أنباء عن طلب روسيا من تركيا تعليق الغارات الجوية على عفرين

حجم الخط
0

إنطاكيا ـ «القدس العربي»: قالت مصادر محلية في عفرين ونشطاء أكراد لـ»القدس العربي»، ان الطائرات التركية توقفت عن قصف مواقع المسلحين الأكراد في عفرين، في الساعات الاربع والعشرين الأخيرة، مؤكدين انه وللمرة الاولى منذ انطلاق الحملة التركية على عفرين، لم تدخل الطائرات التركية اجواء عفرين، بينما استمرت العمليات البرية للجيش التركي وحلفائه من فصائل المعارضة السورية، بما فيها القصف المدفعي التركي.
يأتي هذا في وقت تسربت انباء عن طلب روسي بتعليق حملة القصف الجوي التركية على عفرين، بدون صدور تصريح رسمي من أنقرة او موسكو يؤكد هذه التسريبات لحد الان، لكن ما يعزز هذه الانباء اختفاء غارات الطيران التركي بحسب سكان محليين وصحافيين أكراد تحدثت اليهم «القدس العربي».
الصحافي التركي ميتهان ديمير، نشر مقالاً يتحدث فيه وفقاً لمصادر خاصة، ان روسيا اغلقت المجال الجوي في عفرين امام الطائرات التركية، وان هذا القرار سيصب في مصلحة وحدات حماية الشعب الكردية، معتبراً ان السبب وراء ذلك يعود للضغط على الاتراك لبذل جهود لدى الفصائل المعارضة لاعادة جثمان الطيار الروسي الذي اسقطت طائرته في ادلب على يد مقاتلي هيئة تحرير الشام، النصرة سابقاً.
وتتسق هذه الانباء مع ما جاء في صحف روسية أمس، إذ وجهت اصابع الاتهام لفصائل مرتبطة بتركيا بالمسؤولية عن اسقاط الطائرة الروسية، وقال فلاديمير بوبوف الخبير العسكري الروسي في تصريح صحافي، ان الحكومة الروسية لم تعد توجه انتقادات لنظيرتها التركية بسبب مصالح اقتصادية تتعلق بخط الانابيب التركي الذي يجري تمديده.
ورغم ان تركيا تمتلك نفوذاً كبيراً على بعض فصائل الجيش الحر والاسلاميين المعتدلين، كحركة «الزنكي»، و«فيلق الشام» و«أحرار الشام»، الا انها لا تمتلك هذا التأثير على الفصائل الجهادية الاصولية كتحرير الشام، لذلك فان جهود الحكومة التركية في استعادة جثمان الطيار الروسي ستواجهها عقبات تتمثل في المطالب التي ستضعها «هيئة تحرير الشام» من إطلاق سراح المعتقلين وغيرها من الشروط، وهي عملية كان ممكناً أن تتم دون أي مفاوضات لو ان الطيار الروسي بحوزة الفصائل المدعومة والموالية لأنقرة.
وقال الصحافي الكردي برزان صديق، ان لديه معلومات متطابقة تشير لوقف حملة الغارات الجوية، واضاف صديق لـ»القدس العربي» «‏هذه الانباء تتوافق مع الوضع على الأرض، فمنذ البارحة لم تكن هناك أي حركة للطائرات التركية في سماء عفرين، المنطقة تشهد نوعاً من الهدوء، عملية عفرين معقدة، روسيا كان بإمكانها منذ البداية وقف تركيا ومنعها من الهجوم، لكن ما حدث خلال هجوم الحكومة السورية في ريف إدلب غيّر الخطط».
اما الكاتب والصحافي الكردي مسعود عكو، فقد تحدث لـ»القدس العربي» معلقاً «‏لم تكن هناك طلعات جوية لقرابة 36 ساعة الأخيرة وذلك ليس بسبب وجود قرار روسي بل بحسب معلوماتنا، أن القصف الجوي انتهى وستبدأ المرحلة الثانية بالقصف المدفعي وقد تتواصل المعارك باتجاه منبج وتل رفعت ومنغ، اما دخول تركيا لعفرين فأصبح مستبعداً».
لكن التطورات التي طرأت في الساعات الأخيرة، على الموقف السياسي لايران، تشير إلى ما ينسجم مع الانباء الرائجة، غير الرسمية لحد الان، بوجود قرار او تفاهم روسي – تركي، بوقف الغارات الجوية التركية على عفرين، اذ طلبت الخارجية الإيرانية من تركيا وقف عملياتها العسكرية شمال سوريا، معلنة وجود مفاوضات لايقاف هذه العمليات في عفرين.
وإن صحت انباء الطلب الروسي من تركيا بوقف غاراتها، فهذا يعني ان الموقف الايراني ليس معزولاً، بل في اطار تنسيق بين موسكو وطهران، اللاعبين الأساسيين في سوريا، خصوصاً ان الحكومة السورية كانت أصدرت تصريحاً تصعيدياً حين بدأت تركيا عملياتها في عفرين، مهددة باسقاط الطائرات التركية، ليأتي موقف الخارجية الإيرانية الاخير، متضمناً دعماً صريحاً لدمشق في موقفها، اذ طالب تركيا بـ»احترام سيادة الحكومة السورية».

أنباء عن طلب روسيا من تركيا تعليق الغارات الجوية على عفرين
تضغط على أنقرة للمساعدة في استعادة جثة طيارها
وائل عصام

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية