لندن ـ «القدس العربي»: نجح تحالف من شركات بريطانية في تطوير تكنولوجيا جديدة تقوم باستخدام أشعة متطورة من أجل اكتشاف الطائرات بدون طيار صغيرة الحجم واصطيادها وتدميرها، وذلك بطلب من الولايات المتحدة التي باتت طائرات الــ«درونز» تشكل التهديد الأكبر والأكثر إثارة للقلق بالنسبة لحركة الطيران المدني في البلاد.
ويقول الخبراء إن طائرة «درونز» واحدة يمكن أن تسبب ارباكا أو تهديداً لطائرة ركاب تجارية عملاقة، فضلا عن أنها يمكن أن تقوم بأعمال تجسس أو تنفذ هجمات عسكرية إذا كانت معدة لهذا الغرض.
وقال تقرير لجريدة «دايلي ميل» البريطانية إن النظام التكنولوجي الجديد الذي طورته الشركات البريطانية ستتم تجربته في المطارات الأمريكية من أجل اعتماده قريبا لمكافحة تهديد الطائرات بدون طيار.
وشرحت الصحيفة كيفية عمل النظام حيث أشارت إلى أنه يقوم بارسال موجات راديوية ذات قوة عالية تقوم بتعطيل الـ»درونز» التي أصبحت تشكل تهديداً متزايدا لحركة الطيران المدني، حيث تقوم بتدمير كل قدرات الاتصال لدى هذه الطائرات وتوقيفها عن العمل وهي في الجو، بما يؤدي إلى تحطمها وسقوطها على الأرض فوراً.
وأطلقت الشركات البريطانية الثلاث على النظام اسم (Auds) وهو اختصار لاسمه الكامل «النظام الدفاعي المضاد لأشعة يو إيه في» وهو أول نظام من نوعه سيتم اختباره لمكافحة الطائرات صغيرة الحجم والمركبات الطائرة بدون طيار والتي يتم التحكم بها عن بعد.
وقال المستشار في سلطة الطيران المدني الأمريكية مارك جبسون: «أحيانا يقوم الناس بتطيير طائرات بدون طيار بطريقة غير آمنة»، مشيراً إلى أن «الحكومة وشركات الطيران يشتركون حاليا في المسؤولية عن إبقاء السماوات آمنة للطيران، ونحن نعتقد أن الشركات البريطانية الثلاث التي طورت النظام الحديث أخذت بعين الاعتبار هذه التحديات».
وحسب جريدة «دايلي ميل» التي قالت أن سلطة الطيران المدني الأمريكية لم ترد على أسئلتها، فان النظام الجديد سيتم تجربته في العديد من المطارات الأمريكية، كما يمكن أن يتم استخدامه في عمليات تأمين المناطق الحدودية والمجالات الجوية للدول وكذلك المحطات النووية والعديد من الأماكن الحساسة التي يتوجب حمايتها من التجسس أو أي تهديد يمكن أن تسببه الطائرات بدون طيار.
وقال الناطق باسم الفريق المكون من ثلاث شركات والذي قام بتطوير المنظومة مارك رادفورد، إن التجارب التي ستجري في الولايات المتحدة على المنظومة الجديدة تؤكد بأن منتجنا كان قادراً على التقاط وتتبع ومن ثم ابطال مفعول طائرات بدون طيار على اختلاف حجمها واختلاف الموجات التي تعمل بواسطتها.
وأشار رادفورد إلى أن النظام الجديد المبتكر يمكنه اكتشاف الطائرات بدون طيار عن بُعد مسافة تصل إلى عشرة كيلومترات، وهي مسافة كافية لابطال مفعول الطائرة وتدميرها قبل أن تصل إلى هدفها وتشكل تهديداً حقيقياً.
23 تهديدا في 6 شهور
وكانت وكالة السلامة الجوية في بريطانيا قالت إنه بين شهري نيسان/أبريل وتشرين الأول/اكتوبر من العام الماضي وقعت 23 حالة اقتربت فيها بشكل خطر طائرات بدون طيار من طائرات مدنية.
