إن كان الزمن خطا مديدا ينطلق من ماضي سحيق ويتوجه نحو مستقبل لانهاية له فإن الأمر محزن لأن هذا يعني أن لا شيء قد يعود من الأزمنة الجميلة الغابرة. أمّا إن كان الزمن مكتملا أو بعد يمكننا أن نتحرّك فيه جيئة وذهابا كما يذهب بعض العلماء، فالأمل كبير لنستعيد تلك الأزمنة الجميلة ونتوقف عندها طويلا. إن ما يتطوّر ويتغيّر هو الآلة وليس الزمن، حتى إن كنا نشيخ ونموت فإن الأمور الممكنة المتعلّقة بالزمن مرتبطة بطريقة تفكيرنا أولا.
اليوم ونحن نجلس أمام أجهزة الكومبيوتر الجميلة ونكتب مختلجات قلوبنا وأفكارنا هل نعي جيدا أننا ندفن الحروف إلى الأبد في قبور لا نعرف متى تغلق أبوابها؟ هل نعرف أن هواتفنا الذكية التي نخزن فيها أبهى لحظات حياتنا، من دون انتباه منا نودعها قبرها الأبدي وبخلل مفاجئ أو كبسة «تتش» خاطئة ينمحي كل شيء، تماما كما يحدث لشخص فاقد للذاكرة بعد تعرضه لصدمة.
لقد كان زمن الحبر والورق زمنا آمنا وجميلا فعلا، وكانت دفاترنا قطعا ثمينة ونحن نختارها بعناية بألوان مختلفة ونوعيات ورق تنبعث منها روائح فائقة السحر، لها تأثير مباشر على عقولنا ومشاعرنا لنكتب. لا أدري إن كانت الأجيال الجديدة تعي جيدا ما خسرته بعد فقدان أدوات الكتابة وإتقان كتابة الحرف باستدارته ومنحنياته الجميلة، مثل رقصة فالس. على الأصابع أن تعرف كيف تمسك قلما بأناقة ثم عليها أن تتجانس مع موسيقى الروح لتنساب الحروف على مسرح الورق مغناجة ورشيقة، من دون اهتزازات تخطئ درب تلك الرّقصة المدهشة. كل حرف سواء في اللغة العربية أو في لغات أخرى له أناقته حين كانت الكتابة بالريشة والحبر، ولا أعتقد أن تلك الأناقة ظلّت حين اخترعت الأقلام الجافّة.
اليوم وأنا أقف أمام ريشة من النوع القديم في علبة فاخرة وبسعر خرافي في محل للهدايا، تساءلت إن كان التّطور يقتل كل شيء جميل ليعوضه بأجهزة تختصر الزمن؟ هل تحقق لنا فعلا اختصاره؟ فكلما تطورت هذه الأجهزة تقلّص شعورنا بالزمن وشعرنا بضيق الوقت، حتى أن تلك المقولة التي تقول «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك» إنما هي تهديد مباشر لأدمغتنا لتشعر بالتشويش وبالقلق وتفقد جزءا مهما من تركيزها. صحيح أننا يجب أن ننجز أعمالنا في أوقات جيدة لكن هذا لا يعني أن ندخل في قتال مع الزمن، إتقان الشيء مرتبط بإعطائه حقه الزمني، وليس بحرق مراحله العمرية.
وقديما قال نابليون على ما أعتقد لسائسه «سق على مهلك لأن لي موعدا مهما» وفي ذلك حكمة عظيمة ليس لأن في العجلة الندامة بل لأن كل منجز يحتاج لزمنه الخاص ليكتمل. ونابليون نفسه وأغلب من نلقبهم بعظماء التاريخ لم نعرفهم جيدا إلا بما خطت أيديهم خاصة لحبيباتهم، وحتى إن كان للحب أقنعة فإنها لم تكن أقنعة لإرعاب الناس كما أقنعة السياسة. ولو أن هؤلاء جميعا عاشوا في الزمن الإلكتروني فحتما ما كان ليصلنا شيء مما خطته أناملهم وقلوبهم.
