«الأعمال الشِّعرية» للمغربي صلاح بوسريف
الرباط ـ «القدس العربي»: عن دار أفريقيا الشرق، وبدعم من وزارة الثقافة المغربية، صدرت الأعمال الشِّعرية للشاعر صلاح بوسريف، في جزأين. وهي مجموع الأعمال التي صدرت منذ بداية التسعينيات إلى اليوم. وبينها «فاكهة الليل»، «على إثر سماء»، «شجر النوم»، «نتوءات زرقاء»، «حامل المرآة»، «شهوات العاشق»، ، «شرفة يتيمة» في جزأيْن، «خبز العائلة» و«حجر الفلاسفة»، «إبر عمياء لا تخيط إلا الريح يليه معراج الشراب».
وبين هذه الأعمال، ديوان لم ينشر من قبل، رغم كتابته قبل ديوان «شرفة يتيمة»، وهو ديوان «آخر الموتى». غلاف الديوان من تصميم الشاعر الفلسطيني زهير أبو شايب.
وصلاح بوسريف، هو أحد شعراء جيل الثمانينيات في المغرب، وبين الشُّعراء الأكثر حضورا في المشهد الشعري المغربي والعربي، بأعماله الشعرية والنظرية الخاصة بالشعر، إضافة إلى كتابته في قضايا السياسة والفكر، وأيضاً كتابته في عدد من المجلات والجرائد العربية.
«مقاربات بنيوية في السرد ـ الشعر»
عمان ـ «القدس العربي»: صدر حديثا للكاتبة اليمنية آمنة يوسف كتاب جديد في النقد الأدبي بعنوان «مقاربات بنيوية في السرد ـ الشعر»، وقد سبق لآمنة يوسف أن أصدرت عدة كتب نذكر منها : «تهجين الاتجاه في سرد ما بعد الحداثة»، «تقنيات السرد في النظرية والتطبيق»، «خذوا هذه الذاكرة» (شعر) . يقول الناقد المغربي سعيد يقطين: «كل أبحاث آمنة يوسف تنم عن اختيار ودقة في المعالجة، وتبين أصالة الموضوع وتبدو فيه شخصيتها باحثة متمرسة، تكتشف مناطق في القصيدة لم يتم الالتفات إليها.
كما أن لغتها الواصفة دقيقة تنم عن فهم للمصطلحات وللحقول المعرفية منها. كما أنها في تحليلها النصي تنم عن ثقافة أكاديمية وتمثل للمنهج الذي توظفه وحس فني وجمالي رفيعين.
ولقد أفلحت هذه الباحثة في امتلاك العدة النظرية والمنهجية (الدراسة السردية) من خلال رسالتها للماجستير وأطروحتها للدكتوراه. وهي تسعى إلى تطويرها وجعلها منفتحة من خلال كل دراساتها اللاحقة التي تعكس تمثلاً نظرياً دقيقاً، وحساً نقدياً متطوراً. وهذه الخاصية لا تتوافر لدى العديد من الدارسين العرب الذين يجولون بين النظريات بدون وعي. وهي تسعى إلى تطوير منهجها السردي بتناول السرد في الأعمال القصصية والروائية من جهة، وفي الشعر حيثما حضر السرد، ويدل هذا على أننا أمام باحثة متخصصة في موضوع محدد هو السرديات، وتعمل على تطويره بالاشتغال بأنواع متعددة».
يقع الكتاب في 304 صفحات من القطع المتوسط .
«بشر نسيهم الله» ضمن سلسلة روايات الهلال
القاهرة ـ «القدس العربي» من رانيا يوسف: قبل أن يبلغ الثلاثين كتب المصري ألبير قصيري هذه اللوحات الفريدة التي يمكن اعتبارها جدارية صادمة، أبطالها مهمشون وفقراء ومنبوذون، في سرد يحنو، لا يراقب الناس من أعلى، وإنما ينطق بلسانهم.
«بشر نسيهم الله» عنوان دال، يصف ويدين، يشير بأصابع الاتهام بإدانة واقع عاشه المصريون في نهاية الثلاثينيات والأربعينيات، كيف يتحايلون على الفقر، ويتواطأون معه لتستمر حياتهم التي ليست كالحياة؟ هي قصص قصيرة نادرة كتبها ألبير قصيري قبل هجرته إلى فرنسا، ونشرت في مجلات، وهي من أعماله المبكرة، وتجسد براعته في تصوير الأحياء الشعبية، وشخصياتها التي تتمتع بروح السخرية، إحدى سمات المصريين في مواجهة الظروف القاسية، حيث لا يملك قصيري في مواجهة الظلم سوى السخرية من الطبقات المهيمنة «اللصوص الشرعيين» كما كان يطلق عليهم.
قصص «بشر نسيهم الله» التي صدرت ضمن سلسلة روايات الهلال ترجمها لطفي السيد، وتضم «ساعي البريد ينتقم»، و»البنت والحشاش»، و»الحلاق يقتل زوجته»، و»خطر الفانتازيا»، و»الجياع لا يحلمون إلا بالعيش» وفيها يعلن سيد كرم أن الاحتياجات الأساسية للحياة بسيطة وقليلة، ولا تحتاج إلى حلول عظيمة؛ فالبشر جوعى والجياع لا يحلمون إلا بالعيش.
ومن أجواء القصص: «نظر شاكتور لابنه باندهاش مشفقا.
لم يقل شيئا.
داخل عقله المعذب بلا توقف، لم يعد هناك مكان لألم جديد.
ببساطة، كان يشعر بالانسحاق من حركة ابنه؛ لأنه كان يدرك الآن أن داخل هذا الطفل ـ لحمه ودمه ـ كان يتشكل بؤس واع وواقعي لم يكن لاحظه حتى ذلك الحين، ومن الآن فصاعدا سوف يكون مرتبطا ببؤسه.
إلى متى؟ سيكبر الطفل وسينمو معه بؤسه، حتى اليوم الذي يضعف فيه بدوره ـ هل يستطيع إنسان ما أن يتحمل (بمفرده فقط) بؤسه؟ ـ سينجب طفلا يتقاسم معه العبء.
العزاء الوحيد للفقير ألا يترك عند موته طفلا مسرفا.
فالعار الذي يتركه لذريته لا ينضب».
قصيري المصري أحد كتاب الفرانكفونية ولقب بفولتير النيل، ولد في 3 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1913 في حي الفجالة في القاهرة لأبوين مصريين، تلقى ألبير تعليمه في مدارس دينية مسيحية قبل أن ينتقل إلى مدرسة الجيزويت الفرنسية، واستقر في فرنسا منذ عام 1949، وعاش في غرفة رقم 58 في فندق لا لويزيان بشارع السين في حي سان جيرمان دوبريه، حتى وفاته عام 2008.
وكانت فلسفته هي الكسل حيث لم يمارس أي عمل في حياته، وكان يقول إنه لم ير أحدا من أفراد عائلته يعمل فكانوا يعيشون على عائدات ما يملكونه من أراض وأملاك.
كتب قصيري أعماله عن مصر، ولم يكتب حرفا عن باريس، وعزف عن الحصول على الجنسية الفرنسية.
كتب عن وطن عاش فيه عشرين عاما لا عن فرنسا التي احتضنه ستين عاما، وعن ذلك قال: «لست في حاجة لأن أعيش في مصر ولا لأن أكتب بالعربية فإن مصر بداخلي».