القاهرة – «القدس العربي»: صاحب قرار مجموعة «أم بي سي» بوقف الدراما التركية على شاشتها غضب لدى قطاع كبير من المشاهدين الذين كانوا يتابعون المسلسلات التركية عبر شاشاتها. الأمر الذي أثار قلق القائمين على هذه القنوات من انخفاض نسبة المشاهدة، حيث قال مازن الحايك المتحدث باسم مجموعة «أم بي سي» أنه بالفعل تم إيقاف عرض المسلسلات التركية من الشبكة، متمنيا ألا تتأثر مجموعة القنوات بانخفاض نسب المشاهدة والعائدات الإعلانية.
وتابع: «القرار يشمل العديد من القنوات التلفزيونية الإقليمية، ويتخطى كونه قرارا مهنيا وتجاريا بحتا، ولتكن هذه خطوة مناسبة للتشجيع على إنتاج المزيد من الأعمال الدرامية العربية، وعرضها على مختلف الشاشات العربية في أسرع وقت.
وردا على هذا القرار قررت تركيا اطلاق قنوات خاصة لعرض مسلسلاتها في المنطقة العربية، كما قال السيد أوزتورك أوران، رئيس غرفة تجارة إسطنبول، مؤكدا أن الجمهور لن يمتنع عن متابعة المسلسلات التركية، فهناك قنوات أخرى تعرض هذه المسلسلات، كما توجد أيضا شبكة الإنترنت.
من جهة أخرى قالت الباحثة الألمانية في جامعة «نورثويسترن الأمريكية»، ميريام بيرغ، إن المسلسلات التركية ساهمت في السنوات القليلة الماضية، في تغيير الأحكام المسبقة في العالم العربي عن تركيا.
الباحثة الألمانية، أجرت بحثا مؤخرا في فرع الجامعة في دولة قطر، شمل 100 شاب وشابة عربية، وتحدثت في حوار أجرته صحيفة «خبر تورك» التركية معها عن بحثها، مبينة أن الانطباعات السابقة جرى تغييرها خلال السنوات السابقة.
واستشهدت بأن أحد المشاركين في بحثها، قال إنه «في السابق كان يعتقد أن التاريخ التركي العثماني لم يكن متطورا، دون حضارة، ولكن لاحقا بعد التعرف على الحقائق تغير هذا الانطباع بشكل كبير».
كما نقلت عن مشارك في البحث، لبناني الجنسية، قال إنه «قبل 4 سنوات، كانت أفكاره حول تركيا مختلفة، وساهمت المسلسلات التركية، في تغيير وجهة نظره، وباتت هناك محبة كبيرة في قلوب اللبنانيين تجاه تركيا».
الباحثة تحدثت عن أهمية العناصر الثقافية في جذب الجمهور العربي، وعلى الرغم من أن المسلسل يحمل طباع الحياة الغربية، إلا أن تفاصيل الأسرة المحافظة الشرقية تسير جنبا إلى جنب مع التقدم الحضاري.
وقدمت أمثلة عن ظهور العناصر الشرقية الإسلامية في المسلسلات، من مثل الجوامع، والحجاب، وبعض العادات الإسلامية الشرقية المحافظة، حيث نالت إعجاب الأشخاص المستطلعة آراؤهم، الأمر الذي دفعهم لاستكشاف المزيد عن تركيا.
كما استشهدت بمشترك قطري، قال إنهم في قطر «كانوا لا يعرفون سوى بلدان أوروبا الغربية، ولكن بفضل المسلسلات التركية، اكتشفوا تركيا، ووجدوا فيها الجمال، وتلاقي الشرق مع الغرب، ويعجبهم التسوق في تركيا، وبعض أقاربه بات يمتلك شققا فيها».
وأشارت إلى أن «الرغبة الكبيرة من قبل المتابعين للمسلسلات، جعلهم يتابعونها، أو غير مترجمة، وذلك لأنهم لا يصبرون حتى يتم دوبلاج المسلسل، وهو أمر شاهدته بعينها من قبل البعض».
فايزة هنداوي