في خضم ازمة تاريخية للاجئين في اوروبا لم تعرف مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية، تبرز تساؤلات ومفارقات سياسية واجتماعية ودينية واخلاقية عديدة، يجب التوقف عندها، وفحص كثير من المبادئ والشعارات التي طالما رددها كثيرون في العالم العربي، الذي تحول إلى اكبر مصدر للمهاجرين في العالم.
ومع وصول اللاجئين العرب والمسلمين إلى «بلاد الفرنجة الكفار» في اوروبا وجدوا صورة مختلطة في انتظارهم، لكنها لا تخلو من كرم وشهامة افتقدوها في بلاد «شقيقة» وشعوب من «شركاء العقيدة والقومية والمصير».
وسرعان ما يظهر واضحا التباين بل والانقسام الهائل داخل القارة العجوز. اذ بعد المعاملة الوحشية التي تعرضوا لها على ايدي الشرطة في مقدونيا وهنغاريا، وبمجرد عبور الحدود إلى النمسا والمانيا، وجد اللاجئون فرقا هائلا، بدءا من الشرطة التي وصفها احدهم بانها «تشبه الملائكة» إلى مواطنين يستقبلونهم في محطات القطارات بالتصفيق والمأكولات والمشروبات لاطعام اطفالهم الجائعين والمنهكين بعد الرحلة القاسية عبر الغابات والاسلاك الشائكة. بل ان مئات من المواطنين النمساويين عبروا بسياراتهم الحدود واحضروا العائلات المهاجرة إلى حيث يمكنهم تلقي مساعدات فورية.
وسارعت المانيا التي تستقبل عشرين ألف لاجئ بنهاية الاسبوع الحالي، ضمن ثمانمئة الف متوقع دخولهم هذا العام، إلى تخصيص ستة مليارات يورو لمساعدة ميزانيات الولايات على تقديم المساعدات والايواء للاجئين. وتحدثت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في تصريحات نادرة عن «تأثر المانيا بالمديح الذي لاقته دوليا إثر قرارها باستقبال اللاجئين». ولا يمكن التقليل من أهمية هذا القرار في ظل اغلبية شعبية تعارض فتح الابواب على مصراعيها للاجئين. إلا انه قد يكون القرار الصحيح للاقتصاد الالماني، اذ تقول مؤسسة «بروغنوس» الاقتصادية ان المانيا ستحتاج بحلول العام 2020 إلى مليون وثمانمئة ألف من الايدي العاملة في كافة المجالات.
ولايعني هذا ان اللاجئين لن يواجهوا منغصات او مخاطر هناك، اذ ان سجلات الشرطة الالمانية تظهر حدوث اكثر من مئتي هجوم عنصري من جماعات اليمين المتطرف هذا العام، وشملت مساجد ومراكز دينية.
ومن غير الواقعي كذلك غض الطرف عن «العنصرية الدينية» في القضية بدءا من الاعلان الصريح لدول اوروبية عن رفضها استقبال المسلمين، وتصريحات رئيس الوزراء المجري التي قال فيها انه يخشى على «الجذور المسيحية لاوروبا»، واخيرا مسارعة كنائس اوروبية إلى الدخول على خط الازمة بتقديم الايواء مقابل التنصير، كما تشير تقارير صحافية. ومن الواضح ان بعض هذه العنصرية لن تقتصر على هذا، فقد اقرت المجر قانونا يقضي بسجن كل من يعبر حدودها بشكل غير شرعي على الرغم من ان اللاجئين لا يريدون البقاء فيها لكن المرور فقط، وهكذا ينطبق عليها المثل المعروف «لا يرحم ولا يدع رحمة الله تنزل».
الا ان ثمة تحولا مهما لا يمكن اغفاله في الموقف الاوروبي حدث بعد بث صورة الطفل السوري إيلان، فقد اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند امس عن استقبال بلاده 24 الف لاجئ على سنتين والدعوة إلى مؤتمر لبحث هذا الملف، وكذلك امر بشن غارات على تنظيم «الدولة»، وحتى الحكومة البريطانية وافقت على استقبال الآلاف، على ان تحدد الكوتة بعد «تأمين الحدود الاوروبية».
وبالطبع تتعالى اصوات في أوروبا للتمييز بين اللاجئين الهاربين من الحرب، والمهاجرين الاقتصاديين، وبالفعل تعمل بعض الحكومات على اعادة النظر في برامج المساعدات وتقليصها بشكل واسع لمنع المهاجرين من مجرد التفكير في القدوم اليها.
