الرباط– «القدس العربي»: تعهد زعيم حزب مغربي معارض بالاعتذار وتصحيح الأخطاء التي ارتكبها حزبه بحق منطقة الريف، ومستعد لأي نوع من أنواع المكاشفة والنقد الذاتي في أفق المصالحة مع الساكنة حول حقيقة ما حصل خلال سنتي 1958 و1959 بمنطقة الريف.
وقال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، أعرق الأحزاب المغربية، إن حزبه مستعد لتصحيح العديد من المغالطات والافتراءات كذلك التي أٌلصقت بالحزب وحول مسؤوليته فيما وقع، وفي ضوء هذه المكاشفة فإنه مستعد أيضًا تمام الاستعداد لتقديم الاعتذار للمواطنين بهذه المنطقة، إذا ما ثبت فعلاً تورط بعض أعضائه في ما حصل من مآس.
وأشار بركة إلى أنه ينبغي التطلع نحو المستقبل وعدم البقاء رهينة للماضي، موضحًا أن حزب الاستقلال ظل، وما يزال، يفتخر بالمساهمات الجليلة لأبناء الريف في استقلال الوطن، وكان دائمًا وما يزال يخلد سنويًا ذكرى معركة «أنوال».
وأضاف بركة أن مخطط منارة المتوسط هو جواب قوي من أجل تدارك هذا التعثر في تحقيق المصالحة الكاملة وجبر الضرر الجماعي، وأنه- بموازاة مع ذلك- ينبغي الاشتغال على الجانب الرمزي والثقافي في حفظ وتثمين ذاكرة المنطقة وخصوصيتها في إطار الهوية الوطنية الموحدة والمتميزة بتنوع مكوناتها.
واختار حزب الاستقلال التضامن مع معتقلي حراك الريف وعائلاتهم، عبر القيام بزيارة ميدانية إلى الأقليم، حيث قاد الأمين العام للحزب وفدًا استقلاليًا إلى الريف، أول أمس الجمعة، وعقد لقاءات تواصلية مع الساكنة ومناضلي حزب الميزان بالمنطقة. وعبر الأمين العام لحزب الاستقلال لساكنة أقاليم الريف عن تضامنه مع عائلات معتقلي الحراك، واصفًا الأحكام الصادرة في حق أبنائهم بسجن «عكاشة بالدار البيضاء» بـ»الثقيلة»، مبرزًا أن الحكومة تقاعست عن أداء مهمتها في هذه المناطق، ولم تفتح حوارًا مع الساكنة، ما زاد من حدة التوتر في المنطقة.
وانتقد الأمين العام لحزب الاستقلال طريقة تعاطي الحكومة مع العديد من الإشكاليات التي تعاني منها البلاد، موضحًا أن حملة المقاطعة جاءت جوابًا على تردي القدرة الشرائية للمواطنين، الأمر الذي كان يحتم على الحكومة اتخاذ إجراءات آنية و فورية، وهو الشيء الذي لم يحصل إلى اليوم.
وقال إن ورش جبر الضرر الجماعي بالحسيمة لم يكتمل، والمشاريع التي تمت برمجتها لهذه الغاية كانت محدودة ولم تنجح، خاصة في جانبها التنموي.
من الرائع أن يتم اختصار كل ما حدث ويحدث في الريف منذ 58 في كلمة واحدة بسيطة هي مآسي..
عندما تم إنزال قوات عسكرية لتأديب شعب أعزل لم يحمل السلاح ضد الدولة ولا طالب بالحكم ولكن فقط طالب بكرامته فتم قتله وسحله وتجويعه بشكل متعمد وممنهج طيلة 50 سنة..
إنها مآسي ممنوع التطرق اليها لأجل عدم تشويه صورة أجمل بلد في العالم.. ولشعب الريف الضحية أن يقبل الاعتذار ولو عنوة.
هناك الكثير من التجاوزات المؤسفة التي حصلت بعد الاستقلال نتيجة للمخاض السياسي الذي عرفه المغرب بعد مرحلة الاستعمار وتقسيم البلد الى مناطق نفوذ بين اسبانيا التي احتلت شمال المغرب والساقية الحمراء ووادي الذهب…وفرنسا التي احتلت الشرق والوسط والجنوب ومنطقة شنقيط… والثماني دول التي احتلت طنجة …ولازالت هناك الكثير من المعطيات غير واضحة رغم ماقامت به مؤسسة الانصاف والمصالحة من جهود كبيرة لجبر الضرر المادي والمعنوي…في تجربة فريدة لم تعرفها الا دولة واحدة وهي جنوب افريقيا..وهو ما يتطلب الاستمرارية وتطوير العمل المسجل في هذا المجال…؛ وباعتباري من ابناء شمال المغرب واعرف كل مناطقه شبرا شبرا..فلم اسمع ان منطقة الريف خضعت للحصار لمدة خمسين سنة…!!! وما اعرفه هو ان ابناءها يتواجدون في اكبر المناصب القيادية في الحكومة والجيش والمخابرات ودواليب الادارة..والقضاء …وربما كان المقصود هو التهميش الاقتصادي في مرحلة البصري…وهو لم يكن محصورا في الريف وحده …علما بان ابناء الريف يشكلون افضل نموذج للجالية المغربية في الخارج من حيث تواصلهم مع وطنهم…ووصولهم الى ارقى المناصب هناك…كما انهم يشكلون ايضا انجح نموذج داخلي في التجارة والمقاولات والتعليم والقضاء …في كل مدن المغرب…؛ وعلى العموم فانني اتمنى ان يصل الغير الى هذا المستوى من الصراحة والنقد في كشف سلبيات الماضي…وان يتم الكشف عن ملابسات ابادة عشرات الالاف من المواطنين في الجوار في التسعينات….وتدمير وحرق مناطق باكملها بعد الامعان في ذبح سكانها لمجرد شبهة التصويت لجبهة الانقاذ….ولاحول ولا قوة الا بالله.
شكرا لك يا أخي المغربي على هذا التعليق الرصين والرد المفحم، خاصة وأن هناك من يسابق الزمن قبل أهل الدار ولا جف قلمك.
شكرا اخي هيثم…ويعلم الله انها الغيرة الوطنية…وحب الحقيقة…ولاشيء سواهما…