إن هذه الأجهزة غبية حتى إن كانت تقود حياتنا بشكل أسرع، فقد حدث ذات يوم أن تعطّلت كبسة حرف الاّم في جهازي، فعشت على مدى يومين «محنة عظيمة» وتعطلت كل أشغالي بسبب عدم مقدرتي على كتابة حرف واحد. وما كان هذا ليحدث لو أن كتابة الأحرف يدوية.
حسنا البعض يقول إن الأمر ليس هكذا، لأن لوحة المفاتيح مريحة، للأصابع وللرقبة والكتفين، كما أن الصفحات الرقمية يمكن تصحيحها، يمكن شطب وإضافة ما نريد، وكل هذا يعطي عملا نظيفا ومكتملا. أما الورق فيحتاج لطقوس كثيرة، وبذل مجهود مضاعف للحصول على النتائج نفسها، إضافة إلى أن طباعة المخطوط أصبحت مكلفة لصفه قبل نشره. «كُتّاب الورق « يصرون على أن نوعية الورق التي يكتبون عليها ونوعية الأقلام تلهمهم للذهاب في نصوصهم بعيدا، وتمنحهم زخما روحيا يغذي قصصهم طيلة فترة الكتابة، منهم من يكتب على دفاتر ملونة وآخرون على وجه واحد من الورق وآخرون على قصاصات ودفاتر صغيرة يحملونها حيثما يحلون. ويعتقد هؤلاء أن هذه الطريقة تشعرهم بالحرية لأنهم غير مربوطين بجهاز يحتاج لمكان تتوفر فيه الكهرباء وأنوار مناسبة لرؤية الشاشة جيدا. الأقلام الرقمية وتوابعها صرعة خرجت من السويد ونافستها صرعات أخرى ثم ما لبثت أن تراجعت، إن لم تنطفئ تماما، وما بقي ثابتا وسط تقلبات الأجهزة الرقمية هو الأقلام بأنواعها من أقلام الرصاص إلى أقلام الحبر.
أمّا القدرة على الكتابة بخط جميل فتلك هي المعجزة، فبعد العصر الذهبي للكتابة على أجهزة الكومبيوتر و«الآي باد» وغيرهما أصبح الحرف غريبا عن الأنامل.
اللغة كلها في خطر إذا توجه العالم إلى استبدال الدفاتر والأقلام لتلاميذ المدارس بالأجهزة الرقمية المشحونة بالطاقة الكهربائية والمفرغة من التلامس الحقيقي بين الأحرف والأصابع وتبادل نظرات العشق وجها لوجه… وهذا إن أنبأ بشيء إنما إلى فقد الرابط الحقيقي بين اللغة والإنسان، مثل الطفل الذي يفطم عند الولادة ويقذف به إلى ميتم ليهتم برعايته.
الكتابة على الورق بقلم كمن يجلس إلى حبيبه، مفعما بالمشاعر الجياشة والحب الذي يؤججه الحضور، الآن إن قال غيري إن «الغاية تبرر الوسيلة» فقد تعددت كثيرا وسائل تواصلنا فهل حققت الغايات؟
أنصار «الكيندل» سعداء بمكتبتهم الضخمة التي يحملونها معهم حيثما يكونون من دون عناء ولكن نسبة كبيرة من القراء عادت للكتاب الورقي الدافئ، في نيويورك تقول الإحصائيات إن أكثر من 30٪ من القراء تخلوا عن الكتاب الإلكتروني، أما الفرنسيون فلا يزال حماسهم أقوى للورق، ولم يهتز أبدا، ولا تزال باريس مقصد كتاب أوروبا كلها لرؤية كتبهم الورقية المترجمة للغة الفرنسية وهي في أبهى حلتها، خاصة حين تحمل توقيعهم لقراء يعرفون قيمة «خطّ اليد».
