دبي – رويترز: قالت مسؤولة أمريكية كبيرة أمس الخميس ان الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة نجحتا في تفكيك شبكة لنقل أموال غير قانونية إلى إيران، في الوقت الذي تكثف فيه واشنطن جهودها لتقييد تجارة إيران وحصولها على العملة الصعبة في المنطقة.
وقالت سيغال مانديلكر، وكيلة وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية «فككنا معا شبكة لصرف العملة كانت تنقل ملايين الدولارات إلى فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني».
وأضافت أنه جرى تفكيك الشبكة في مايو/أيار، مشيرة إلى أن شركات صرافة استخدمت النظام المالي الإماراتي لنقل أموال إلى خارج إيران ثم تحويلها إلى دولارات أمريكية لتستخدمها جماعات تدعمها إيران في المنطقة.
وأبلغت الصحافيين أن الشبكة التي كان يديرها مسؤولون كبار في البنك المركزي الإيراني زورت وثائق واستخدمت شركات وهمية وواجهة ستارا لمعاملاتها.
ولم تذكر المزيد من التفاصيل عن هذه العملية.
وفي مطلع يونيو/حزيران أعلن مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي أنه خفض نشاط سبع شركات صرافة بسبب انتهاكات غير محددة لقواعد مكافحة غسل الأموال وغيرها.
ولم يرد مصرف الإمارات المركزي ولا المكتب الإعلامي للحكومة الإماراتية أمس على أسئلة عن الحملة التي تحدثت عنها مانديلكر، وما إذا كانت تشمل شركات الصرافة السبع المذكورة.
وكانت مانديلكر تزور الإمارات بعدما زارت السعودية والكويت لحشد الدعم لمساعي الولايات المتحدة إلى الضغط على إيران، بعدما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق العالمي المتعلق ببرنامج إيران النووي وإعادة فرض عقوبات على طهران.
وقالت ان الحكومات والمؤسسات المالية في الخليج تتعاون عن كثب مع الولايات المتحدة لأنها متفقة على النفوذ الضار لإيران في المنطقة. وأضافت أن واشنطن تحاول تقييد التجارة الإيرانية بصفة عامة، وليس فقط مبيعات النفط والغاز التي تمثل أكثر من نصف إيرادات التصدير الإيرانية.
لكن واشنطن قد تواجه صعوبة في خفض أنشطة الشركات الإيرانية كثيرا في الإمارات. فدبي عادة ما تكون مركزا للصادرات إلى إيران وتتلقى استثمارات إيرانية في شركاتها وسوقها العقارية.
وأظهرت بيانات صندوق النقد الدولي أن إجمالي قيمة الصادرات الإماراتية إلى إيران بلغ 19.9 مليار دولار في عام 2017 أو نحو خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات.
وردا على سؤال في هذا الشأن، قالت مانديلكر إن واشنطن لديها «شراكة ممتازة» مع الإمارات العربية المتحدة. وأضافت «لا شك عندي في أننا نستطيع بالعمل معا اتخاذ إجراء مهم (ضد إيران) يعرقل قدرتهم على تمويل أنفسهم». من جانبه طالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس حلفاء الولايات المتحدة بالمساعدة في فرض ضغوط اقتصادية على إيران.
وكتب في تغريدة على (تويتر) قبل اجتماع مزمع مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني في بروكسل «يجب أن نقطع كل التمويل الذي يستخدمه النظام الإيراني لتمويل الإرهاب والحروب بالوكالة».
وتطلب واشنطن من الدول، منذ انسحابها من الاتفاق مع إيران، وقف كل وارداتها من النفط الإيراني اعتبارا من الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني وإلا واجهت إجراءات مالية أمريكية دون أي استثناء.
وتواجه الدول الأوروبية صعوبات في العمل على ضمان حصول إيران على مزايا اقتصادية كافية لإقناعها بالإبقاء على القيود النووية التي ينص عليها الاتفاق.
لكن ثبت، حتى الآن، صعوبة تعويض أثر العقوبات الأمريكية مع تردد الشركات الأوروبية في المجازفة بالوقوع تحت طائلة العقوبات الأمريكية من أجل إقامة أعمال مع إيران.
وقال مسؤول من وزارة الخارجية الأمريكية للصحافيين المسافرين مع بومبيو على الطائرة ان مسؤولين بارزين من وزارة الخارجية الأمريكية استكملوا كذلك محادثات في السعودية استمرت ثلاثة أيام بشأن إيران و»بحثوا سبلا جديدة لحرمان النظام من العائدات».
وفي السعودية، قال المسؤول ان المسؤولين الأمريكيين بحثوا العقوبات النفطية الأمريكية لحرمان إيران من الإيرادات، ولإبقاء مخزونات كافية في أسواق النفط لحمايتها من تقلبات الأسعار ومساعدة الشركاء على إيجاد بدائل للنفط الإيراني.