أكشن

هل من واجب الدولة أن تحمي سكانها من النار؟
يلح السؤال بكوميدية كلما سمعنا عن محاولات جديدة في دول شرقنا الأوسط لبسط النفوذ الديني متلبساً ثوباً قانونياَ. لماذا تصر الدولة، ذات التقنين الديني، على تنظيم حياة أفرادها الأخروية وهي المنظومة التي يجب أن تكون معنية بالحياة الدنيوية؟
ما هو الدور الأول المنوط بالدولة، أن توجه شعبها أخلاقياً، أن تقومه سلوكياً، أم أن تنظم حياته لوجستياً؟
كل هذه أسئلة ملحة نقف أمامها ونحن نعيش على بقع جغرافية متناقضة وزمنها، بقع حاضرة بجغرافيتها في القرن الحالي، وعائدة بآيديولوجيتها الى قرون عدة مضت، فتجدنا معلقين، دوماً معلقين، بين فكر حديث لا يعرف الحدود، وحدود غابرة لا تعرف التفكير.
إذن هل تحاول الدولة الإسلامية أن تحمي سكانها من دخول النار؟ أن تضمن لهم حياة أخروية موفقة؟ هل، عن طريق التشريع الديني وفرض ما يعتقد أنه أخلاقيات عقيدة معينة، تحاول الدولة إصلاح الأفراد ليصبح كل منهم مؤمناً تقياً حتى توصله في نهاية المطاف الى الجنة؟ أم أن الدولة في فرضها للقانون الديني تحاول حماية المجال العام بإضفاء طابع ورع محافظ يجعل منه بيئة دافئة للملتزمين وحارة حارقة للخارجين عن الصف؟
إنه من المضحك المبكي أن يكون هناك اعتقاد بأن للدولة، هذا التكوين السياسي الإداري، لهؤلاء الموظفين الذين يفترض أنهم يعملون جميعاً «عند» الشعب، دور في إيصال أفرادها إلى حياة أخروية ناجحة، حماية لهم من النار ووصولاً بهم الى الجنة. لا أعتقد أن هناك إمكانية مناقشة هذا الدور دون أن تأخذك نوبة ضحك وأنت تتخيل الدولة تتلبس ثوب والديك محاولة دفعك، ترهيباً وترغيباً، للمواظبة على الصلاة أو الإلتزام بالصيام محبة بك وخوفاً على مصلحتك الأخروية، أو وأنت تتصورها ملتحفة عمامة إمام مسجدك وهو يصور لك فظاعة آثامك وطريق التوبة عنها.
ليس هذا بثوب الدولة ولا يمكن أن يكون دورها، فالدولة ليست أباً ولا أماً، والدولة ليست إماماً ولا خطيباً ولا واعظاً، الدولة مجموعة موظفين، في الغالب خطاياهم تفوق خطايا شعوبهم، وآثامهم تجب ما يصدر عن محكوميهم، منوط بهم تنظيم حياة هذه الشعوب، وهي المهمة التي، بالرغم من سهولتها مقارنة بالمهمة الأخروية، غالباً ما يفشلون ببراعة في إتمامها.
إذن يبقى الاعتقاد الثاني والذي يقول بأن على الدولة أن تحمي الطابع المحافظ العام وإن كان رغماً عن أنف بعض أفرادها الذين ينظر لهم على أنهم خارج دائرة العام المقبول. الدولة التي تمنع إشهار الإفطار في رمضان على سبيل المثال تكيف قيدها على أنه حفاظاً على «إسلامية» الشارع وطابعه العام الورع وإن كان الأفراد على غير هذا المنحى، فهل يا ترى يحفظ هذا التوجه ذاك الشارع العام أو يدفع بالأفراد الى ورع لا يرغبونه أصلاً؟ لربما الناتج الوحيد عن سياسات الدولة التي تحشر الممارسة الدينية في حلوق الناس هي خلق أفراد خرس منافقين، في محيطها هم صامتون، يبدون غير ما يخفون، دوماً ما يخرجون خارج حدودها ليمارسوا حرياتهم، وبسبب الكبت، ينطلقون بصورة مفزعة في ممارسة هذه الحريات، حتى ينتهكوها وينهكون أنفسهم معها، ثم يعودون لأرض الوطن لتمثيل الدور الذي اعتادوه من جديد.
كيف يمكن لنظام كهذا أن يكون ذا أي فائدة؟ أي نظام عام تحميه الدولة وأفرادها يستخدمون أرضها كبلاتوه كبير لا يتوقفون عن التمثيل فيه؟ أي استتباب لأخلاق إذا ما لم تتأت من إرادة حرة؟ أي تأصيل لورع إذا ما لم يتحقق عن اختيار حر مطلق؟
إن الدولة التي تحاول «تديين» أفرادها، لا تهدف سوى الى القبض سياسياً على أعناقهم بقبضة ملفوفة بقفاز الدين، لا ترمي سوى الى توزيعهم كحطب شطرنج على أرضها الدنيوية، فالدولة لا تعرف عن الدين أكثر مما يعرف الأفراد، لا وساطة لها الى طريق الجنة أو النار، هي مؤسسة سياسية، غالباً خرابها أكثر من صلاحها، وليس الدين بالنسبة لها سوى قفاز آخر، مشهد تمثيلي تحكم به الأفراد جميعاً في أدوارهم المكتوبة التي ليس لهم أن يخرجوا عن نصوصها.
وها هو رمضان يحضرنا مجدداً، ينعاد عليكم بكل خير، ومعه قوانين منع المجاهرة بالإفطار، لمَ؟ حمايةً لورع الدولة ورعايةً لمشاعر الصائمين، وكأن للدولة ورعاً، وكأن ورعها يتأثر اذا وضع أحدهم لقمة في فمه نهار رمضان، وكأن الورع دواء على الدولة أن تجرعه للجميع، وكأن الصائمين ترهف مشاعرهم حد أن كل مفطر يخدش هذه المشاعر، وكأن مشاعر الصائمين لا تخدش سوى في الدول الإسلامية، أما في الغرب، فلا تخدشهم البارات المفتوحة على مدار السنة وإبان صيامهم، وكأن التحدي لصومهم يتأتى من شربة ماء يدلقها عامل فقير في شارع عام صباح نهار رمضاني حار.
متى تنتهي تمثيليتنا السخيفة؟
كل عام والجميع بخير