لكن في المحصلة، لا يمكن الفرار من حقيقة ان اوروبا، حتى وهي منقسمة سياسيا، سجلت انتصارا اخلاقيا قاسيا على العرب والمسلمين. ولا يعني هذا التقليل من اهمية وجود عدة ملايين من اللاجئين السوريين والليبيين والعراقيين في دول عربية واسلامية مجاورة، حتى اذا كان هذا واقعا فرض عليها. لكن وعلى الرغم من فداحة الازمة الانسانية فقد فشل العرب سواء كأمة او نظام رسمي في تبني استراتيجية متماسكة لتقديم العون لهم. اما المساعدات الضخمة التي اعلن عنها البعض فاما لم تقدم اصلا او انتهت في ثقوب الفساد المظلمة في بعض العواصم او في الحسابات المصرفية لبعض زعماء المعارضة وتنظيماتها.
اما ما تعرض له بعض اللاجئين من سوء معاملة وانتهاكات فحدث ولاحرج، بدءا من حملات «ستر العرض» عبر تزويج الفتيات قسرا بما في ذلك القاصرات مقابل الايواء والطعام، إلى حظر دخول اللاجئين بعض المناطق، واخيرا وليس اخرا وضعهم في مراكز اشبه بالسجون، تضم خياما تفتقد إلى حاجات اساسية لمواجهة البرد والمطر. ولعل تعليق احد الناشطين الخليجيين اخيرا الذي قال فيه انه لايريد لاجئين «حتى لا يأتوا الينا بالاكتئاب» يلخص هذه المفارقة التي لن ينساها التاريخ.
رأي القدس
محي الدين ح – الجزائر
أحسنت.
والآخر ، قالوا جنود ألمان وما أدري شو.
عندما هجر الفلسطينيون الى الاردن قالوا لهم اسبوع وتعودون الى فلسطين لذا نزحوا الى غور الاردن وبانتظار العودة وحتى الان ينتظرون العودة فكانت خديعة عليهم ولو كانوا يعلمون الحقيقة لما تركوا وطنهم المفروض انه لا يجوز الى اي انسان ان يهجر وطنه مهما كانت الاسباب وفي الفترة من 1967 وحتى 1970 كانت حرب الاستنزاف وكانت الاردن تتعرض لقصف من الطائرات الاسرائيلة يوميا واستشهد الوف من الاردن وما احد ترك بيته وما يحدث في سوريا اليوم العقل لا يكاد يستوعبه اوربا تبكي على السوريون ولو ارادت ان تنهي الحرب في سوريا لفعلت خلال فترة قصيرة نعم هناك مخطط واهداف خفية لتهجير ابناء سوريا وتفريغ البلد من سكانه قيل للسوريون انزحوا الى الاردن وشجعوهم على ذلك وبعدها ننقلكم لبلاد الخليج ونجزل العطاء عليكم وهذا ما سمعته من السوريون وفعلا تم النزوح ولم يسافر شخص واحد للخليج والان يقولون (الامم المتحدة )سنوقف عنكم في الاردن الدعم وهل يستطيع الاردن تحمل اطعام واسكان كل هذه الجموع من النازحين اليس هذا مخطط مدروس وبخطوات نعم هناك هدف خفي لما يجري ما نلاحظه ان الاخوة السوريون هدفهم ترك البلد والبحث عن مستقبل افضل ولمن تتركون سوريا هذا سؤال على الشعب السوري ان يجيب عليه نعم هناك حرب وهناك قتل ولكن اذا ابناء البلد ما ثبتوا ودافعوا عن وطنهم الايستحق الوطن التضحية ولكم في الشعب الفلسطيني عبرة ان الفلسطينون اللذين بقوا في ديارهم حالهم افضل مليون مرة من اللذين يعيشون في مخيمات التشرد في سوريا ولبنان والاردن
يا الهزايمة
قارن بين الفلسطينيين الذين بقوا في الأردن، والذين ذهبوا إلى المنفى في الغرب والذي ليست له جنسية في الأردن ومخيمات سوريا ولبنان حيث أنهم وقود لكل اقتتال. والذين هم بالداخل الفلسيطني 48 والضفة وغزة. مع أن المقارنة بين محنة الفلسطينيين والسوريين لا وجه لها من الصحة. لأن الزمن والمكان والعدو يختلفون. باختصار العربي إذا قبلك عنده اليوم كضيف يقلق منك غدا فكيف إذا أقمت عنده.
تحية لقد وضعت النقاط على الحروف ونستطيع ان نقول ان النظام السياسي العربي نظام قاسي وانفرادي لقد حطم شخصية الانسان المسلم بعكس النظام الاوروبي ولو سمح للشباب بالهجرة واللجوء الى الغرب لرايت الملايين يتركون الشرق الاوسط هربا من ظلم الانظمة السياسية الفاسدة.