أكد التوصل إلى نقاط مشتركة مع الولايات المتحدة

حجم الخط
0

إسطنبول ـ «القدس العربي» ووكالات: تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاستقاله من منصبه فوراً وترك القصر الرئاسي في حال تمكن زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة «كمال كليتشدار أوغلو» من اثبات اتهاماته لأردوغان بوجود حسابات مالية له خارج البلاد وتحويل ملايين الدولارات إليها.
وكان كليتشدار أوغلو اتهم، الاثنين، أردوغان بفتح حسابات بنكية تحت اسم شركات وأقرباء خارج البلاد وتحويل ملايين الدولارات عليها في اتهام نفاه الرئيس التركي بشكل قاطع واعتبره محاولة جديدة من المعارضة للاضرار بسمعته «في ظل الافلاس السياسي الذي يعاني منه أكبر أحزاب المعارضة».
وقال أردوغان في كلمته أمام الكتلة البرلمانة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، أمس الثلاثاء: «كمال كليتشدار أوغلو يدعي أن هناك حوالات مالية لي من خلال أولادي، عمي، أخي، مدير القلم السابق الخاص بي، وسابقاً أدعى أنني أملك 3 مليون دولار في الخارج، وأنا أقول له مطلوب منك أن تثبت ذلك».
وأضاف غاضباً: «أقول له رجب طيب أردوغان لا يمتلك قرشاً واحداً خارج البلاد، إذا تمكنت من إثبات أنني أملك أموالا في أي بنك خارج البلاد سوف أتخلى فوراً عن منصبي في الرئاسة ولن أبقى لدقيقة واحدة في مكاني، أعدك بذلك»، وتابع: «لكن في حال لم يتمكن كمال (كليتشدار أوغلو) من اثبات ذلك هل سيترك منصبه؟».
ولاحقاً ورداً على تصريحات أردوغان قال زعيم الشعب الجمهوري إن لديه أوراقاً تثبت إدعاءه قام بعرضها خلال كلمته أمام الكتلة البرلمانية للحزب ـ لم يتسن التأكد من مضمونها وطبيعتها ودقتها-، مجدداً نفس الاتهامات للرئيس التركي بتحويل أموال إلى الخارج.
وقال كليتشدار أوغلو إنه في عام 2011 تم فتح شركة في منطقة تسمى «جزر مان» يعمل بها شخص واحد ومن ثم جرى تباعاً تحويل عدة ملايين من الدولارات لحساب هذه الشركة التي قال إنه يشرف عليها عدد من أقرباء أردوغان ومدير قلمه السابق وعدد من المقربين منه.
وعلى الفور فتحت وسائل الإعلام التركية المولية للحكومة موجات تغطية مباشرة واتهمت زعيم المعارضة بالفشل في اثبات اتهاماته للرئيس وطالبت إياه بالاعتذار، والاستقالة من قيادة الحزب، وقال عشرات المحليين والقياديين بالحزب إن كليتشدار أوغلو يحاول «التماهي مع الضغوطات والمؤامرات الدولية على أردغان بالتزامن مع مؤامرة محاكمة رجل الأعمال التركي الإيراني رضا زراب في أمريكا»، على حد تعبيرهم.
وجرت امس أولى جلسات محاكمة رجل الأعمال رضا زراب ونائب الرئيس السابق لـ«هالك بنك» التركي بتهمة مساعدة إيران في التهرب من العقوبات الدولية وسط خشية من مساعي أمريكية لزج اسم أردوغان بالقضية، في خطوة وصفها مسؤولون أتراك بـ«مؤامرة كبيرة تحاك ضد أردوغان والدولة التركية».
رئيس الكتلة البرلمان لحزب العدالة والتنمية الحاكم قال إن «جميع إدعاءات كليتشدار أوغلو كاذبة والأوراق التجارية التي لا علاقة لها بالموضوع والتي قام بنشرها نسفت ادعاءاته، يجب عليه الاستقالة من قيادة الحزب».
وتوقعت وسائل إعلام تركية أن يلجأ الرئيس التركي إلى رفع قضية في المحاكم على زعيم المعارضة بتهمة التشهير واستخدام وثائق غير دقيقة، وسط توقعات بتصاعد الاتهامات بين الحزب الحاكم والمعارضة كلمااقترب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسة المصيرية عام 2019. وفي السياق، ثمّن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المكالمة الهاتفية التي أجراها معه نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة الماضية.
جاء ذلك في كلمة أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في أنقرة، أمس الثلاثاء.
وقال أردوغان تعليقاً على المكالمة مع ترامب: بعد فترة طويلة، استطعنا التوصل إلى نقاط مشتركة في العلاقات التركية الأمريكية، وسنواصل ذلك (التوجه) في الأيام المقبلة.
وأضاف أردوغان أنه تباحث مع نظيره الأمريكي حول كافة المسائل التي تخص البلدين، بما في ذلك دعم واشنطن لتنظيم «ب ي» في سوريا، وقضية إعادة زعيم منظمة غولن الإرهابية إلى تركيا، إلى جانب التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.
وتابع قائلاً: في المكالمة قالي لي ترامب إنه سيعاود الاتصال بي خلال الأسبوع الجاري.
وتوافق الرئيس أردوغان مع ترامب، خلال المكالمة المذكورة، على محاربة جميع المنظمات الإرهابية، فيما تعهد الرئيس الأمريكي بوقف دعم تنظيم «ب ي» الإرهابي شمالي سوريا بالأسلحة.

أكد التوصل إلى نقاط مشتركة مع الولايات المتحدة
أردوغان يتعهد بالتنحي عن الحكم في حال أثبت زعيم المعارضة اتهاماته له بنقل ملايين الدولارات للخارج
إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية