لندن-»القدس العربي»: تتجه وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية، بما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تطور ثوري في القدرات العسكرية والآليات التي يستخدمها الجيش الأمريكي.
ووقعت شركة «غوغل» الأمريكية عقد شراكة مع «البنتاغون» لعسكرة الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي.
وأفادت تقارير إعلامية غربية اطلعت عليها «القدس العربي» أن «غوغل» تعمل أيضاً في السر مع البنتاغون من أجل مساعدة أسطوله المكون من 1100 طائرة دون طيار على رصد الصور والوجوه والأنماط السلوكية وتحليلها والتعرف عليها باستخدام تكنولوجيا «الذكاء الاصطناعي».
وذكر موقع «ذا انترسبت» الأمريكي أن الهدف النهائي للشراكة هو تحسين الأداء القتالي من خلال الوصول إلى «التشغيل الآلي» في عملية صنع القرار بتحديد مكان المقاتلين واستهدافهم.
وتأتي الشراكة بين «غوغل» والبنتاغون ضمن مشروع «Project Maven» الذي انطلق بتاريخ 26 نيسان/أبريل 2017 بهدف استخدام تقنيات متطورة قائمة على خوارزمية لمجابهة تزايد «المنافسين والخصوم».
ووفقا لمذكرة البنتاغون، فإن هدف المشروع هو تسريع عملية استخدام البيانات الكبيرة والتعلم الآلي معا خلال حالات القتال وتسريع عملية تحليل البيانات التي تم جمعها. وقد وقع نائب وزير الدفاع السابق روبرت وورك على هذه المبادرة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها غوغل بالعمل مع البنتاغون، حيث أن الرئيس التنفيذي السابق للشركة الأم لغوغل «ألفابيت» إريك شميت ترأس «المجلس الاستشاري للابتكار الدفاعي» DOD خلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما.
وفي المقابل أثار هذا المشروع غضب بعض موظفي غوغل بشأن مشاركة التكنولوجيا مع الجيش، وفقا لما ذكره موقع «Gizmodo» في حين قال آخرون إن المشروع يثير أسئلة أخلاقية حول التعلم الآلي.
وقالت متحدثة باسم الشركة لوكالة بلومبرغ للأخبار إن غوغل تشارك تقنيات البرمجة العالية المسماة «TensorFlow API» مع الجيش لـ»الاستخدامات غير الهجومية فقط» موضحة أن «الاستخدام العسكري للتعلم الآلي يثير في طبيعة الحال المخاوف، ونحن نناقش هذا الموضوع الهام داخليا ومع الأطراف الأخرى».
وتخوض كل من روسيا والولايات المتحدة سباقاً محموماً لكنه صامت من أجل الوصول إلى «جيش ذكي» يضمن عدم وقوع خسائر كبيرة في العناصر البشرية.
وتتجه روسيا أكثر فأكثر نحو تطوير ترسانتها العسكرية التي يقول الكثير من الخبراء إنها ربما تتفوق قريباً على القدرات العسكرية الأمريكية، أو أنها تفوقت بالفعل، في الوقت الذي تحرص فيه روسيا أيضاً على إنشاء جيش ذكي بالاستعانة بأحدث ما توصلت له التكنولوجيا في العالم، بما يؤدي في النهاية إلى تقليل المخاطر والحفاظ على حياة العناصر البشرية.
وقال موقع «سلاح روسيا» المتخصص في المجال العسكري إنه ستظهر في روسيا خلال الأعوام الخمسة المقبلة طائرات من دون طيار بوسعها تنفيذ المهمات العسكرية ضمن أسراب وسيكون في إمكانها أيضاً اتخاذ القرارات بشكل ذاتي على خلفية تغير الأوضاع في ميدان المعركة.
ونقل الموقع عن مستشار نائب المدير العام لشركة «التكنولوجيا اللاسلكية الإلكترونية» الروسية فلاديمير ميخييف قوله: «نتطلع الآن إلى المستقبل، حيث ستستخدم الطائرات من دون طيار على نطاق واسع، منفردة أو ضمن أسراب. وستكون تلك الطائرات ذكية، أي أنها ستتخذ قرارات من تلقاء نفسها دون أي تدخل خارجي، وستخوض عمليات حربية وتستطلع أهدافها ذاتيا».
وسبق للمستشار أن تحدث إلى الصحافيين حول برنامج تطوير الطائرات من دون طيار الذي تتبعه الشركة، حيث اخترعت ذكاء اصطناعيا خاصا بسرب من الطائرات بلا طيار.
يشار إلى أن تكنولوجيا «الذكاء الاصطناعي» دخلت إلى مختلف المجالات والاستخدامات في العالم، فيما يُعرف العلماء هذه التكنولوجيا بأنها «سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الكمبيوترية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها».
ومن أهم الخصائص والمزايا التي توفرها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة.
والذكاء الاصطناعي فرع من علم الكمبيوتر، حيث تُعرِّفه الكثير من المؤلفات على أنه «دراسة وتصميم العملاء الأذكياء» والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه.
وتُعتبر بحوث الذكاء الاصطناعي عالية التخصص والتقنيَّة، فيما تتمحور المجالات الفرعية للذكاء الاصطناعي حول مشاكل معينة، وتطبيق أدوات خاصة وحول اختلافات نظرية قديمة في الآراء. تتضمن المشاكل الرئيسية للذكاء الاصطناعي قدرات مثل التفكير المنطقي والمعرفة والتخطيط والتعلم والتواصل والإدراك والقدرة على تحريك وتغيير الأشياء.