أكشن

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول رياض- المانيا:

    بداية  لا يمكن فصل الدور (اللوجستي) الاداري للدولة عن الدور الاخلاقي ابدا. فعادة  ما يكون لكل قانون يسن  في الدولة، هدف اخلاقي وفضيلة تسعى الدولة لتحقيقها.
    لنأخذ المانيا كمثال وهي في قلب اوروبا واحدى اهم دولها. فمثلا يرفض الحزب الديمقراطي المسيحي الزواج الشاذ والاجهاض لاسباب اخلاقية ودينية صرفة ، فيصدرون مثلا قوانين لمنع الاجهاض؟!! اليس هذا تدخلا في حياة المواطنين كما تدعي الكاتبة؟ هل يعتبر هذا رجوعا ايديولوجيا لقرون مضت؟ ام ان الوضع مختلف، لان غير الاسلام هو المتهم؟  ثم اين هي ( الدول الاسلامية) التي تتحدث عنها الكاتبة؟ انا لا اعرف الا دكتاتوريات تقمع الاغلبية وتجبرهم على السمع والطاعة والتسبيح بأمر الحاكم. دكتاتوريات وان ادعت انها تطبق قوانين تمنع الناس من الافطار في رمضان لشهر كامل، فانها تمنعهم من امور اخرى هامة ، فتمنعهم من استنشاق هواء الحرية والكرامة على مدار العام. هنا يتضح الفرق، وهو ان الغالبية  تعظم شعيرة الصيام  وتنتظره من العام الى العام، ولكنها ابدا غير راضية  عن الاستبداد ومصادرة حريتها وكرامتها وحقوقها السياسية، فلماذا الحديث بسلبية عما تحبه الاغلبية وترك الحديث عما يهمها وتطلع اليه؟  لا بد هنا ان اعترف انني اصبت  بنوبة  من الضحك، ليس بسبب تخيل  المثال الوارد في المقال، بل بسبب تخيل نقيضه الاقرب الى الواقع ، كمثل  راقصة شبه عارية اعتلت منصة  بين مجموعة من المحجبات المقتنعات تدعوهن وبالاكراه الى نزع الحجاب مع انها هي الشاذة وهن الاغلبية!! فكيف يستقيم هذا؟ بالرجوع الى المانيا، يمكن توضيح  فكرة تدخل الدولة الالمانية في  تربية ورعاية الاطفال عبر المثال التالي:  في حال فشل الوالدين في تربية الاطفال، فان الدولة تصبح بمثابة الاب والام وتقوم بدور التربية؟ اليس هذا دورا اخلاقيا؟ لا تخدشنا في اوروبا البارات المفتوحة اثناء الصيام  لاننا اقلية ونحترم رأي الاغلبية بان تعيش كما تحب. فلماذا الاعتراض على مراعاة مشاعر الغالبية الساحقة من مجتمعاتنا. كم مسلم قتل في الهند، بحجة انه اهان بقرة؟ الم تصل بعضنا اخبارهم؟  شخصيا لا اعتقد اننا بحاجة الى قانون لمنع الافطار،  فعندما اكون في فلسطين، لا ارى مفطرا واحدا برغم عدم وجود قانون، حتى الاخوة المسيحيين ، لا يفطرون في الاماكن العامة، ليس خوفا من قانون غير موجود، بل ذوقا وخلقا رفيعا منهم. كل عام وانتم بخير

