لندن – «القدس العربي»: يتصاعد القلق في العالم بصورة متسارعة من الجرائم الالكترونية وعمليات القرصنة التي تتم في أنحاء مختلفة، في الوقت الذي تسبب هذه الجرائم تهديداً حقيقياً لاقتصادات الدول الكبرى التي تتكبد خسائر فادحة من خلال عمليات الاحتيال والسرقة والقرصنة التي تتم من خلال الانترنت.
وقالت نائبة وزير الخزانة الأمريكية، سارة بلوم راسكين إن جرائم الإنترنت قد تُعد الخطر الأكبر الذي تواجهه الشركات في جميع أنحاء العالم، وإنها بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة الحكومات على معالجة المشكلة.
وقالت في مؤتمر «سيتي ويك» في العاصمة البريطانية: «علينا جميعا أن ندرك أن هذا الخطر لربما كان أكثر المخاطر التشغيلية إلحاحا في عصرنا».
وأضافت أن شركات الخدمات المالية استثمرت الكثير في تعزيز قدراتها على مقاومة الهجمات الالكترونية لكنها كانت بحاجة إلى تضمين هذه المرونة في وحدات الأعمال القائمة بدلاً من جعل التحسينات على رأسها. وأردفت قائلة: «هذا النهج يخلق مستويات متعددة من الدفاع».
وأوضحت أن الإصلاحات قصيرة المدى شملت تبادل المعلومات داخل القطاع، مع التركيز على الحلول الأمنية الخارجية التي تستخدمها شركات الخدمات المالية، وأضافت: «لكن المخاطر ذهبت إلى ما هو أبعد من الخدمات المالية».
وترى المسؤولة الأمريكية أن التهديدات الالكترونية قوضت حرية التعبير وأعاقت الانتعاش الاقتصادي العالمي، وأنه يتعين على الحكومات ضمان المبادئ القانونية الدولية التي تحترم سيادة الدولة وحقوق الإنسان سواء على شبكة الانترنت وخارجها.
وأكدت راسكين أنه لا ينبغي التقليل من ضخامة المهمة لأن محاربة الجريمة الالكترونية كانت مثل الحديث عن الذهاب إلى المريخ والعودة في يوم واحد.
يشار إلى أن انتشار الأجهزة الالكترونية في العالم ارتفع من 500 مليون في عام 2003 إلى 12.5 مليار في عام 2010، ومن المتوقع أن يصل إلى 50 ملياراً بحلول عام 2020، ما يزيد من فرصة ارتكاب الجرائم الالكترونية.
1.4 مليون موقع الكتروني
وتجري السلطات المختصة في وكالة التحقيقات الفدرالية الأمريكية (FBI) تحقيقاً موسعاً في مزاعم حول تورط الجيش الصيني في هجمات الكترونية واسعة على مستوى العالم طالت أكثر من مليون و400 ألف موقع الكتروني، بحسب ما أوردت جريدة «فاينناشال تايمز» البريطانية في تقرير موسع .
وبحسب التقرير فان قراصنة محترفون تمكنوا خلال الفترة الماضية من سرقة معلومات هامة من شبكات الكترونية محصنة، كما تمكنوا من سرقة قوائم بالكلمات السرية في شركات كبرى حول العالم، ويسود الاعتقاد أن هؤلاء القراصنة يرتبطون بالجيش الصيني، فيما تقوم وكالة التحقيقات الفدرالية الأمريكية بالتحقق من مصدر الإختراقات وأعمال القرصنة وأهدافها.
وتقول المصادر القريبة من التحقيقات الجارية في الولايات المتحدة إن إحدى الشركات الكبرى هي التي أبلغت وكالة التحقيقات الفدرالية عن تعرضها للقرصنة دون أن تعلن للجمهور عن ذلك، كما لم تبلغ المستثمرين ولا الزبائن بشأن ما تعرضت له من عمليات قرصنة، قادت الولايات المتحدة إلى التحقيق باتجاه أعمال قرصنة واسعة طالت 1.4 مليون موقع الكتروني على الانترنت.
وتقول «فاينناشال تايمز» على الرغم من أن التحقيقات الجارية تشير إلى احتمال ضلوع الصين في الإختراقات، أو أن تكون على علاقة بها، إلا أن التحقيقات لم تكشف ما هي مصلحة الصين المفترضة أو المحتملة من ترتيب أو تنفيذ هذه الإختراقات.
+1(910)390-5404 هاد رقم الجرائم الالكترونية؟