رماد…

حجم الخط
1

لماذا تركتِ الغريب.. وحيدا خائفا
يتسكع في أزقة الموت الباردة
وسرقتِ الغيم من ذاكرته الحبلى بالمطر
وألبستِ أحلام الفجر الزرقاء بياض الصمت والموت
لماذا سرقت ِأناشيد الطيور المقدسة.. وألبست حنجرتك
أغنية موشاة بالحرير والذهب
لماذا خبأتِ الندى في معطفك.. وشربت ماء العشب
وتركت في البحر جرحا ًعميقا ًينزف.. وينزف
كلما صارع عواصف الليل والخريف
ونحيب الفصول المستباحة
لماذا توهجت ِ كلما أربد ظلام الأزمنة
وابتسمتِ للغزاة القادمين مع الغروب
لماذا سرقت من القصيدة حكمتها
وأهديتها تاجا مرصعا بالخطايا.. لشيخ الغجر
لماذا تشرقين ساعة الأفول؟.. وتأفلين ساعة الشروق
وكأن مهنتك صناعة الغياب.. أو بيع النهايات على أرصفة الجنون
هكذا تفتكين بعبيدك.. رويدا.. رويدا… بنارك الباردة
نارك التي لا تجيد سوى لغة الظلام..
ومطاردة الظلال في مرايا المدينة
لماذا تركت الغريب وحيدا.. خائفا
يتسكع في أزقة الموت الباردة
وسرقت الريح من ذاكرته الحبلى بالمدن
ومضيت بعيدا خلف أسوار الذكريات
تقتسمين الليل والنجوم مع جزر بعيدة
تجلسين على عرش من دخان
تنتظرين صلاة الغرباء العابرين
لترسمي لوحة جديدة من رماد الأسئلة
وتسرقي من الأرض زمانا آخر…

شاعر عراقي

أوس حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول غادة الفيحاني:

    الشاعر العزيز أوس حسن المحترم

    أرجوا ضرورة التواصل معنا عبر بريدنا الألكتروني وذلك للحديث حول مسرحية (الظل) التي قمتم بكتابتها
    ليتم إخراجها مسرحيا

    ننتظر ردكم بأسرع وقت ممكن

    لكم الشكر

    المخرجة غادة الفيحاني
    [email protected]

إشترك في قائمتنا البريدية