أسرى الجهاد والجبهة الشعبية يصعّدون احتجاجاتهم ضد إدارة السجون الإسرائيلية

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»: أعلنت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى، أن كلا من أسرى حركة الجهاد الإسلامي وكذلك أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في السجون الإسرائيلية، قرروا خوض إضراب عن الطعام لمدة يوم واحد الأسبوع المقبل، في إطار سلسلة من «الخطوات التحذيرية» التي يخوضها الأسرى من أجل إنهاء العزل الانفرادي لعدد منهم.
وذكر بيان صدر عن المؤسسة تلقت «القدس العربي» نسخة منه أن الإضراب التحذيري هذا سيكون في سجون «نفحة والنقب وريمون وايشل وعوفر».
وأفادت المؤسسة أن 30 أسيراً من أسرى حركة الجهاد والجبهة الشعبية في سجن مجدو، خاضوا إضرابا لمدة يومين، فيما خاض أمير الهيئة القيادية لأسرى الجهاد زيد بسيسي إضرابا لمدة ثلاثة أيام الأسبوع الماضي كخطوة أولى في برنامج خطوات تصعيدية، سينفذه أسرى الجهاد والشعبية خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وأضافت مؤسسة مهجة القدس أن أسرى الجهاد والشعبية حددوا مطالبهم التي وجهت لإدارة السجون الإسرائيلية وتمثلت في إنهاء عزل الأسير نهار السعدي المعزول منذ ثلاث سنوات.
وكذلك شملت إنهاء عزل أربعة أسرى في سجن «ايشل» وهم الأسرى حسني عيسى، منير أبو ربيع؛ سعيد صالح؛ أحمد أبو جزر.
وتمثل الطلب الثالث في إنهاء العقوبات التي فرضت على الأسرى مؤخرا، وفتح غرف جديدة للأسرى الجدد، وإتمام بعض النقليات اللازمة لعمل توازن في عدد الأسرى حسب كل قسم.
وذكرت أن الأسرى يعانون من «حالة اكتظاظ» لاسيما في سجني «نفحة وعوفر»، حيث هناك إشكالية حقيقية مع الإدارة التي تتعنت بنقل الأسرى لسجون أخرى.
وأكد البيان أن إدارة السجون تدخل الأسرى الجدد للأقسام المكتظة والمزدحمة أصلا «حتى أصبح العديد من الأسرى ينامون على الأرض».
وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلية في سجونها نحو سبعة آلاف فلسطيني، بينهم أطفال صغار ونساء ومرضى، وكبار في السن، وجميعهم يعانون أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة.
ويشتكي هؤلاء من سوء المعاملة حيث يفتقرون إلى التدفئة شتاء وإلى وسائل التبريد في فصل الصيف، إضافة إلى شكواهم الدائمة من سوء الدواء والتغذية.
وقضى عدد منهم جراء المرض والتعذيب في السجون، فيما خرج آخرون بأمراض مزمنة لا تزال تعرض حياتهم للخطر.
وفي السياق أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الأسير محمد الشلالدة «24 عاما» من مدينة الخليل، والموجود حاليا في سجن الرملة، يعاني من فقدان للذاكرة بعد إصابته بالرصاص الحي بالرأس والبطن ودخوله في غيبوبة لمدة شهرين.
وقال محامي الهيئة فادي عبيدات أن الأسير الشلالدة، لا يتذكر ما حصل معه منذ دخوله في غيبوبته، ولفت إلى أنه يعاني من الدوخة وعدم الاتزان، ولا يقدم له سوى المسكنات.
وأوضح أيضا هذا المحامي أنه زار في سجن الرملة الأسير محمد القيق، الذي نُقل مؤخرًا من مستشفى العفولة، وقال إن وضعه الصحي تحسن، ولكنه يشعر بدوخة ولا يستطيع بذل أي جهد.
كذلك أعلنت هيئة الأسرى أفادت، أن هناك 25 أسيرة يقبعن في سجن الدامون الإسرائيلي، ويعانين من ظروف صعبة ومقلقة، تزداد خطورتها في ظل استمرار الهجمة الشرسة عليهن، ومحاولة الانتقام منهن وتضييق الخناق عليهن، خصوصا في الأمور الحياتية.
وقالت الهيئة إن إدارة السجن تحتجز 17 أسيرة من أصل 25، في غرفة واحدة بمرحاض واحد، غالبيتهن من الموقوفات، إضافة إلى أسيرات معتقلات إداريا، وأخريات يعانين من أمراض صعبة تتسبب بأوجاع وآلام مستمرة، وقلق دائم من انتشار العدوى والأمراض.
واشتكت الأسيرات لمحامية الهيئة من البرودة الشديدة داخل السجن، وقلة الملابس والأغطية الشتوية، والاكتظاظ الحاد داخل الغرف، ومن الضغط النفسي بفعل إجراءات إدارة السجن بحقهن.
وكثيرا ما قام الأسرى باللجوء بشكل فردي أو جماعي إلى تنفيذ إضرابات عن الطعام واحتجاجات ضد سياسة إدارة السجون الإسرائيلية.
ونجح هؤلاء الأسرى في فعالياتهم الاحتجاجية في انتزاع حقوقهم من إسرائيل، وآخرها الإضراب الطويل للأسير محمد القيق عن الطعام، وما تلاه من احتجاجات أسرى حركة حماس التي انتهت قبل أيام، باستجابة إدارة السجون إلى طلباتهم.
وقبل أيام تمكن أسرى حركة حماس في السجون الإسرائيلية، من التوصل إلى اتفاق مع إدارة هذه السجون، انتزعوا بموجبه بعضا من حقوقهم، من خلال رفع العقوبات المفروضة عليهم، مقابل تعليق احتجاجاتهم.
وجرى الإعلان عن الاتفاق يوم الجمعة الماضية، ويقضي بـ «رفع جزئي للعقوبات المفروضة» على أسرى الحركة منذ عأمين، مقابل وقف الخطوات الاحتجاجية التي بدأها الأسرى منذ عدة أسابيع.
ويشمل الاتفاق الجديد الذي جرى الإعلان عنه زيادة وقت الزيارة لأسرى غزة لتصبح 75 دقيقة بدلاً من 45، وكذلك زيادة عدد القنوات الفضائية إلى 5 قنوات بدلاً من 3 قنوات، وزيادة مخصصات الكانتينا، إلى جانب نقل الأسير المريض بالسرطان بسام السايح إلى سجن «ايشل» ليجتمع بأخيه الأسير أمجد المعتقل منذ نحو 14 عاما والمحكوم بالسجن لـ 20 عاما.
ونفذ أسرى حركة حماس منذ عدة أسابيع خطوات احتجاجية، تمثلت بإرجاع وجبات الطعام حتى وصولها للإضراب المفتوح في ذكرى «يوم الأسير الفلسطيني»، احتجاجا على العقوبات الإسرائيلية المفروضة عليهم.
ولجأت إسرائيل لهذه العقوبات ضد أسرى حماس صيف عام 2014، عقب اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في مدينة الخليل.

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية