نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» في 24 سبتمبر/ أيلول محاضرة ألقاهــــا بريت ستـــيفنز في أثنــــاء حفــــل عشــــاء جـــائزة الإعــلام لمعهد لوي في سيدني أستراليا عنوانها “The Dying Art of Disagreement” أو «الفن المحتضر للاختلاف» التي يتحدث فيها كما هو واضح من عنوانها عن فن الاختلاف ومفهوم حرية الرأي ودور الصحافة في تعزيز المبدأين. يقول الكاتب في المقال إن قول كلمة «أنا أتفق» هو فعل يؤسس لكل مجتمع، ولكن «أن تقول لا أتفق، أنا أرفض، أنت مخطئ . . . هذه الكلمات هي ما تعرف تفردنا، تزودنا بحرياتنا، تحفز تسامحنا، توسع مداركنا، تستحوذ على انتباهنا، تنشط تقدمنا، تجعل ديمقراطياتنا حقيقية، وتعطي الأمل والشجاعة للأشخاص المقموعين في كل مكان». يرى ستيفنز أن الكارثة، لربما هو يتحدث عن أمريكا في حين حديثه، كما يستشعر القارئ، ينطبق على العالم في كل مكان، هي في حقيقة «أننا نفشل في مهمتنا،» مهمة الاختلاف.
يؤكد ستيفنز فضيلة التساؤل، على رفض معاملة أي موضوع على أنه مقدس فيقول: «أن تسمع وتفهم، أن تسأل وتختلف، ألا تُعامل أي رأي على أنه مقدّس ولا أي اعتراض على أنه إثم، أن يكون لديك الاستعداد لاستقبال الآراء غير الشائعة وزرع طبائع وصفات العقل المتفتح—هذا ما شجعنا عليه مدرسونا في جامعة شيكاغو. هذا ما كان يسمى التعليم الحر». إلا أنه، كما يقول الكاتب، مع انتشار فكرة أن الكلمات يمكنها أن تتسبب في خلق ضغط نفساني، له آثار عضوية، فإن هذه الكلمات تعتبر نوعا من أنواع العنف. هذا هو عصر المشاعر المحمية، كما يقول ستيفنز، التي تكون تكلفتها الصبيانية الدائمة. يشير الكاتب الى أن إحصاْء جديدا من معهد بروكينغز يشير إلى أن 44٪ من طلبة الجامعة لا يعتقدون أن المادة الأولى من الدستور الأمريكي تحمي ما يسمى «خطاب الكراهية» في حين إن ذلك، كما يقول الكاتب، هو تحديداً ما تفعله هذه المادة. فخطاب الكراهية، كما تتضمن كلمات الكاتب، هو رأي يحتاج للإنصات الجيد، بل لوضع المستمع نفسه مكان المتحدث ولفهمه العميق قبل محاولة الرد عليه. خطاب الكراهية، كما يتضمن المقال، هو رأي تستوجب حمايته.
ويرى الكاتب أن «سياسات الهُوية» أو Identity Politicsالآخذة في التعاظم في زمننا هذا التي بها نحمي مشاعرنا من كل رأي أو لفظ، ما هي سوى «مساحة آمنة،» هي «مساحة آمنة ضد التفكير عوضاً عن كونها مساحة آمنة للتفكير» وهي الجملة التي يأخذها الكاتب من الأديب سلمان رشدي. لقد جعلت سياسات الهُوية هذه المسافة ــ بين إطلاق جدلية والتسبب في الإساءة ــ قصيرة إلى حد مرعب» وعليه فإن أي رأي قد يكون مسيئا لمجموعة ما لا يعتبر فقط خطأ، كما يقول الكاتب، بل هو لا أخلاقي كذلك، وبالتالي هو لا يستحق مجرد المناقشة، وهي النتيجة التي يعتقدها الكاتب المشكلة الأكبر في حق حرية الرأي، حيث أن هذه النتيجة هي التي تسببت في صنع «فوبيا» بين الناس الذين يودون المشاركة في نقاش ما، فقط ليروا أين قد يوصلهم هذا النقاش، فتجدهم يتجنبون حتى مجرد المشاركة في أي حوار تجنباً للوقوع في الخطأ. وعليه يوضح الكاتب: «خوفاً من التسبب في الإساءة، يُضيّع هؤلاء فرصة إقناعهم».
يؤكد ستيفنز غياب ذلك المتطلب المهم جداً لأي إختلاف ذكي ألا وهو «إخرس، إستمع، توقف وراجع نفسك، وبعد ذلك كله وفقط بعد ذلك يمكن الحديث». يرى الكاتب أن الإصلاح ممكناً وللصحافة دور كبير فيه، حيث أن «دورها هو أن توضح شروط المناظرة، بأن تساند النقل الإخباري القوي المحايد، وأن تحسن مستوى المناظرات بتعقيبات تفتح العقول، وتتحدى المعتقدات عوضاً عن فقط تأكيدها هذه المعتقدات».
يحتوي مقال بريت ستيفنز المطول الكثير من النقاط المهمة والأمثلة الرائعة، إلا أنه في النهاية يطالبنا كمستمعين أو قراء بمطلب عسير على النفس البشرية البدائية، ألا وهو أن نستمع، ومن ثم نبذل جهداً حقيقيا في فهم مخالفينا، حتى نصل إلى أن نضع أنفسنا في أماكنهم، وبعد ذلك كله، ربما لنا الحق في النقاش والمجادلة، ولكن فقط في النقاش والمجادلة، فحتى الآراء الجارحة، وحتى ما يسمى بخطاب الكراهية، كلها لها مكان يجب أن يؤمن ويحترم، فقط عندها يتحقق فن الاختلاف وترتقي أطرافه جميعها. هل نستطيع؟
د. ابتهال الخطيب
… يتبع
فمساله الأخر موجود والخطاب الموجه بالريموت كونترول مرفوض ,هنا تبرز قيمه الفرد .فحكم الأقليه للأكثريه وحكم الأكثريه للاقليه وحكم الفرد المطلق ,وسطره الفرد على الدوله وإستخدام الدوله البوليسيه العميقه في قمع الأخر وسيطره القبيله على مقدرات الدوله وإلزام الفرد والمجتمع بالأنصياع لسيطره القبيله وإلغاء الفرد وقيمته الحقيقيه وقمعه وتحويل ولائه المطلق لحكم القبيله , بلاحول ولا قوه كلها ضيق افق وقتل للأنسان وللعقل البشري القيمه الحقيقيه لكثير من الدول الحديثه التي تراعي مسأله اهميه الإنسان وإلغاء اي فوارق اي كانت وجعل الولاء المطلق للأعلااء هيبه الدوله أعطيك مثال دكتوره دوله مثل سنغافوره بعد إنفصالها عن كنفدراليه ماليزيا تحكمها الأكثريه البوذيه من اصول صينيه توحولها من دوله محطمه غرقانه في المستنقعات والباعوض إلى أكبر إقتصاد عالمي ,عابر للقارات وما أقدمت عليه مؤخرآ من تتويج إمراه مسلمه من أقليه الملايو ( حليمه يعقوب ) تنحدر من اب من اصول هنديه وزوج عربي من اليمن,من رئيسه برلمان إلى رئيسه دوله , هنا تبرز ثقافه الفرد والدوله والمجتمع, فنحن كأمه عربيه كُتب علينا كما كتب على الذين من قبلنا أن نبقى بلا إراده .. نتلقى ولانحلل تسيطر علينا الفؤويه والعاطفه الدينيه ونقتل فيناإختلافنا والدور الريادي فبتنا نبحث لأبنائنا عن ملاذات امنه ليعشوا بعيدون ومنسلخين عن مجتمعاتهم كمن يهرب وينأى بنفسه من الطاعون ,أنا كانسان عربي اولا وفلسطيني ثانيآ هجرت من وطني فلسطين ومن مدينتي يافا ,إلى رام لله ومن ثم الأردن فبيروت , فالجزائر , فموريتانيا واليمن . ومن ثم الى اليابان وإنتهى بي المطاف كلاجىء في كوريا الجنوبيه .. فأين سيدتي تريدن مني أن ابحث عن هويتي ومن المسؤول عن شتاتي وجراحي والامي وهويتي ..هم يريدون لناأن نذوب في شتاتنا ونحن نقول لهم هذا بعيد عن مناكم سنعود وسنورث وفعلآ أنتجنا جين وراثي نورثه لأبنائنا يتنقل من جيل لأخر إسمه حق العوده .. فماذا تريدن مني أن قول لقاده الكيان الصهيوني والى جنرالات الخيانه والتطبيع .. كيف لي أن أتقبل من إحتل وطني وشرد شعبي واسماني
لاجىء؟! لك سيدتي مودتي تقديري .. والأخوه المعلقين الأعزاء اسامه كليه / هاري / عمر الأردن / تونسي / المغربي / سيف كرار للجميع كل الحب والأحترام ..والأمتنا العربيه المجد والسلام .