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      برأيي معك حق في بعض النقاط أخي رياض. لكن هناك نقطة أحب أن ألفت نظرك إليها. لا تنسى أن ألمانيا فيها تعددية سياسية والحزب الديمقراطي المسيحي ليس إلا أحد الأحزاب فيها ومن ثم نظام الدولة في ألمانيا يضمن الحريات الفردية تماما فإذا كنت مع هذا المبدأ أي دولة تعددية تضمن الحريات الفردية (والسياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية …) عندها لا أرى أي نقطة خلاف بينك وبين الكاتبة أو على الأقل لا يوجد نقطة خلاف أساسية أما بقية النقاط فيمكن أن يكون لكل حزب برنامجه الخاص بها كزواج المثليين في ألمانيا كمثال فقط. هل فهمت أنا تعليقك جيداً, أم أنك لا تتفق مع هذا المفهوم من التعددية السياسية؟

    2. يقول رياض- المانيا:

      اخ اسامة. تتدعي الكاتبة، ان الاخلاق العامة ليست من شؤون ادارة الدول وهذا خطأ فادح فالواقع يثبت عكس ذلك.. كان الاجدر ان تتحدث عن الاستبداد بدل الهجوم على الدين. لانه حتى وفي اوروبا وانت تعلم ذلك، يوجد احزاب لها خلفية دينية. فهل نريد ان نكون ملكيين اكثر من الملك.

    3. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      أخي رياض أنا افهم جيدا ماذا تقول الكاتبة لكنك انت تهربت من الإجابة عن السؤال لماذا, السؤال واضح!

  2. يقول مشير الفرا - بريطانيا:

    أحسنت كالعادة أختنا ولا أدري إن صح التعبير ” رفيقتنا ” إبتهال . فعلاً مجتمعاتنا تفضل أناس خرس منافقين واسمحيلي أن أضيف ” منفصمي الشخصيات ” وهنا لا أتكلم عن موضوع إشهار الإفطار في رمضان فقط والذي اعتبره ثانوياً مقارنة بالبلاوي الأخرى وبالطبع لا تعميم  :  
    ينتقدون  الناس  ؛ بل ويجرموهم وفي حالة كثيرة يؤذونهم   لعدم تدينهم؛  بينما يمارس هو أو هي ما هو  متناقض مع ما يدعو إليه  ؛ يهاجمون العلمانية بشراسة ويهربون إليها ليمارسوا   عقيدتهم في رحابها  بكل حرية ؛ يدعوون للدين ويمارسون العادة والتقاليد المناقضة من زواج أقارب وقتل شرف وإهدار في المناسبات ؛ يعشقون  القبلية البغيضة ؛ يتزوجون مثني وثلاث ورباع دون تنفيذ شروط الدينية لهذه الزيجات ؛ يغتابون وينمون ؛ يكذبون ؛ يرفضون المسرح والسينما وبيوتهم مليئة بالانترنت وما فيه من خروج؛ لا يهتمون بالنظافة رغم أن دينهم يأمرهم بها   ؛ يحرمون المرأة حتى ميراثها المجتزأ أصلاً ؛ ينافقون حكامهم الفاسدين المجرمين ولا يجرأون على رفع صوتهم بكلمات ضد طغيانهم  ؛ يعشقون الطائفية البغيضة ؛ يغشون في تجارتهم وأعمالهم ؛ يستغلون الدين للمصلحة الشخصية ويفصلونه على مقاسهم  ؛ و-   و-   و-  و !!! . كل هذا لا يهم ما داموا “يظهرون ” بمظهر المتدينين ويمارسون الطقوس والكثير منهم للأسف جاهليين بأمور دينهم ؛ المهم أن يرددوا الكليشيهات الجوفاء من الأسطوانة المشروخة التي نسمعها وسمعها من سبقنا بمئات السنين .
    استمري رغم الحملات المتكرره من نفس الأشخاص ؛ اللذين  لحقهم في إبداء الرأي كل الإحترام ؛  الذين يرددون نفس الكلام ومرجعهم المسلمات واللذين اتمنى منهم أن  يدركوا أنه لا يمكن إجراء نقاش علمي نقدي سليم في أي مكان  إن كان سقفه الغيبيات والمسلمات . أنا أرى أن هذه الحمله لا تزيدك إلا قوة على ما يبدو . 

