غزة ـ «القدس العربي»: أعلنت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في السجون الإسرائيلية، حالة «الاستنفار العام» ، ودعت لاستهداف مدير سجن «عسقلان» بعد تهديده الأسير أنس جرادات بالتصفية. وأمهلت إدارة السجون، حتى مطلع فبراير/ شباط المقبل، لإنهاء عزل عدد من الأسرى، قبل أن تقوم بتحركات عملية، فيما نظم أنصار الحركة في مدينة غزة «مهرجانا تضامنيا» مع الأسرى المعزولين والقدامى.
ودعت جميع الأسرى لأخذ «أقصى درجات النفير»، بعدما قالت إن مدير سجن «عسقلان» هدد بشكل مباشر وصريح الأسير جرادات المحكوم بـ 35 مؤبدا بـ»الاغتيال». وقالت الهيئة في بيان لها إن «دم مدير عسقلان مهدور، وإنه مستهدف في أي مكان يكون فيه داخل السجون أو خارجها»، داعية نشطاء الحركة في السجون إلى «استهداف هذا الحاقد الصهيوني في أي مكان يصادف وجوده فيه».
كذلك أعلنت أنها أعطت مهلة لإدارة السجون الإسرائيلية، حتى الأول من شباط/ فبراير المقبل، لإخراج الأسرى المعزولين من العزل الانفرادي في سجن «ايشل» وعلى رأسهم الأسير القيادي أنس جرادات من عزل عسقلان. وأوضحت أن قرار إمهال إدارة السجون لفترة محددة، جاء بعد فشل الحوار بين مسؤول الهيئة القيادي زيد بسيسو، ومدير سجن ريمون، بإخراج الأسرى الخمسة من العزل الانفرادي وهم حسني عيسى، ومنير أبو ربيع، وعبد الله أبو ظاهر، وسعيد صالح، وأنس جرادات.
وأكد الأسير بسيسو أن عدم إخراج الأسرى الخمسة المعزولين سيقابل بـ «تحركات عملية من قبل جميع الأسرى في السجون كافة».
وسبق أن نفذ الأسرى الفلسطينيون احتجاجات واسعة ضد إدارة السجون الإسرائيلية، تضامنا مع زملاء لهم تعرضوا للعزل والتعذيب، تمثلت في تنفيذ إضرابات واسعة عن الطعام.
وفي السباق نظمت حركة الجهاد الإسلامي أمس في مدينة غزة مهرجانا تضامنيا مع الأسرى المعزولين، ودعما للأسير جرادات والأسير كريم يونس أحد أقدم الأسرى، والأسيرة لينا الجربوني، وجميع الأسرى المرضى والقدامى وذوي الأحكام العالية والأسرى الأطفال، وتنديدا بملاحقة واستهداف الأسرى المحررين.
وشارك في المهرجان الاحتجاجي الذي نظم أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قيادات من الحركة والفصائل الفلسطينية، إضافة إلى حشد كبير من المتضامنين وأهالي الأسرى. ورفعت لافتات تنادي بإطلاق سراح الأسرى، وأخرى تندد بعمليات التنكيل والتعذيب والعزل التي تمارسها إدارة السجون ضد الأسرى، وتطالب بتدخل دولي عاجل، كما رفعت صورا للأسرى الفلسطينيين.
وقال أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد في كلمة له خلال المهرجان، إن المقاومة لن تهدأ حتى تحرير الأسرى. وحمل إسرائيل المسؤولية عن حياة الأسرى المعزولين.
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو سبعة آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، ومرضى كثر. وجراء سياسة الإهمال الطبي قضى عدد من الأسرى داخل السجون، وبعضهم خرج من المعتقل بعدة أمراض، قضى على أثرها بعد وقت قصير من إطلاق سراحهم. ويشك الأسرى في هذه الأوقات من العام من قلة الملابس الشتوية والأغطية، وكذلك من فقدان أدوات التدفئة.
وفي السياق أكد تقرير جديد صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن عددا من الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال، تعرضوا للضرب والتنكيل خلال اعتقالهم والتحقيق معهم، وذلك من خلال شهادات جديدة. ونقل التقرير الجديد عن الأسير ثراء البرغوثي، من بلدة بيت ريما في محافظة رام الله والبيرة، القول إنه اعتقل في ساعات العصر، بالقرب من بلدة عابود، وتم ضربه بعنف ومن ثم نقل إلى مستوطنة «كريات أربع»، ثم إعادته إلى شرطة «بنيامين» في رام الله للتحقيق معه. وأوضح في إفادته أن المحققين الإسرائيليين اعتدوا عليه بالضرب والسب بألفاظ نابية.
كذلك أشار الأسير محمد أبو غازي (16 عاما( من مخيم العروب في الخليل، الذي اعتقل بعد منتصف الليل من منزله، بقيام جنود الاحتلال بتكسير وتخريب محتويات المنزل، إضافة إلى ضربه أمام أهله داخل البيت وخارجه. وأوضح أن جنود الاحتلال أحضروا كلبا بوليسيا وأجلسوه على رجليه، وأصبح بعدها يدوس على وجه الأسير وهو ملقى على أرض السيارة العسكرية. وقال إن ذلك كان يتزامن مع قيام عدد من الجنود بضربه على رأسه كلما تحرك أو صرخ أو احتج، لافتا إلى أنه تلقى معاملة سيئة من المحقق أثناء التحقيق.
أما الأسير أحمد طقاطقة (16 عاما) من بيت فجار، فذكر أنه تم اعتقاله من مدخل بلدته في الساعة الثامنة مساءً، وتم ضربه بقسوة على رأسه داخل الجيب العسكري، ثم نقل إلى مركز توقيف «عتصيون». وقال إن الجنود ضربوه عدة مرات على بطنه أثناء عملية النقل، وبقي في مركز توقيف عتصيون لمدة أربعة أيام، جرى خلالها حرمانه من تناول الطعام،لافتا إلى أنه جرى التحقيق معه بـ «شكل سيىء» في مركز التوقيف.
أشرف الهور