الأثرياء الذين دفعوا مبالغ خيالية للحصول على النسخ الأصلية لرسائل بين مشاهير، لم يفعلوا ذلك من أجل محتوى تلك الرسائل بل من أجل البصمة الخطية النّادرة لأناملهم وإن كان البعض يرى أن ذلك ضربا من الجنون فإننا اليوم حسب خبراء خط بارعين يمكننا قراءة شخصية كل منهم من خلال خطه.
بالنسبة لي إن كانت التكنولوجيا تسرقنا من أنفسنا وتحوّلنا إلى أجزاء متممة للماكينات فهل يحق لنا أن نتحدّث عن إنسانيتنا بعد بالمفهوم الذي قرأناه في كتب قديمة احتفت بالإنسان ككتلة من المشاعر والأمور المعقدة التي صنعته؟
من غير المنطق أن نتعلّق كثيرا بأجهزتنا اللابتوب وننسى الأقلام البسيطة التي أمسكت بأيدينا ونحن أطفال لتقودنا لعالم مختلف عن فضاءات اللهو وجهل الأشياء، ومن دون أن ندري جعلتنا نمشي طريقا طويلة في غمار المكتوب والمعرفة والنضال وتحويل الأفكار المتخيلة إلى منجزات ملموسة. ربما لهذا نفرح حين نُهدى قلما، نفرح أكثر حين «نسرق» قلما سهوا ونحن نملأ أو نوقع ورقة وفقط سارق الأقلام لا أحد يعتب عليك!
٭ شاعرة وإعلامية من البحرين
بروين حبيب
*مقال جميل من الأخت الكاتبة( بروين ).
* التطور من سنن الحياة ولا مفر منه.
صحيح الوسائل القديمة لها نكهتها وجمالها
ولكن الأجيال الجديدة تفضل كل جديد.
* زمان كان الناس يجلسوا بالساعات لسماع
كوكب الشرق ( ام كلثوم ) اما الآن الجيل الجديد يعتبر ذلك ضربا من الجنون..؟؟!
* أصبح الموبايل والكمبيوتر في حياتنا
من أساسيات الحياة المعاصرة ومن يتخلى
عنهما يوصف بالجهل والتخلف والتحجر..!!؟
سلام
يبدو لي أن هذا المقال أقوى و أكثر دسامة من أن يفهمه القارئ العربي
مع أنه جد مهم و عميق و لم يتطرق له كاتب آخر حسب علمي و معلوماتي
وددت لو نتناقش في بعض بنوده لكني أعرف سلفا أن لا أحد لديه الذخيرة الفكرية اللازمة
أنتظر المزيد منك سيدتي
رعاك الله
صباح الخير الذي نأمله في أنفسنا وفي أوطاننا…
استاذة بروين ،موضوع الكتابة او بالأحرى كيف نكتب ؛بكل ماتحمله الكلمة من معنى حميم ودافئ يعلمه الكثيرون ممن مشوا على درب الكتابة ، بدءا بالمبتدئين الى ان يصل الى محترفي الكتابة ممن هم في قامتك سيّدتي…
وودت حقيقة أن اشاطرك قصّتي بخصوص هذا المعنى…
كنت في البداية أكتب ماتجود به نفسي في حينه بالقلم الازرق الجاف او الحبر؛ولكثرة الشطب والخط وتغيير المعنى او الفكرة ،تصبح لدي مسودة ؛تقطع شهية الكتابة ،محبطة تكاد تجعلني اعدل عن طباعتها كي انشرها…
لذلك قررت الكتابة على الحاسوب مباشرة؛ لسهولة الطبع والمسح والتبديل ووو…
لكن احيانا كثيرة أمل من مقارعة تلك الشاشة الصامتة الجامدة،وفي مرّة من المرّات كنت على وشك الانتهاء من كتابة مقال ،واذا بالتيار الكهربائي ينقطع ويعود في ثانية فيختفي كل ماكتبته لأن لم أضغط على زر التثبيت؛صرخت صرخة من فقد حبيبا؛من اين لي ان أسترجع لحظات الالهام تلك وكيف أعيدها؟!!