    نحن بحاجة لأن يهتم الناس بإيمانهم ويركزوا عليه بدل اهتماهم بإيمان غيرهم ؛ أعتقد أن هذه مقوله للمبدع ” علي الوردي ”

    مشير الفرا
    بريطانيا

  3. يقول رؤوف بدران- فلسطين:

    الجنة والنار يتفاوت مفهومها بين معتقدٍ ومعتقد؟؟! فجنة الهندوس تختلف عن جنة زرادشت ؟! وجنة الاسلام تفوق في جمالها جنة غيرهم ,
    وجهنم “دانتي” تفوق في صعوبتها واحتمال قسوتها كل المعتقدات في تصورات عذاب نارها؟؟!
    ” الجدنة شيء منشود غير موجود”
    احد المعلقين ذكر منع لبس البوركيني في فرنسا, وقامت القيامة لهذا المنع!! ان تواجدكِ في البحر على الشواطيء المكتظة بالمستحمين وهم في لباس البكيني والخيطيني( الحزام الخيطي ) وتمتعك ربما؟ باجسام الشباب الممشوقي القامة والقوام , هذا لا يعفيكِ من كِبَرْ الذنب حتى وان كنتِ لابسة بوركنيني , اذا كنت فعلاً تخجلي من لبس البكيني امام الناس فالافظل عدم التواجد على الشاطيء ( البكيني) , عندما تقرري عدم اتيان الشطئان , فلن تجدي اي احد كان من منعك بعدم المجيء!! بعض المتزمتين امرهم\ن عجيب؟!!
    نحن سنبقى قراءك د. ابتهال لاننا نجد في افكارك الانفتاح واليقظة والنور و…معالم الطريق الى الجنة والسلام

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      كلام سليم أخي رؤوف!

  4. يقول خليل ابورزق:

    تقول الكاتبة المحترمة: إذن هل تحاول الدولة الإسلامية أن تحمي سكانها من دخول النار؟ و تبني على هذا مقالها.
    ومرة اخرى نرى الخلط بين الاسباب و النتائج فبداية لا يوجد لدينا اليوم دولة اسلامية و لا يوجد اصلا دولة اسلامية مقدسة. و عبر التاريخ كله كانت هناك دول حكمها مسلمون اجتهدوا في تاسيسها وادارتها في اختلافات واسعة جدا. بل ان هذه الدول كانت تتغير في بنيتها و احكامها ليس فقط من حقبة الى اخرى و من اقليم الى آخر بل خلال فترة الحاكم الواحد نفسه.
    مشكلة الكاتبة انها تضع نفسها في تناقض مع الدين و التدين بينما هذا حرية شخصية و كان الاجدر ان تطالب بالحرية لها و لغيرها والتي هي الاساس

