حلب ـ «القدس العربي»: تمكنت كتائب المعارضة السورية المسلحة من أسر اثنين من قوات «الباسيج» الإيرانية، التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، خلال مواجهات في ريف حلب الجنوبي.
وقال أحد قادة حركة «بيان الإسلام»، التابع لـ»فيلق الشام، إن عناصره تمكنت من أسر كل من أحمد محمدي، 31 عاما، الذي صرح، بدوره، بأن عمله ضمن قوات الباسيج يقتصر على الإسعاف الميداني، بالإضافة إلى أحمدي، 37 عاما، الذي قال إنه يعمل كسائق سيارة إسعاف لدى القوات الإيرانية التي تخوض معارك ضد المعارضة المسلحة في بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي.
وضمن شريط مصور، بثه فيلق الشام للقاء مع الأسرى الإيرانيين، أكد الأسير أحمد أنه قدم إلى الأراضي السورية لحماية المقدسات الشيعية ومرقد السيدة زينب ابنة الإمام علي، الواقع بريف دمشق الجنوبي، وهي الحجة التي تبرر بها حكومتا طهران ودمشق التجييش الطائفي وتعبئة المقاتلين الشيعة ضمن ألوية تقاتل بالنيابة عن قوات بشار الأسد.,
واستطرد الأسير، بعد مقاطعته بأنه لا وجود لمرقد السيدة زينب في ريف حلب، فقال: «لقد تم توجيهنا من قبل قيادة قوات الباسيج إلى حلب ونحن لا ندري وجهة القتال، ثم أتت الأوامر بأننا سوف نقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» على هذه الأرض، فكانت وظيفتي إسعاف الجرحى، وزميلي كان سائق سيارة الإسعاف»، الأمر الذي نفاه رئيس المجلس المحلي لبلدة خان طومان، محمد الحسن، في لقاء خاص معه، مرجعا الأمر إلى وجود أسلحة فردية (مسدس وبندقية) كانت بحوزة كل أسير، بدون وجود أي دليل على عملهما في المجال الطبي.
وأكد الأسير خلال الحديث معه على تعبئة عناصر من شيعة لبنان المنضوين تحت قيادة «حزب الله» اللبناني، وإضافة إلى مقاتلين عراقيين، وعناصر من أفغانستان التابعين للواء «فاطميون»، حيث كانوا جميعهم يقاتلون في صف واحد إلى جانب قوات النظام السوري في ريف حلب.
وتابع أنه عالج بعض الجرحى، الذين تبين منه أنهم يحملون الجنسية السورية ويقاتلون ضمن قوات النظام، وطلب الأسيران في نهاية اللقاء معهما من الحكومة الإيرانية تسريع الإجراءات في عقد صفقة تبادل أسرى مع كتائب المعارضة، وإخراج معارضين سورين من سجون النظام السوري مقابل الإفراج عنهم.
وقال رئيس المجلس المحلي، محمد الحسن، لـ «القدس العربي»: «وقع الأسيران في قبضة كتائب الثوار قبل نحو 20 يوما، عندما كانا مصابين وعالقين في أحراش البلدة، حيث تم تأجيل خروجهما إلى الإعلام حتى الاستشفاء، مضيفا أنهما كانا موجودين على الخط الأول الذي حرره الثوار، أي على خط التماس، ولا تزال التحقيقات معهما جارية.
وبحسب التحقيقات الأولية، قال المتحدث: «دخل الأسيران الأراضي السورية قبل نحو ثلاثة أشهر فقط، ضمن مجموعة كبيرة من جنسيات متعددة (لبنانية، وعراقية، وإيرانية، وأفغانية) يبلغ تعددها حوالي 3000 مقاتل، جميعهم قد وقعوا عقودا مع النظام السوري على القتال في حلب، حيث يتم تبديل الدفعة المقاتلة كل 45 يوما.
ويبلغ مجموع أيام القتال للفرد الواحد منهم 1500 يوم، مقابل أن يتواجد الفرد في المقر للاستراحة 1500 يوم آخر.
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد صرحت، بأنه منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2013، قام الحرس الثوري الإيراني بتجنيد آلاف الأفغان، للقتال في سوريا مع النظام السوري.
وأفادت المنظمة أن السلطات الإيرانية أجبرت الأفغان على الدفاع عن المراقد والمقدسات الشيعية، وشجعتهم بالحوافز المالية ووعدتهم بالحصول على الإقامة القانونية في إيران بغية انضمامهم إلى الميليشيات الموالية للحكومة السورية.
وأجرت المنظمة مقابلات مع عدد من المقاتلين الأفغان ممن جندتهم حكومة طهران للقتال على الأراضي السورية، وقال بعضهم إنهم أرغموا على القتال في سوريا، وبعضهم قد فر في وقت لاحق إلى اليونان، أو تم ترحيلهم إلى أفغانستان لرفضهم المشاركة في الحرب السورية.
وقال بيتر بوكارت، مدير قسم الطوارئ في «هيومن رايتس ووتش»: «إيران لم تقدم للأفغان فقط الحوافز بل هددت الكثيرين بالترحيل إلى أفغانستان إن لم يقوموا بما يطلب منهم»، وأضاف: «وفي مواجهة هذا الاختيار القاتم، فضل بعض هؤلاء الرجال والأولاد الأفغان الفرار من إيران لأوروبا، ويعتبر تهديد اللاجئين الأفغان بالترحيل إلى أفغانستان إذا رفضوا القتال في سوريا إعادة قسرية، وهي ممارسة محظورة بموجب القانون الدولي».
هبة محمد