ذهبت كتابتي مع الريح…
اصبحت بعدها اركز جيدا واضغط بين الفينة والأخرى على زر الحفظ…
ومع ذلك ؛اهتديت لخير من ذلك ؛ لأصدق وأعذب وأحب طريقة وعدت للحبيب الأول”وما الحب إلاّ للحبيب الأولِ” إنه قلم الرصاص في اسفله ممحات؛يرقص ويخط بأسوده على صفحات الورق الأبيض دون ان يخشى انقطاع وصلٍ،وإن أخطأ تغفر ممحاتي زلّته ،كما تمسح الابتسامة العَبَس…
أصبحت متعتي في الكتابة لا تكدرها المفاجئات التكنولوجية…
ثلاثتنا فقط بمعزل عن العابثين ؛قلم الرصاص وانا والورق….
شكرا سيّدتي على هذا المقال العميق،،،
يومك سعيد.
أتمنى ان يقرأ هذا المقال الجميل ، الجيل الجديد الذي لا يدرك مدى أهمية استعمال الأسلوب القديم الأصلي في الكتابة . فقد وجد طريقة سهلة وسريعة تعفيهم من بذل أية جهد ، حتى تهجئة الكلمات تصل اليهم جاهزة ، ولم يعد يستعينوا بالقاموس . فبعد كل هذه السنين ، بدأت تظهر التأثيرات السلبية عليهم بسبب توقف استعمال جزء مهم من الدماغ نتيجة الاعتماد على الآلات الألكترونية . فأثناء الكتابة بالقلم يتحرك جزء مهم بالدماغ ويٌحفزه على الابداع ، وكذلك مهم في حفظ الذاكرة ، لما فيه من تفاعل مباشر من اختيار الورق والقلم ، واسلوب حركة الخط ، والكتابة بتأني على السطور ، وهذا مالانجده في الكتابة الالكترونية التي هي كلها متشابهة ولا تحمل اية صفة مميزة لكاتبها .
يكفينا قلم واحد من أقلام الدكتورة بروين حبيب العزيزة علينا.هوأكيد ليس ( قلم الكحل ولا قلم أحمرالشفاه ).أنما هوقلم المعنى.ففي القرآن يقوم أصل اللفظ على أصل الفعل للسعة والتجديد أوعلى المصدر؛ لأنّ المصدريفيد الكثرة والجنسية…وبهذه المناسبة ( أقلام ) أشيرإلى سورة القلم في القرآن الكريم.والقلم مأخوذ من قلم : التقليم وهوقطع الجزء عن كلّه فهو: الإقليم المحدد.أي الوحدة السياسية بالمصطلح الحديث.طبعاً الشائع أنّ القلم في السورة هوقلم الكتابة ؛ وبعضهم قال : قلم القدرة…إنما هوالإقليم السياسي ( الدولة ).وسبب تنزيل السورة أنّ النبيّ الكريم أراد معرفة مصيرمُلك أمته الذي رآه بالبصيرة ؛ من بعده ومن بعد الخلافة…فأنبأه الله العليم الخبيربمآل الأمة إلى أقطارستبلغ سعة وعدداً ( 57 ).أين نجد هذا الرقم ؟{ ن ؛ والقلم وما يسطرون }.ونون عند العرب قيمته ( خمسون ).ومن معاني ( ن ) حبرالقلم والسمك الحوت والسيف.إلا أن ( نون ) هنا بمعنى القيمة العددية ( 50 ).ينظربذلك معاجم اللغة العربية كافة.{ والقلم }.