وقال ستيف لانديلس المختص في شؤون السلامة الجوية في جمعية الطيارين المدنيين البريطانيين: «كانت مسألة وقت فقط قبل أن تحصل حادثة كهذه اذا أخذنا في الاعتبار الأعداد الهائلة من هذه الطائرات الصغيرة التي يتحكم بها هواة لا علم لهم بالمخاطر والشروط التي ينبغي اتباعها».
وقال ناطق باسم سلطة الطيران المدني البريطانية أنه من غير المقبول نهائياً استخدام هذه الطائرات المسيرة آلياً قرب المطارات، وأن الذي يخالف التعليمات يواجه احتمال السجن.
يذكر انه بموجب اللوائح المعمول بها في بريطانيا يحرم تحليق الطائرات بدون طيار قرب الطائرات والمروحيات والمطارات، كما يحرم تحليقها على ارتفاعات تتجاوز 400 متر.
دعوات لقانون دولي
ودعت صحيفة «الغارديان» البريطانية قبل أسابيع إلى سن قانون دولي ينظم عمل الطائرات بدون طيار، وقالت في افتتاحيتها إن ثمة حاجة إلى معايير قانونية تنظم عملها، مشيرة إلى أن طائرات «درونز» قاتلة، ويجب أن يكون هناك قانون دولي ينظم عملها.
وتبدأ الصحيفة بالقول: «الطائرات دون طيار هي نحن، وتستخدم الدول الغربية هذه الطائرات في معظم أسابيع العام، لشن الغارات التي تقتل المشبته بتورطهم بالإرهاب في محاور الحرب المضطربة من العالم، وتعد سوريا والعراق والصومال واليمن وباكستان، الدول الأشهر من بينها».
يشار إلى ان صناعة الطائرات بدون طيار شهدت قفزة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، إذ شهد العالم ظهور العديد من هذه الطائرات التي تتمتع بتفوق عالي وكبير.
ونجحت شركة «دي جي آي» الصينية في ابتكار طائرة بدون طيار أكثر ذكاء وأصغر حجماً وأسرع وأقوى من النماذج السابقة التي طرحتها في السابق.
وأطلقت على الطراز الجديد من طائراتها اسم «فانتوم 4» وتمتاز بقدرتها على المتابعة الذكية على أساس الرؤية إضافة إلى توافر مجموعة كبيرة من التحسينات الأخرى فيها إلى جانب إمكانية تجنب العقبات.
وتطلق الشركة على ميزة تجنب العقبات اسم «نظام استشعار العقبات» ويستخدم هذا النظام زوجا من الكاميرات الأمامية التي تسمح لها بالكشف عن الأشياء وقياس المسافة التي تفصلها عنها، ما يسمح للطائرة بالتحليق والابتعاد تلقائياً عنها والحفاظ على مسارها الأصلي أو الاستمرار بالطيران في حال لم تتمكن من الحصول على طريق بديل.
وتفتقر سلسلة طائرات «Phantom» السابقة التي قامت بتصنيعها شركة (DJI) إلى قدرة التتبع وأدوات الكاميرا الذكية وميزة الطيار الآلي التي توفرها معظم الطائرات بدون طيار المزودة بكاميرات.
ويمكن حالياً لطائرة «فانتوم 4» تتبع أي شيء يحدده المستخدم عبر تطبيق هاتفي خاص، يقوم باستقبال البث المباشر من الكاميرا لتقوم الطائرة بتحديده ووضعه ضمن إطار المتابعة، بما يسمح للمستخدم بتتبع أي شيء يريده مثل دراجة أو سيارة أو حيوان أو ما يمكن للطائرة رؤيته بدون الحاجة إلى استخدام جهاز تحديد الموقع الأرضي مثل باقي الطائرات رباعية المراوح.
داعش أيضاً واكبت التكنولوجيا وإستخدمت هذه الطائرات منذ سنتين في تصوير معاركها على الأرض مع كشف أرض العدو
ولا حول ولا قوة الا بالله