—–
إبن النكبه العائد إلى يافا
لاجىء فلسطيني
معلومة: حسب معلوماتي عن الكاتبة ابتهال، انها من اشد المدافعين على حقوق فئة البدون و تنتقد هذا جهارا في بلدها الام.
لفهم ماذا يحرك الناس ما هي دوافعهم، يجب ان نضع انفسنا في مكانهم، و من الافضل ان نحاول الدفاع عنهم في
مونولوغنا الداخلي حول المسالة، الى ان يتضح الامر، و ربما يتضح لماذا الآخر لا يستجيب لخطابنا بل احيانا يرد بعنف
و يتركنا في حيص بيص، لا نفهم العالم الجامد هذا الدي لا يقدر على فهم خطابي الراقي و الحضاري و هو لي انا …
.
هذا السيناريو يتكرر باستمرار تقريبا في كل لقاء لافكار مختلفة. على سبيل المثال، هناك من ينادي بالعلمانية و لا يفهم
موقف الآخر، الرافض لهذه الفكرة، و لماذا هو متحجر الى هذه الدرجة من فكرة نبيلة، و في قرارة نفسه، هو صادق حقا.
في الجانب الآخر، نجد المخاطب لا يفهم كيف لانسان مسلم ان يستطيع المنادات بالعلمانية، و هي ربما تعتبر كفرا،
كيف لهذا الانسان ان ينساق وراء حلول دنيوية و ينسى الاهم و المهم، هي طاعة الله و رسوله كما يفهما هو و بصدق،
و في قرارة نفسه، هو صادق حقا.
.
هذا سيناريو يتكرر باستمرار، اخلاقيا، كل منهما صادق و يريد الخير للآخر، الخير الدي اكتشفه هو، و بصدق فعلا.
وما حدة التلاسن الا نتاج عن حزن من ايشارت تاتي من احد المخاطبين او كليهما تقول للآخر انه حتما على ظلال.
.
ما العمل في هكذا سيناريوهات؟
.
حسب المقال و ما سبقه، الحل هو الاستماع للآخر و اخذ هنيهة لتقمص شخصيته او على الاقل موقفه و محاولة الدفاع
عنه في حوارنا الداخلي مع انفسنا، هذا لا نعلن عنه طبعا. على الاقل، ستتضح الراية، و ربما اسلوب اقناع ملائم، او تقبل
اننا كنا على خطأ، و هذا ليس عيبا. حتى على هذا المنبر، لا احد يملك الحقيقة، بل كلنا نقاربها. و الخطأ شيئ عادي اذا.
.
مرات اكون في صراع مع احد ابنائي و هذا شيئ احبه كثيرا، و يكون لي موقف ما. بمجرد تقمص شخصيتهم، و محاولة
مقاربة الامر باعينهم، كثيرا ما اخجل من نفسي و اكفر عن هذا باعتذار صريح لهم. و اراهم الآن يحاولون بتخبط … ان
يفعلوا الشيى نفسه معي. الامر اذا مجرد تمرين. سبحان الله.
الله عز وجل تقبل المخالفة العقلانيه من طرف الملائكه في مسالة جعل خليفه في الارض .. حاورهم وطلب منهم ادله وبراهين على صدق ارائهم .. وسارت الامور على خير .. لكنه عز وجل لم يتقبل مخالفة ابليس ولم يتابع الحوار معه .. حيث ان خطاب ابليس كان لا عقلاني بل غلبته غريزة (الانا) العنصريه الاستعلائيه ..