أي الإقليم وهوهنا إقليم الجزيرة العربية حيث كان مهبط الرسالة الخالدة وحيث كان سيدي رسول الله ؛ والآن عدد دوله ( 7 ) أي دول مجلس التعاون الخليجي ( 6 ) زائد اليمن…فيكون عدد دول المسلمين (57) دولة ؛ وهوبالتمام والكمال عدد الدول الإسلامية اليوم في منظمة التعاون…ما الذي جعلها كذلك : { وما يسطرون }.الاستعمارمن التسطيروهوالتقطيع والتقسيم بسيف أوبساطور.ولا علاقة للفظ بسطرالكتابة كما قالوا من قبل.لقد قادني مقال الدكتورة بروين إلى أيام الابتدائية حيث كان التلاميذ في العطلة الصيفية بمدينتي سامراء ؛ ينتسبون إلى دار( المُلأ ) لتعلّم وحفظ القرآن الكريم..ورغم أنّ والدي كان شاعراً وكاتباً ناشراً ؛ لكنني لم أكُ أرغب الانتساب إلى ( المُلأ ) الذي كان يرفع عصاه الطويلة على رؤوس التلاميذ ( دون العاشرة من العمر).فأهرب عنه إلى اللعب في صحن جدّنا الإمام العاشرعليّ الهادي من البيت النبويّ الشريف ؛ وهوصحن كبير؛ أوالمكوث في مكتبة والدي ؛ وقراءة الكتب الكبيرة التي لا أفهم الكثيرمنها ؛ فأسال والدي عما أجهل…أوالشغب على التلاميذ وهم عند ( المُلأ ) وكلّهم من من زملاء المدرسة والحيّ ؛ وذلك بالتسلل إلى حديقة ( المُلأ ) خلسة ومعي ( نشاب الصيد ) مع حصى صلدة أضعها بكفي الصغيركمنْ يريد رجم أبي رغال في الحجّ ؛ لاصطياد العصافيرالمتواجدة بكثرة فوق شجرة توت ( المُلأ ) كأنها تتحداني بزقزقتها المتواصلة ؛ فما أن يراني ( المُلأ ) مصوّباً حتى يهرع مسرعاً نحوي وبيده عصاه ليضربني ؛ وهويقول: ( يا ابن المديرتعال تعلّم القرآن بدل صيد العصافير).ومضت الأيام الطويلة ؛ وإذا جميع التلاميذ الذين درسوا القرآن عند الملأ رحمه الله ( ينشغلون بشؤون الحياة ) إلا ذلك الفتى صياد العصافيرالبارع التصويب ؛ يتفرّغ للقرآن لأكثرمن عشرسنوات ليل نهارحتى أنجزّبفضل الله الرحمن تفسيراً علمياً جديداً من سبعة مجلدات كبار؛ بعيداً عن الإسرائيليات والخرافات والأساطيرواللامعقول ؛ هوقيد النشرالآن ؛ وسمّاه : معــارج الجمال.سنهدي إن شاء الله أول نسخة منه إلى أسرة جريدة القدس العربيّ الغراء
الغالية بروين
بحكم عملي بالإذاعة تصلنا الأخبار في حلة جاهزة الإملاء وراء الميكرفون لكنني قررت منذ اول يوم لي بالإذاعة عدم قراءة تلك الأوراق التي لا تشبهني و كلن لا بد لي من اعادة كتابة الخبر بنبضي الخاص و بلون حبري الذي يعرف وجعي !!
القلم و هو يخدش حياء الورقة تماماً كالرجل الذي يغتصب امرأة عن تراضي و عن شهوة مشتركة !!!
هذه التكنولوجيا تؤسس لمرض الالزايمر او فقدان ذاكرة العمر و قتل شهوة الحنين!!
اشكر الاستاذة على المضوع القيم ونتمنى المزيد في المستقبل، واحيي المعلقين على موضوعك و اتمنى التوفيق للجميع.