  5. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

    أختي ابتهال حسب ما فهمت من المقال, النقد ينصب على الدولة التي تحكم مجتمعنا أي الدولة في بلادنا العربية الإسلامية. هذا بالفعل يمثل بالنسبة لي نوعاً من التجاوب مع بعض الانتقادات التي تم توجيها للكاتبة مع أنه يبقى اتهاما عاماً للدولة دون تخصيص ربما خوفاً من أرهاب الدولة ذاتها!. وبرأيي كلامك صحيح من حيث المحتوى (ولو أن الأسلوب نوعا ما يبدو استفزازيا لكن لننظر الآن إلى محتوى المقال), لأننا نخضع لدولة الاستبداد والقمع ومصادرة الحرية والكرامة والحقوق السياسية. أما من ناحية الحريات (السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والفردية) فهي حتى تكون مصانة لابد من قوانين تضبط نظام الدولة وأفرادها (سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ….) وهذا شيء طبيعي ولكن المشكلة الأساسية بدون تحقيق مفهوم الحريات الأساسية لا يمكن الحديث عن الحدود أو القوانين التي تضبط نظام الدولة. أما من وجهة نظر مبدئية كيف يجب أن تكون العلاقة بين الدولة والدين برأيي يجب أن تكون علاقة بعيدة عن الصراع الأيديولوجي أو الدموي الذي نعيشه على جميع الأحوال وبعيداً عن سيطرة الدين على الدولة أو الدولة على الدين حتى لا يتم استغلاله وتوظيفه لخدمة الدولة وليس المجتمع!. وبالتالي أعتقد أن التعددية السياسية هي الأفضل لنا جميعا. وأخيراً النفاق في مجتمعنا ليس فقط بسبب الدولة الاستبدادية بل أيضاً بسبب التسلط والاستبداد الذي يمارسه المجتمع بغطاء ديني على الأفراد, وهذه مأساة كبيرة في مجتمعنا سببها فقدان التحرر الاجتماعي بسبب انعدام الحرية الفكرية والثقافية والاجتماعية التي تمارسها دولة الاستبداد. مما يعني حلقة أنها شيطانية تسيطر على مجتمعنا وكيفية الخلاص منها أوالتغلب علينا هو معضلتنا الأساسية بلا شك!.

  6. يقول عادل:

    المقال يدعوا الى فهم دور الدولة. وهل من ادوار الدولة حماية الاخلاق؟ الاجابة تأتي من الدول الغربية التي تتخذها كاتبة المقال مثالا علينا ان نحتدي به. بما ان الشخص في الغرب حر في فعل مايريد لماذا يعاقب من يخرج عاريا في الشارع؟ فمادام الشخص حرا في فعل مايريد فمن باب اولى ان يلبس مايريد او حتى يخرج عاريا اذا اراد. ولماذا تمنع الدعارة في بعض الدول الغربية، هل هو حفاظا على الاخلاق ام لان البعض يعتبرها مهنة يجب ان تؤدى الضرائب عنها؟ ولنترك الغرب ولنذهب الى الهند. ماذا سيكون رد فعل الناس هناك اذا اراد شخص ما ذبح بقرة في منطقة هندوسية؟ هل دعا اي علماني هندوسي الى امر مثل هذا؟
    الدعوة الى الحرية شيء واحترام مقدسات الآخرين امر آخر. والكوميديا السوداء هي من لايفرق بين الافكار والخواطر.

  7. يقول رياض- المانيا:

