واشنطن ـ «القدس العربي» ـ وكالات: قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة، إنه لا يستطيع تأكيد الأنباء التي تحدثت عن تجميد واشنطن 125 مليون دولار من المساهمة المالية السنوية التي تقدمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وذكر موقع إخباري أمريكي، الجمعة، أن الولايات المتحدة قررت تجميد 125 مليون دولار من مساهماتها في ميزانية وكالة الغوث. وطبقا لموقع «أكسيوس» فإن دبلوماسيين غربيين أوضحوا أنه تم تجميد 125 مليون دولار، حتى انتهاء إدارة الرئيس دونالد ترامب من مراجعة المساعدات التي تقدمها إلى السلطة الفلسطينية.
ويشكل هذا المبلغ ثلث التبرع السنوي الأمريكي للوكالة. وقال الموقع نقلا عن ثلاثة دبلوماسيين غربيين لم يكشف النقاب عن أسمائهم أنه كان من المفترض أن يتم تسليم هذا التمويل بحلول الأول من كانون الثاني/يناير.
وقال مسؤول الخارجية الأمريكية الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه إن تقرير أكسيوس «مضلل. لمجرد أنهم كانوا يتوقعون هذا المبلغ في البداية ولم يحصلوا عليه هذه المرة لا يعني تعليقه أو إلغاءه. المداولات جارية وأمامنا حتى منتصف يناير لاتخاذ قرار نهائي».
وسئل عما إذا كان قد تم اتخاذ قرار مبدئي فقال المسؤول»لا. والتقارير التي تحدثت عن ذلك كاذبة».
وأشار كريس جونيس المتحدث باسم الأونروا إلى إن الوكالة لم «تبلغ بشكل مباشر بقرار رسمي بأي حال من الإدارة الأمريكية». وقال «فرحان حق» نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنه «ليس بالإمكان تأكيد تلك الأنباء بعد». والثلاثاء الماضي هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف تمويل بلاده لفلسطين، مشيرا أن سبب ذلك يرجع إلى «أنهم (الفلسطينيين) لم يعودوا مستعدين للمشاركة في محادثات السلام».
وقال في تغريده نشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «واشنطن تعطي الفلسطينيين مئات الملايين من الدولارات سنويا، ولا تنال أي تقدير أو احترام، هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام طال أمدها مع إسرائيل».
وأضاف أن الولايات المتحدة جنبت مدينة القدس «الجزء الأصعب» من جدول أعمال المفاوضات، مهددا «لكن عندما لا يرغب الفلسطينيون في المشاركة بمفاوضات السلام، فلماذا ندفع مبالغ ضخمة لهم في المستقبل».
وفي اليوم نفسه قالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، «الرئيس ترامب سوف يوقف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وذلك حتى يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات».
وأضافت في تصريحات أدلت بها أمام مجلس الأمن الثلاثاء، أن قرار بلادها الخاص باعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل «هو رغبة الشعب الأمريكي».
وحذّرت لجنة شعبية فلسطينية، أمس من أن تنفيذ واشنطن لتهديداتها بوقف مساعداتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، «يشكل خطرا على حياة 57 في المئة من اللاجئين».
وقال جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة (غير حكومية)، إن «معاناة اللاجئين الفلسطينيين ستطال خدمات صحية وتعليمية وإغاثية وكافة نواحي حياتهم مما يعني كارثة حقيقة».
معتبرا تجميد المساعدات الأمريكية لـ»أونروا» بمثابة «حرب جديدة على اللاجئين الفلسطينيين».
وأشار الخضري إلى أن أكثر من مليون مواطن في غزة يعيشون على المساعدات الإغاثية الُمقدمة لهم من الوكالة الأممية.
ودعا الولايات المتحدة إلى التراجع عن تهديداتها لأن ذلك من شأنه أن يدخل الوضع الإنساني الكارثي أصلاً في المخيمات الفلسطينية في أزمات جديدة أكثر صعوبة.
وتقدم «الأونروا» خدماتها لنحو 5.3 ملايين فلسطيني في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا.
وحتى نهاية عام 2014، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين 5.9 ملايين لاجئ، حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، منهم حوالي 5.3 مليون لاجئ مسجلين لدى الوكالة.
وطبقا لبيانات الأمم المتحدة يبلغ حجم المعونة الأمريكية المقدمة سنويا لوكالة «الأونروا» نحو 300 مليون دولار.