أوباما: جهودنا ضد تنظيم الدولة الإسلامية ستستغرق وقتا

حجم الخط
0

واشنطن ـ «القدس العربي»: بدأ الجيش الامريكي في شن هجمات جوية في سوريا ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية وفقا للبنتاغون مساء الاثنين بتوقيت واشنطن، وقال الاميرال جون كيبربي السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الامريكية بان القوات العسكرية الامريكية وحلفاءها شرعوا في الاعمال العسكرية ضد «داعش» باستخدام مزيج من المقاتلات والمهاجمات وصورايخ «تومهوك».
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تصريح مقتضب أدلى به من حديقة البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن، إن جهود الائتلاف الدولي، المكون من حوالي 40 دولة عربية وغربية لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية، ستأخذ وقتا.
واضاف أوباما في تصريحه الذي يأتي فى أعقاب الضربات الجوية الامريكية الاولى ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا وقبيل مغادرته البيت الابيض متوجها الى نيويورك لحضور قمة المناخ أن قوات الائتلاف ستدرب «المعارضة السورية والجيش العراقي»، مشيرا إلى أن الارهابيين لن يجدوا اي ملاذ آمن في العراق وسوريا .
وتابع الرئيس الأمريكي أن «المعركة معركة كل الدول الرافضة للإرهاب في الشرق الاوسط» مضيفا ان الولايات المتحدة المتحدة تقف «كتفا بكتف» مع كافة الشركاء ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وذكر أوباما «إننا فخورون بالوقوف كتفا بكتف باسم أمننا المشترك .. إنها ليست معركة أمريكا وحدها» وذلك فى معرض إشارته الى مشاركة الاردن والبحرين والسعودية وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة.
واسفرت الضربات التي شنها التحالف الدولي فجر الثلاثاء على مواقع للجهاديين في شمال وشرق سوريا عن مقتل 130 منهم على الاقل، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح المرصد ان بين القتلى اكثر من 70 عنصرا من تنظيم «الدولة الاسلامية» قتلوا في شمال وشرق البلاد فيما قتل 50 عنصرا من تنظيم «جبهة النصرة» ذراع شبكة القاعدة في سوريا.
كما قتل ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة اطفال خلال الضربات التي شنتها الولايات المتحدة في شمال شرق محافظة حلب» الواقعة في شمال البلاد.
واشار المرصد الى اصابة 300 عنصرا من تنظيم «الدولة الاسلامية» بجروح بينهم أكثر من 100 جريح بحالة حرجة وتم نقلهم الى العراق.
واعلنت وزارة الدفاع الامريكية ان الغارات قضت على مجموعة «خورسان» المؤلفة من مقاتلين من تنظيم القاعدة، في سوريا والذي يشتبه انه كان يخطط لشن هجمات وشيكة على اهداف غربية. وصرح الاميرال جون كيربي لتلفزيون «ايه بي سي» «نعتقد ان الاشخاص الذين كانوا يتآمرون ويخططون (…) قضي عليهم»، في اشارة الى مخطط لاستهداف مصالح امريكية.
وعلمت «القدس العربي» ان صواريخ «كروز» قد ضربت مناطق في الرقة التى تعد العاصمة الفعلية ل «داعش» ومناطق اخرى تقع على الحدود العراقية السورية، كما شاركت طائرات عسكرية من دول عربية جنبا الى جنب مع طائرات «بريداتور» وطائرات بدون طيار في ضرب مجموعة واسعة من الاهداف في سوريا بما في ذلك امدادات الاسلحة وثكنات ومبان. الا ان حلف شمال الأطلسي قال امس الثلاثاء إنه لم يشارك في الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة.
واعلنت واشنطن أسماء خمس دول عربية تشترك مع الولايات المتحدة في الغارات الجوية، التي بدأت ضد مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وهي البحرين، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والأردن، والإمارات العربية المتحدة.
وشن الجيش الأمريكي منذ آب/ أغسطس الماضي حوالي 190 غارة جوية ضد مواقع «داعش» في العراق، ومع الغارات الجديدة يتسع نطاق مواجهة التنظيم ليشمل سوريا أيضا.
واكد كيربي بأنه تم اتخاذ قرار اجراء الضربات في وقت سابق من يوم الاثنين من قبل قائد القيادة المركزية الامريكية الجنرال لويد اوستن الذي منحه الرئيس الامريكي باراك اوباما سلطات بشن الضربات. وعلمت «القدس العربي» من مصادر عسكرية امريكية بأنه تم اطلاق صواريخ «تومهوك» من عدة سفن امريكية في المنطقة.
والضربات الجوية هي جزء من حملة عسكرية واسعة اعلن عنها اوباما قبل نحو اسبوعين من اجل تدمير تنظيم «داعش» الذي تمكن من الاستيلاء على مساحات شاسعة من الاراضي في شمال وغرب العراق وسوريا وهدد بالتقدم نحو بغداد.
من جهته قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي إنّ «الغارات الجوية التي قامت بها الولايات المتحدة، بمشاركة دول عربية، على مواقع عسكرية لتنظيم «داعش» نجحت في الوصول إلى هدفها الاستراتيجي، المتمثل في الإظهار للمتطرفين أن الهجمات الوحشية لن تبقى دون رد».
وأضاف، خلال تصريح للصحافيين، على متن الطائرة خلال عودته إلى واشنطن من جولة أوروبية: «أردنا أن تعلم داعش أنه ليس لها مكان تأوي إليه، ونجحنا في ذلك تماما»، مشيرا أن «مشاركة كل من السعودية، وقطر، والبحرين، والأردن، والإمارات المتحدة، في هذه الهجمات والشراكة والتحالف الفريد مع الدول العربية، قد هيأ الأرضية لحملة دولية واسعة ضد المتطرفين».
وأوضح ديمبسي أن دور الدول العربية كان ضروريا لجهة إظهار أن الحرب على «داعش» ليست حرب الولايات المتحدة بمفردها، مشددا على ضرورة تقديم الدعم للحملة الدولية لقطع الدعم المادي والأيديولوجي عن التنظيم المتشدد.

رائد صالحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية