تعوّد الجيل الجديد من عشاق كرة القدم على ان يُمنح الفائز في كل مباراة 3 نقاط، ونقطة واحدة لكل من المتعادلين، ولا شيء للخاسر، لكن حتى مطلع الثمانينات كان الفائز يحصل على نقطتين في كل بطولات ودوريات العالم، الى ان جاء رجل انكليزي باقتراح النقاط الثلاث.
جيمي هيل، صاحب الوجه العريض والذقن الطويل، اشتهر في الستينات بانه المدرب الذي صنع اسماً من نادي كوفنتري، كما ترك بصمات كبيرة رئيساً لفولهام، لكن أبرز أفكاره التي غيرت وجه كرة القدم جاءت عندما برز اعلامياً في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، حيث كان اول من أدخل استوديو التحليل على مباريات كأس العالم في 1970 في بريطانيا، وأول من أعطى الصحافة دوراً كبيراً في الاعلام الرياضي، وأول من أضفى نكهة شيقة على كرة القدم، هذا كله كان محلياً، لكن أبرز أفكاره التي أثرت على عالم كرة القدم، جاءت عندما اقترح على الاتحاد الانكليزي في مطلع الثمانينات منح الفائز في مباريات الدوري 3 نقاط بدل اثنتين، كي يشجع الفرق على تحقيق الفوز بدل الاكتفاء بالتعادل، ما يعني تعزيز الفكر الهجومي والممتع للجماهير، وحث الفرق على تسجيل الاهداف بهدف جني نقاطاًُ أكثر من الاكتفاء بالتعادل، وبالفعل وافق الاتحاد الانكليزي على الاقتراح، وطبقه للمرة الاولى في 1981، وسرعان ما انتقلت الى بقية البطولات الاوروبية والعالمية، رغم انها أخذت بعض الوقت، فهذا النظام لم يطبق في الدوري الايطالي الا في 1994، وفي عام 1995 في الدوري الاسباني، وتبنى الفيفا واليويفا هذا النظام في الفترة ذاتها، فقرر الفيفا منح الفائز في مباريات كأس العالم 3 نقاط للمرة الاولى في مونديال 1994.
ومن أبرز التأثيرات التي شكلها هذا القرار كان في الدوري البرتغالي في موسم 2006-2007، حيث توج بورتو بطلاًَ (69 نقطة) تلاه سبورتينغ لشبونة (68 نقطة) ثم بنفيكا (67 نقطة)، في حين لو ان نظام النقطتين كان متبعاً لتوج سبورتينغ (48 نقطة) تلاه كل من بورتو وبنفيكا بـ47 نقطة. وآخر من دفع هذا الثمن ايضاً، المنتخب النيوزيلندي في مونديال 2010 الذي حقق 3 تعادلات، وحل ثالثاً في مجموعته، في حين كان سيحل ثانياً بنظام النقطتين.