     @ Dr. Bashir /Ireland
    اخي العزيز الدكتور بشير. اود بداية ان اشكرك على تعليقاتك القيمة الرائعة. اخي الحبيب وكما تعلم، فان هذا الدين العظيم باق باق باق… ويتمدد يتمدد يتمدد. في مسجدنا الرائع لدينا كل اسبوع على الاقل ثلاثة المان مسلمين جدد من صفوة المجتمع: اطباء، مهندسين الخ. وكل هذا برغم الحملة الشرسة التي يتعرض لها الاسلام فوق كل ارض وتحت كل سماء. قد يسأل سائل، ما هو السر؟ لقد بدأ هذا الدين العظيم برجل وامرأة وطفل، الان اصبحنا مئات الملايين. لقد حاولت قوى عظمى في الماضي ان تنهي هذا الدين العظيم ففشلت واندثرت هي وبقي الاسلام وها هم يحاولون الى الان دون جدوى، لانها ارادة الله ورعايته، فهي فوق كل ارادة. فلن يضير الاسلام رأي كاتب هنا او هناك، او فيلسوف هنا او هناك او حتى رئيس هنا او هناك . ذلك كمثل طفل صغير يهدد جبل بانه سيرميه بحجر! ستبوء كل المحاولات البائسة بالفشل، فالذين يظنون ان باستطاعتهم ايقاق
    تدفق هذا النهر الجاري العظيم، فهم بذلك يبنون قصورهم على الموج، فلن يحققوا في حياتهم الا الحسرة  والندامة وبعد مماتهم سيبوؤون بآثامهم وسيواجهون الحقيقة التي لطالما انكروها وحينها لن ينفع الندم. فلا تكترث ولا تهتم. وسبحان الله كل يوم ازداد انا شخصيا قناعة، بان العلمانية نبتت في حديقة الاسلام الغناء في غفلة من الامة.. اخير انهي بخير واصدق الكلام بخير:
    (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      اخي رياض، لا احد يريد موت الاسلام كما تفضلت، هل فاتني شيئ او كالعادة …
      .
      كل ما في الامر، هناك مقاربة للوضع كما هو و ليس كما يجب ان يكون … في مخيال البعض …
      انا احب ديني و اعتز به، و ان انتقدت شيئا في السياسة و الحياة عامة، ارفض ان يضعني احد في رف
      الناقمين عن الاسلام، هذه الهراوة هي بالضبط التي يستعملها المتحكمون في رقاب الناس دينيا … و الامثلة امامك.
      .
      طريقة تعليقك فيها استحواذ على الدفاع عن الاسلام، بطريقة البولدوزر عادة … انا ارى ان هناك طرق شتى
      للدفاع عن هذا الدين الحنيف، و منها طريقة الكاتبة، و بعض الاخوة و الاخوات، الا و هي تكسير قداسة عدم
      الخوض في امور بعينها … لنسحب السجاد من تحت اقدام المستبدين، و تعوم حرية المعتقد، و حرية الفرد،
      لان الله تعالى خلقنا احرارا يا اخي رياض، و هذه فطرة. و كل من يعاكسها، انما يعاكس تابت الاهي و باسم الله.
      .
      هكذا كما في افكارك في مرات عديدة، استحواد على الحضارة الاسلامية باسم الدين. صحيح انه كانت هناك
      حضارة، لكن يا اخي يجب ان تذكر لازمة مع هذه الفكرة، الا و هي، كانت هناك حضارة حينما كانت حرية فكرية.
      حينما ذهبت الحرية الفكرية، ذهبت الحضارة، … و لله في خلقه شؤون، على حد قول جاري من الجزائر، بولنوار.

  8. يقول فؤاد مهاني (المغرب):

    من خلال كلامك يخيل لي أنه ما شاء الله قدا رجعنا إلى أيام الخلافة الراشدة وأيام عز ومجد هذه الأمة الإسلامية التي هانت أمام كل حثالى العالم.وأنا يا سيدتي سأريحك وأقول: أتحدى من يعطيني دولة عربية واحدة ولا أقول إسلامية تطبق الإسلام كما كان عليه السلف الصالح من عدل وأخلاق.لا شيء من ذلك بتاتا سوى في بعض الجزئيات البسيطة كالأحوال الشخصية فالكل يمارس سياسة براغماتية من أجل عرض دنيوي ضاربين بعرض الحائط بكل تعاليم هذا الدين فلا يكاد يخلو بلد من البلدان الإسلامية من تكدس الخمارات في المدينة الواحدة ونوادي القمار والفسق داخل بلدان يقر دستورها بأن دينها هو الإسلام.ليس هناك توزيع للثروة بالعدل أين هي 20 في المئة من زكاة الركاز الواجبة شرعا عند دول تنعم بالبترول انعدام تغطية صحية، خوصصة التعليم وانحصر لمن يتوفر على المال. انتشار الجهل والفساد بكل أنواعه.أما أن تحمي الدولة سكانها من النار فأعتقد هذا من هداية الله “إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء” كما تقول الآية وما الرسول الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام سوى مأمور بتبليغ الرسالة ومن أراد أن يكفر أو يسلم فذلك من حرية الإنسان الشخصية التي ناضل وجاهد الإسلام من أجلها لترك الناس أحرارا في اتباع هذا الدين الحنيف أو اتباع اعتقاد آخر بدون ضغوط أو إجبار بإمكانك أن لا تصلي وتعتقد بما شئت ولكن لا يجوز لك مثلا أن تسفه هذا الدين العظيم بالتشكيك في القرآن والبخاري لزعزعة عقيدة المسلم لأنك تعتدي على الحرية الشخصية والحرية الشخصية تنتهي عندما تمس حرية الآخرين بإمكانك أن تجادل وتناقش وتناظر بالحجة والبينة وفي النهاية أنت من تقرر ولك الإختيار.أما عن صوم رمضان الذي يتوق كل المسلمين كل سنة في أداء هذه الشعيرة الإسلامية داعين الله أن يستجيب لنا بالمغفرة والرحمة ولم صفوف هذه الأمة الإسلامية فألاحظ أنك تستنكفين على المسلمين حتى صيام هذا الشهر العظيم بسلام بدون إيذاء لمشاعر المسلمين. فأكل رمضان جهارا نهارا أمام المسلمين لا يجوز يا سيدتي لأن يجرح مشاعرهم ويستفزهم وحتى في عهد الإستعمار الفرنسي للمغرب كان يمنع قانونيا على الفرنسيين أكل رمضان في العلن كما لا يجوز كذلك على المسلم أن يعتدي على مشاعر الغير مهما كانت ملته وعقيدته وعليه احترامها وهنا تحضرني قصة لشخص أثق فيه ثقة شديدة سأختم بها يحكي فيها عن ضيف مسيحي من إحدى الدول الأوروبية استضافه في بيته الكريم مع أسرته الفاضلة أيام رمضان المبارك.هذا الضيف أمسك عن الطعام والشرب ولما أمروه بأن لا حرج عليه في الإفطار لأنه ليس مسلما رد عليهم إنه يفعل ذلك احتراما لمشاعر هذه الأسرة الكريمة وحسن ضيافتها والمفاجأة السارة أنه بعد ذلك بسنة رجع هذا الشخص وهو مسلما حنفيا نظرا لكرم هذه العائلة الفاضلة وحسن خلقها.

  9. يقول سلام عادل:

    الاخ رياض من المانيا يقول ان لديه كل اسبوع (على الاقل) ثلاثة المان مسلمين جدد اي في الشهر 24 مسلما جديدا على الاقل وبالتالي لدينا في السنة على الاقل 300 مسلما جديدا وبما ان عدد المساجد في المانيا حسب دويتشة فيله القناة الالمانية يفوق 2000 مسجد فانه يجب ان يكون لدينا 60000 مسلم الماني جديد فلن ازيد

    1. يقول رياض- المانيا:

      سيد سلام عادل. هذا على اقل تقدير. ففي عام 2008 كانت نسبة من غيروا دينهم الى الاسلام حسب احصاءات رسمية حوالي 28 الف شخص. وهناك العديد يكتفون باعلان الاسلام في المساجد دون تغيير الديانة لدى الدوائر الحكومية. يمكنك الرجوع الى المصادر بهذا الخصوص ومنها تقارير صحفية مثل شبيغل وغيرها.

  10. يقول Dr. Bashir:

    الى اخى الدكتور رياض / ألمانيا
    جزاك الله كل خير والله قد اثلج صدرى تعليقك القيم والصادق. والله ما انا بمتعصب ولا متشدد ولكننى غيور على ديننا الذى من الله علينا به. وانى لأعجب من ما يكتب هنا وهناك ضد كل ما هو خير فى ديننا من غير دليل او برهان فكأنما اضحى الطعن فى الاسلام وسيلة من لا وسيلة له للشهرة.
    انا مع التجديد الدينى والنظر بنظرة موضوعية فى أمور ديننا ولكن يجب ان ياتى هذا الامر من أهل الاختصاص وأهل الثقة والمعرفة المغيبون فى السجون لا شيوخ السلاطين وأشباه الشيوخ الحديثين ( Modern).
    هذه تهنئة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بقدوم رمضان، وأنا أهنئكم بها…
    (أتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه، فينزل فيه الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله )
    بلغنا الله وإياكم صيام هذا الشهر المبارك وقيامه
    الْلَّھُم أَهِلَهُ عَليْنَا بِالْأمْنِ وَالإِيْمَانِ وَالْسَّلامَةِ وَالْإِسْلَامِ وَالْعَوْنٓ عَلَى الْصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآَنِ الْلَّھُمّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ وَسَلِّمْهُ لنا وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مُتَقَبَّلاً يٓارٓبٓ العٓالِٓمينْ .

    مُبارٓكٌ علٓيْكُمْ شّٓهرُ رٓمٓضٓان

    1. يقول رياض- المانيا:

      بارك الله فيك وجزاك الله خيرا د. بشير اللهم آمين. انا اتفهم الغيرة على الدين وهي ظاهرة طبيعية وخصلة حميدة يمتلكها اصحاب الفطرة السليمة.. فعلا كل من اراد الشهرة فما عليه الا الطعن بالدين. انا اشفق دائما على القوم واسأل الله لهم الهداية واني هنا اقسم انهم محرومون. تقبل تحياتي وسلامي ومبارك عليكم الشهر الكريم.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية